باقة: ندوة حوارية حول القائمة العربية المشتركة

عُقدت مساء أمس الخميس، في "ديوان باقة"، ندوة حوارية بعنوان "حوار حول القائمة العربية المشتركة"، دعت إليها اللجنة الشعبية في باقة الغربية والتجمع الوطني الديموقراطي - فرع باقة الغربية، شارك فيها العشرات من أهالي باقة والمنطقة.

باقة: ندوة حوارية حول القائمة العربية المشتركة

عُقدت مساء أمس الخميس، في "ديوان باقة"، ندوة حوارية بعنوان "حوار حول القائمة العربية المشتركة"، دعت إليها اللجنة الشعبية في باقة الغربية والتجمع الوطني الديموقراطي - فرع باقة الغربية، شارك فيها العشرات من أهالي باقة والمنطقة.

وتحدث في الندوة البروفيسور مصطفى كبها، عضو لجنة الوفاق الوطني، والتي تدفع باتجاه تشكيل قائمة مشتركة للأحزاب الفاعلة على الساحة العربية وزيادة مشاركة المواطنين العرب في العملية الانتخابية، وكذلك السيد عوض عبد الفتاح، أمين عام حزب التجمع الوطني  الديموقراطي.

سميح أبو مخ: الوحدة الوطنية تفشل سياسات اقتلاعنا من أرضنا

وافتتحت الندوة بكلمة ترحيبية قدّمها الأستاذ سميح أبو مخ، رئيس اللجنة الشعبية في باقة الغربية، أكد فيها على أن وحدة الأحزاب العربية مطلب جماهيري وفق نبض الشارع اليوم، وأنها ستدفع أكبر عدد من المواطنين العرب للمشاركة في العملية الانتخابية وضمان رفع نسبة التمثيل العربي، وهي تحمي النسيج الاجتماعي لفلسطينيي الداخل وتقويه.

وشدد أبو مخ على ضرورة وحدة الصف والتماسك في سبيل مواجهة وإفشال سياسات الحكومات الإسرائيلية المتتابعة، التي تحاول طيلة الوقت اقتلاعنا من وطننا ومصادرة ما تبقى من أرض.

كبها وعبد الفتاح: القائمة المشتركة ضرورة وطنيّة واجتماعيّة

وشدد كل من البروفسور مصطفى كبها وعوض عبد الفتاحـ على أن القائمة العربية المشتركة خيار وطني ومسؤول، وأنها ضرورية في هذه المرحلة كونها توحد أبناء الشعب الفلسطيني بالداخل على مطالب سياسية عادلة، وتوصل رسالة قوية ضد العنصرية والتمييز ومحاولات إخراج العرب من العملية السياسية عبر رفع نسبة الحسم.

وتطرق كل من كبها وعبد الفتاح إلى الفوائد السياسية للقائمة العربية المشتركة، وأثرها الإيجابي على النسيج الاجتماعي الوحدوي، محذرين من أن الشد نحو خيار القائمتين قد يؤدي إلى شيوع الخطاب الطائفي والمناطقي المفرّق، بدلًا من معالجته جذريًّا، وهو ما يرفضه أبناء شعبنا وقياديوه.

الدعوة إلى خيار القائمتين خروج عن الإجماع الوطني

ومن فوائد القائمة العربية المشتركة التي تناولها المتحدثون، أنها تؤدي إلى تحسين العلاقات بين الأحزاب العربية على كافة المستويات، وهي رافعة للنهوض بلجنة المتابعة بالتعاون مع الأطر التي لا تشارك في انتخابات الكنيست؛ بالإضافة إلى أنها تشكل أساسًا تطبيقيًّا متينًا في مواجهة العنصرية والفاشية وسياسات نهب الأراضي والمس بحقوق المواطنين العرب، وهي كذلك تمنع الاستقطاب السياسي والطائفي وتحمي وحدة النسيج الاجتماعي العربي.

وأشار المتحدثون أيضًا إلى أن هناك شخصيات سياسية تدعو إلى قائمتين وتعمل على تعطيل خيار القائمة المشتركة كي تحصل على مكتسبات سياسية خاصة بها، وأن هذا مرفوض تمامًا من الشارع ومختلف الهيئات الوطنية والشعبية والتيارات السياسية الثلاثة: الإسلامي، والقومي، والشيوعي؛ معتبرين أن أي تعطيل لخيار القائمة المشتركة شقٌّ للصف وخروج عن الإجماع الوطني سيؤدي إل معاقبة من يفعل ذلك جماهيريًّا.

علي مواسي: هناك من روّج لفكر القائمة المشتركة حتّى غدت مطلبّا جماهيريًّا واسعًا

بدوره، أثنى الكاتب علي مواسي، الذي أدار الحوار، على دور لجنة الوفاق الوطني، معتبرًا أن ما تقوم به جهدٌ وطنيٌّ ومسؤول، معتبرًا أن النموذج الذي يقدمه الأكاديميون والمثقفون الأعضاء فيها، وعلى رأسهم ضيف الندوة، بروفسور مصطفى كبها، نموذج للمثقف العضوي المنخرط في قضايا شعبه والذي تهمه قضايا مجتمعه ويؤثر فيها، لا المنعزل في قاعات التدريس ومراكز البحث فحسب.

وقال مواسي إن "هناك من يعتقد أن جهود تشكيل القائمة المشتركة تأتي الآن فقط بسبب رفع نسبة الحسم، وهذا الاعتقاد غير صحيح، فهناك من روج للقائمة المشتركة على مدار سنوات طويلة جدًّا حتى غدت مطلبًا شعبيًّا، وعلى رأسهم التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، والنّاس لم تبدأ بالمطالبة بها فجأةً بل كانت هناك مقدّمات وتمهيدات؛ وقرار تشكيلها نابع من إرادة حقيقيّة وغير مفروضٍ فرضًا، لأنّ خيار القائمتين قائم وموجود رغم رفع نسبة الحسم، وهناك من يرفض هذا الخيار تمامًا من منطلقات مبدئيّة."

إعلان تاريخي سيشهده الجمهور العربي

وأكد المتحدثون في نهاية اللقاء على أن المفاوضات حول القائمة المشتركة في مراحل إيجابيّة متقدّمة جدًّا، لم تصل إليها الأحزاب العربيّة في أيّ مرحلة سابقة، وأنّه من المحتمل في أي وقت الإعلان للجماهير العربية على الاستجابة لمطالبهم وتشكيل القائمة المشتركة، وأن هذا الإعلان سيكون إعلانًا وطنيًّا تاريخيًّا يشهده فلسطينيّو الدّاخل، يوصل رسالة للفلسطينيين في الضفة وغزة أن الوحدة ممكنة وواجبة، وكذلك للعالم العربي كله.

ودار حوار بين المتحدثين والجمهور تطرق إلى عدة قضايا، من بينها موقف منظمة التحرير من القائمة المشتركة، والحكم الذاتي للفلسطينيين في الداخل، وخيار مقاطعة انتخابات الكنيست، وضرورة تمثيل شراح المجتمع كلها في القائمة، وضمان تماسك القائمة المشتركة والوحدة بعد انتخابات الكنيست، وغيرها من القضايا.

التعليقات