الناصرة: أزمة الدوّار تتفاقم

يثير العمل في دوار الناصرة "البيج" الجديد ضجة كبيرة وغضبا عارما من قبل أهالي المدينة وخاصة في أوقات الظهيرة، حيث تزدحم حركة السير بصورة لا تطاق،

الناصرة: أزمة الدوّار تتفاقم

دوار الناصرة

يثير العمل في دوار الناصرة 'البيج' الجديد ضجة كبيرة وغضبا عارما من قبل أهالي المدينة وخاصة في أوقات الظهيرة، حيث تزدحم حركة السير بصورة لا تطاق، ولا يشكل الدوّار عاملا مساعدا لتسهيل حركة السير، وفقا لما يقوله عدد من أهالي الناصرة، فأزمة السير على حالها، ويطالب البعض في إعادة نصب الإشارات المرورية لعلها تساهم في حل هذه الأزمة.

 

الخارطة التفصيلية والتخطيط الهندسي للدوار بدأ عام 1999 وكان المهندس رامز جرايسي في حينها رئيساً لبلدية الناصرة، حيث كان هناك اتفاق ما بين بلدية الناصرة وشركة الطرقات 'ماعتس' ببناء الدوار بما يتناسب مع عدد سكان المدينة وحركة السير فيها، ولكن على ما يبدو بأنه كان اتفاق مسبق لتنفيذ المشروع بشكل جزئي أو أن التخطيط الهندسي لم يتم فحصه بشكل مهني.

وبموجب التخطيط فإن المشروع يشمل جسراً ودواراً يوصل بين شارع 'نتسيريت عيليت' الالتفافي' وشارع الأنفاق ومسارات جانبية أخرى تجنب السائق من الدخول إلی الدوار، ولكن ما تم تنفيذه لم يكن بحسب التخطيط كلياً.

وبدأ تراشق الاتهامات ما بين جبهة الناصرة وبعض السكان من جهة وإدارة البلدية من جهة أخرى، وتحميل الأخيرة المسؤولية في عدم التحرك والضغط على شركة 'نتيفي يسرائيل' وحل هذه الأزمة التي أصبحت عبئاً ثقيلا على مستقلي السيارات، وتشكل أزمات مرورية خانقة أمام الأهالي.

بدأ تنفيذ المشروع عام 2014 أي بعد 15 عاماً من المصادقة عليه تخطيطياً، ومن المفروض أن يتم الانتهاء من العمل به خلال الشهر الجاري، وقد رصدت شركة 'نتيفي يسرائيل' ميزانية للمشروع بلغت 30 مليون شيقل، وحسب ما تدعي الشركة فإن المحكمة ألزمتها بإقامة دوار بدلاً من الإشارات المرورية، وذلك لعدة أسباب منها ازدياد حوادث السير في شارع 60 ومن أجل المشروع الذي سيتم العمل عليه وهو بناء حي على سفح جبل قصر المطران وإقامة مدرسة، وأن الدوار سيقوم بفسح المجال لسكان الحي الجديد في الوصول إليه بسهولة.

يذكر أن مشروع الإشارات المرورية قد تم العمل عليه في عام 2009 أي قبل ستة أعوام قبل البدء في مشروع الدوار،  ويبقى تساؤل المواطن النصراوي حول ما هي الاتفاقية التي تمت في حينه بين إدارة بلدية الناصرة السابقة وشركة 'نتيفي يسرائيل'، بالرغم من أن المصادقة على بناء الدوار تمت في 1999 ، ولماذا لم يتم تخطيط الدوار ليناسب عدد سكان المدينة خاصةُ وأن عدد سكان مدينة الناصرة ارتفع خلال 15 عاماً إلى حوالي 90 ألف نسمة؟.

حول هذا الموضوع أوضح رئيس بلدية الناصرة، علي سلاّم لـ'عرب 48' قائلاً: 'بدأ التخطيط والعمل على هذا المشروع في عهد البلدية السابقة وعلى رأسها رئيس البلدية السابق رامز جرايسي الذي كان يتابع جلسات التخطيط حول الموضوع، وحسب التخطيط فإنه يجب أن يكون هناك جسر يوصل بين شارع النفق مع شارع 'البيج'، ولكن الغريب في الأمر أنهم لم يقوموا ببناء الجسر بل ببدء العمل في بناء الدوار، وكان لي جلسات مع المسؤولين في قسم الهندسة للبلدية وطلبت بأن يتوجهوا للمسؤولين في وزارة المواصلات ولشركة 'ماعتس' من أجل وقف العمل في الدوار لأن كل التخطيط  خطأ كامل ولا يقدم للمدينة غير أزمة سير خانقة، وستكون لنا جلسة مع وزير المواصلات وعدد من المسؤولين من أجل النظر في كيفية حل هذه المشكلة .

وأضاف سلام: 'إن التهم التي توجه لي بأنني وبأنني المسؤول عن هذا الدوارغير صحيحة، وأقول لهم بأن المسؤول عن تخطيط الدوار هي البلدية السابقة، ولم أكن أنا المسؤول في قسم الهندسة كما يدعون. أتفهم مشاعر الغضب لسكان المدينة وخاصة خلال عبورهم من هناك، وأنا شخصياً أواجه نفس المشكلة عندما أمر من هناك وتعيق سيري أحيانا أزمة السير لنحو ساعة تقريبا. طلبت حلولا مؤقتة حتى نستطيع أن نكمل التخطيط الأساسي للدوار وكلي أمل بأن تتم الموافقة على طلبي ونعيد الأمور في الدوار إلى مسراها الصحيح'.

'المسؤول الأول والأخير عن هذه المشكلة والأزمة الخانقة هو رامز جرايسي'

وأردف سلام قائلاً: 'على ما يبدو أعضاء البلدية من كتلة الجبهة والمسؤولين في الجبهة ينسون من كان المسؤول عن تخطيط الدوار ويهاجموننا حول قضية الميزانيات وكل ما يتعلق بالمشاكل العديدة التي كانت من قبلهم، ويريدوا أن يلقوا مسؤوليتها علي شخصياً. أقول لهم قبل أن تهاجموا رئيس البلدية توجهوا لمن يكتب لكم البيانات ويعطيكم المعلومات وهو رامز جرايسي، لأنه باشر بالعمل على مشروع الدوار من أجل مصالحه شخصياً وأنا أتحفظ من الدخول في تفاصيل أكثر عن الموضوع. أنصحهم بأن يتوجهوا لجرايسي ويسألونه ما هي المشكلة في الدوار؟ ولماذا نفذ العمل جزئيا؟ ومن المسؤول عن الدوار؟. أقول لأهالي الناصرة بأن المسؤول الأول والأخير عن هذه الأزمة وكل مشاكل الدوار هو رامز جرايسي وليس علي سلام'.

وأنهى رئيس بلدية الناصرة حديثه لـ'عرب 48' قائلاً بأنه 'سيتم وضع إشارات مرورية مؤقتة على الدوار في عدد من المسارات، وسنوفر حلا جذريا للمشروع من أجل إتمامه، وفي الوقت الحالي سنقدم حلا مؤقتا من أجل تخفيف حركة السير، وآمل أن يكون هناك تجاوب سريع لتوجهنا وننهي هذه الأزمة في الدوار وما يعانيه منه الأهالي'.

التعليقات