يعم الإضراب الشامل منذ ساعات صباح اليوم الاثنين جميع المؤسسات في مدينة رهط في أعقاب استشهاد الشاب سامي الزيادنة.
واستشهد مساء الأحد الشاب سامي الزيادنة (47 عاما) نتيجة للاختناق بالغاز المسيل للدموع الذي أطلقته الشرطة الإسرائيلية على المشاركين في تشييع الشهيد الشاب سامي الجعار في رهط.
وقال شهود لـ'عرب 48' إن الزيادنة أصيب بالاختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع ما أدى إلى استشهاده، وأكدوا أن حالة من الغليان تعم مدينة رهط ومنطقة النقب، وأن بلدية رهط قررت عقد جلسة طارئة للمتابعة لبحث التطورات واتخاذ خطوات احتجاجية على عدوان الشرطة الإسرائيلية.
الزبارقة يدعو للإعلان عن الإضراب المفتوح والتظاهرات
من جهته دعا عضو المكتب السياسي للتجمع، جمعة الزبارقة، إلى تصعيد الرد الشعبي برد يرقى إلى مستوى الجرائم التي ترتكبها الشرطة ضد عرب النقب، واعتبر أن هذه الجريمة بمثابة درجة أخرى في التعصيد من جرائم المؤسسة الإسرائيلية ضد اهالي النقب وعرب الداخل عموما، وأن الصمت على هذه الجرائم هو الأخطر.
وقال: طفح الكيل وبات واضحا أن هذه الجريمة وتدل كل المؤشرات بأنه مخطط واضح وليس صدفة ما يجري من تصعيد. وتساءل الزبارقة: ماذا يعني اقتحام شرطي في مركبة مصفحة لمسيرة التشييع التي كانت منظمة وبرفقة 50 منظما من البلدية مع إغلاق الشارع مندون أي تجاوزات أو إخلال، حيث اقتحم هذا الشرطي موكب المشيعين ووصل للمقبرة الأمر الذي استفز الشباب وعندما حاول الخروج اصتدم بقرابة 10 سيارات مركونة على جوانب الشارع وأخذ بإطلاق النار بشكل عشوائي.
وأشار الزبارقة إلى أن لجنة المتابعة التي ستجتمع الساعة الواحدة من ظهر اليوم الاثنين عليها أن تعلن الإضراب العام المفتوح في الداخل الفلسطيني لتخرج الناس للشوارع للتظاهر من الجليل حتى النقب، وشدد على ضرورة أن تتجة المتابعة للمؤسسات الدولية وتطلب حماية دولية لنا كأقلية مسالمة في وطنها تتعرض لجرائم دولة.
عدالة: الشرطة تمارس سياسة انتقامية غير مسبوقة في النقب
وقال مركز “عدالة” الحقوقي عبر صفحته على الفيس بوك إن “بيان الشرطة الكاذب يحاول تبرير وشرعنة الجريمة النكراء التي ارتكبتها الشرطة الإسرائيليّة في النقب. إن عمليّات القتل التي تمارسها الشرطة بحقّ المواطنين العرب تحوّلت إلى عادة وليس أحداثًا استثنائيّة. منذ نجاح النضال الجماهيري بإسقاط مشروع برافر تمارس الشرطة الإسرائيليّة سياسة تصعيديّة انتقاميّة غير مسبوقة في عنفها ووحشيّتها اتجاه أهالي النقب ’لتلقينهم درسًا’. أما وحدات التحقيق مع الشرطة فتغلق ملفات التحقيق بالجرائم، متسترةً على المجرمين، معطية الضوء الأخضر للإستمرار بالجريمة، وداعمة لرؤية الشرطة للمواطنين العرب كأعداء دمهم مُباح”.
زحالقة يدعو لمظاهرات غضب
دعا رئيس كتلة التجمع البرلمانية، النائب د. جمال زحالقة، إلى إعلان الإضراب العام في كافة التجمعات السكانية العربية في البلاد، احتجاجًا على قتل المواطنين سامي الزيادنة وسامي الجعار في مدينة راهط، وقال: 'نحن مطالبون بردة فعل حازمة في مواجهة قتل مواطنين عرب برصاص الشرطة. الشرطة تقتل ولا أحد يحاسبها، وتبقى الجريمة بلا عقاب وغياب العقاب يشجع أفراد الشرطة على قتل العرب. عليهم أن يدركوا أن دمنا ليس هدرًا وأننا سنضرب ونتظاهر وحتى نغلق شوارع لتصل رسالة واضحة بأن الجليل والمثلث والنقب وحدة واحدة ضد ما تقوم به الشرطة من قتل ومن تغطية على القتلة'.
اتحاد أولياء أمور الطلاب العرب: نعم للإضراب الشامل
كما دعا الاتحاد القطري للجان أولياء أمور الطلاب العرب لجنة المتابعة إلى أعلان الإضراب الشامل غدا الثلاثاء في كافة البلدات العربية ليشمل جهاز التعليم استنكاراً لسياسة الاستهتار والاعتداءات الهمجية من قبل الشرطة وأجهزة الدولة المختلفة، واستشهاد العرب في النقب ومدينة رهط تحديدا.
عبد الفتاح: حان الوقت للتوجه للمحاكم الدولية لطلب الحماية
بدوره قال أمين عام التجمع، عوض عبد الفتاح، لعرب 48 إن الشرطة بهذه الجريمة تؤكد مرة أخرى أنها جزء من نظام كولنيالي يهيمن على البلد والناس وينهب مواردهم وأراضيهم ويسعى لاقتلاعهم بالقوة. وأضاف أن هذا القتل وهذه الجريمة لم تأت من فراغ بل هي جزء من سلسلة الجرائم ومن بنية هذا النظام الكولنيالي العنصري. وتابع عبد الفتاح أن رد فعل الناس بالمظاهرة الحاشدة بالنقب جاء كرد طبيعي كاستمرار مقاومة الجماهير في الجليل والمثلث ضد هذا النظام الذي يتحول نحو الفاشية وربما اسوأ. وشدد عبد الفتاح على أنه “حان الوقت لدينا نحن عرب الداخل أن نتوجه إلى المحاكم الدولية لطلب الحماية باعتبارنا جزء من شعب يتعرض للخطر من الأغلبية الصهيونية الحاكمة، وفي الوقت نفسه نحن مطالبون ببناء إستراتيجية نضال شعبي لنرسل رسالة قوية لهذا النظام بأن بلغ السيل الزبى ونحن سنبحث اليوم الأمر في لجنة المتابعة في اجتماعها اليوم لإعلان الإضراب العام غدا الثلاثاء”.
غطاس: المجتمع الفلسطيني هو جسد واحد وإصابة أي عضو من أعضائه ستؤدي إلى انتفاض باقي الأعضاء
وطالب النائب د. باسل غطاس الشرطة بسحب قواتها من مدينة رهط ومحيطها، وحذر من الاعتداء مجددا على جنازة الشهيد الزيادنة مؤكدا أن الوضع يغلي في الشارع العربي وأنه على وشك الانفجار.
ودعا غطاس لجنة المتابعة إلى إعلان الإضراب العام وإرسال رسالة واضحة أن النقب ليس لوحده وأن المجتمع الفلسطيني هو جسد واحد، وإصابة أي عضو من أعضائه ستؤدي إلى انتفاض باقي الأعضاء.
وكان النائب غطاس قد أجرى اتصالات ومتابعات منذ صباح أمس مع سلطات الجيش والشرطة الإسرائيلية وإدارة معهد التشريح الجنائي - أبو كبير لكي يشارك الطبيب الفلسطيني عبد الله ياسين في تشريح جثة الشهيد سامي الجعار من قبل العائلة.
زعبي: تفتح إسرائيل خط مواجهة واضح معنا في قضيتي الأرض وعنف الشرطة. في النقب تستسهل إسرائيل قتلنا، وتمعن في تمرير مخطط سلب متواصل للحياة
وعقبت النائبة حنين زعبي بالقول لـ'عرب 48' إن 'إسرائيل تفتح خط مواجهة واضح معنا في قضيتي الأرض وعنف الشرطة. في النقب تستسهل إسرائيل قتلنا، وتمعن في تمرير مخطط سلب متواصل للحياة.
وأضافت النائبة زعبي: 'النقب امتحان لنضالنا المجتمعي لإفشال مخطط المصادرة وقلعه من جذوره، وامتحان لعدم الاستكانة حتى تحاكم الشرطة التي تقتلنا في النقب، كما تقتلنا في الناصرة وكفر كنا، ما عليه أن يجري الآن هو استنهاض للحركات السياسية، للحراك الشبابي، في وقفة موحدة تطرح مطالب عينية: ١. مخطط برافر. ٢. محاكمة القتلة. دون ذلك لن يهدأ أي حر'.
وتابعت: 'جو الوحدة البرلمانية عليه أن ينعكس الآن وبزخم. الإضرابات مهمة، لكنها ليست تنفسي لغضب، بل علينا اعتماد آلية نفس طويل، تتضمن مظاهرات أسبوعية مناطقية، إضرابات مناطقية للمدارس، تجري على التوالي، توجهات دولية. وما يمهد لذلك وحدة سياسية تدخل عملنا السياسي لآفاق جديدة'.
الشيخ صلاح: ما حدث هو مؤامرة دبرت من قبل الشرطة الإسرائيلية عن سبق إصرار
بدوره اتهم الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية (الشق الشمالي) الشرطة الإسرائيلية بتدبير مؤامرة لتأخير جنازة الشهيد سامي الجعار الذي قتل برصاصها يوم الأربعاء الماضي (14|1) في النقب، مؤكدا وجود نية مبيتة لاقتحام الجنازة.
وقال صلاح 'إن ما حدث هو مؤامرة دبرت من قبل الشرطة الإسرائيلية عن سبق إصرار، حيث تعمدت الأذرع الأمنية الإسرائيلية أن تؤخر الجنازة حتى بدأت الجنازة في ساعات الليل وكان هنالك دخول لسيارة الشرطة بشكل مفتعل حتى يعطي ذريعة لتقوم القوات الأمنية باقتحام الجنازة من خلال قوات خاصة'.
وأضاف: 'لقد استخدمت الشرطة الإسرائيلية القنابل الحارقة والغازية المسيلة للدموع والرصاص وتحولت الجنازة إلى معركة من طرف واحد كنا نحن مطاردين فقط ولم تكن بتلك اللحظات أي مواجهات وأصيب الكثيرون'.
وأعتبر الشيخ صلاح أن هدف الشرطة من تأخير الجنازة ومهاجمتها كسر رسالة المظاهرة الكبيرة التي خرجت في تشييع الشهيد الجعار.
الحركة الإسلامية الجنوبية: مطالبون كشعب فلسطيني في الداخل بوحدة الصف والتضامن والتكافل واتخاذ كافة الخطوات التصعيدية الممكنة والمدروسة أمام السلطات
وجاء في بيان صادر عن الحركة الإسلامية (الشق الجنوبي) وصل 'عرب 48': 'أمس شهدنا وشهد العالم بشاعة جرائم السلطات وقوات الأمن الإسرائيلية، فخلال تشييع جنازة الشهيد سامي الجعار في رهط قامت قوات الشرطة الإسرائيلية بمهاجمة المشيعين قرب المقبرة بشكل متعمد، حيث دخلت سيارات تابعة للشرطة وصدمت سيارات الأهالي والمشيعين بشكل استفزازي، مخالفين بذلك ما تم الاتفاق عليه بين الشرطة وبلدية رهط والمنظمين، حيث اقتضى الاتفاق عدم دخول الشرطة بمسار الجنازة وبالشوارع المؤدية للمقبرة. إن استفزاز الشرطة وتحرشها المتعمد بالمشيعين والمتظاهرين يثبت أن الأمر مدبّر وهدفه إرهاب الناس وتخويفهم.
وتابعت الحركة في بيانها: 'كل التحية والإكبار لصمود أهلنا في رهط والنقب، فقد أصبحت مدينة رهط مدينة الشهداء رمزا للتضحية والفداء، وانضم شهداؤها سامي الجعار وسامي الزيادنة لقافلة شهداء شعبنا في الداخل الذين قتلوا برصاص قوات الأمن الإسرائيلية منذ أكتوبر 2000 وحتى اليوم، والذين يفوق عددهم الخمسين.
وقالت 'إن شهداء النقب الجريح هم شهداء كل شعبنا الفلسطيني في كل مكان، ويجب علينا جميعا الوقوف كالجسد الواحد أمام هذه الجرائم وأمام استباحة دمائنا وهدر أرواح شبابنا من قبل مؤسسة تثبت للمرة الألف أنها تتعامل معنا كقضية وخطر أمني يُعامَل بقوة النار فقط'.
وخلصت إلى القول: 'نحن مطالبون كشعب فلسطيني في الداخل بوحدة الصف والتضامن والتكافل واتخاذ كافة الخطوات التصعيدية الممكنة والمدروسة أمام السلطات من أجل إحقاق حقنا والدفاع عن وجودنا المستهدف حاضرا ومستقبلا وذلك من خلال أطرنا الوحدوية في الداخل الفلسطيني'.
الحزب الشيوعي والجبهة: نعم للإضراب العام
أصدر الحزب الشيوعي والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة بيانًا وصل "عرب 48" نسخة منه حمّلا فيه حكومة اليمين مسؤولية جرائم الشرطة العنصرية في رهط، وسفك الدم العربي في إطار حملتها الانتخابية وتحريضها المتواصل والمتصاعد على الجماهير العربية.
وأضاف البيان أنّ مطلب الساعة هو لجنة تحقيق رسمية لمحاسبة القتلة الفعليين والرسميين، ولجم سياسة اليد السهلة على الزناد ضد المواطنين العرب، والتي سقط جرّاءها أكثر من 50 مواطنًا عربيًا منذ أكتوبر 2000.
ودعا البيان إلى أوسع تحرّكات احتجاجية ضد جرائم الشرطة العنصرية في جميع القرى والمدن العربية، على أساس المواقف الكفاحية الوحدوية للجنة المتابعة العليا، وفي الجامعات، كما دعا البيان "القوى العاقلة في المجتمع الإسرائيلي للخروج عن صمتها وإسماع صوت واضح ضد القتل والعنصرية".
الشرطة أطلقت قنابل مسيلة للدموع باتجاه المشيعين مما أسفر عن حالات إغماء واختناق
واندلعت مواجهات مساء الأحد قرب مقبرة مدينة رهط بين الشرطة الإسرائيلية ومشيعي الشهيد سامي الجعار الذي قتل برصاص الشرطة الإسرائيلية يوم الأربعاء الماضي، واسفرت عن إصابة 15 مشيعا.
وقالت البلدية في بيان أن رئيس البلدية طلال القريناوي أجرى محادثة مع رئيس لجنة المتابعة العليا بالوكالة ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مازن غنايم، واتفقا أن تجتمع اللجنة ظهر اليوم في بلدية رهط في تمام الساعة واحدة ظهراً.
وقبل دفن الشهيد الجعار وصلت مركبة تابعة للشرطة الإسرائيلية إلى منطقة المقبرة الأمر الذي استفز المشيعين، فقام بعض الشبان برشقها بالحجارة، فدفعت الشرطة بقوات كبيرة لمحيط المقبرة وبدأت بإطلاق قنابل الغاز على تجمعات المشيعين مما أدى إلى حالات اختناق وإغماء.
وقال شهود إن الشرطة أطلقت قنابل مسيلة للدموع باتجاه المشيعين مما أسفر عن حالات إغماء واختناق. وأضاف شهود العيان أن أصوات إطلاق نار سمعت في مكان التشييع، وأن مواجهات دارت بين قوات الشرطة والمشيعين، في حين شوهدت طائرات مروحية تابعة للشرطة تحوم في أجواء المنطقة.
وقالت 'إن شهداء النقب الجريح هم شهداء كل شعبنا الفلسطيني في كل مكان، ويجب علينا جميعا الوقوف كالجسد الواحد أمام هذه الجرائم وأمام استباحة دمائنا وهدر أرواح شبابنا من قبل مؤسسة تثبت للمرة الألف أنها تتعامل معنا كقضية وخطر أمني يُعامَل بقوة النار فقط'.
وخلصت إلى القول 'نحن مطالبون كشعب فلسطيني في الداخل بوحدة الصف والتضامن والتكافل واتخاذ كافة الخطوات التصعيدية الممكنة والمدروسة أمام السلطات من أجل إحقاق حقنا والدفاع عن وجودنا المستهدف حاضرا ومستقبلا وذلك من خلال أطرنا الوحدوية في الداخل الفلسطيني'.
إضراب شامل في النقب
وعم الإضراب، أمس الأحد أيضا، مدينة رهط وكافة القرى في النقب استجابة لقرارات لجنة التوجيه العليا لعرب النقب ولجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني، احتجاجا على مقتل سامي الجعار من مدينة رهط على يد أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية.
وشمل الإضراب المحال التجارية والأسواق والمرافق الخاصة والمجالس المحلية وسلك التربية والتعليم في كافة مدارس النقب فيما سادت أجواء من الحزن والحداد مدينة رهط إحدى أكبر المدن العربية في الداخل الفلسطيني.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، أعلنتا الإضراب الأحد في السلطات المحلية تزامنا مع الإضراب العام في النقب تنديدا بالجريمة.
التعليقات