كنيسة معلول: أعمال ترميم تطمس رونقها المعماري

أثارت أعمال الترميم التي تنفذ مؤخرا في كنيسة معلول المهجرة الشهيرة تساؤلات كثيرة، خاصة وأن أعمال الترميم هذه من شأنها أن تطمس رونق الكنيسة المعماري، وتطمس معه تاريخ شعب عاش وصلى فيها

كنيسة معلول: أعمال ترميم تطمس رونقها المعماري

أثارت أعمال الترميم التي تنفذ مؤخرا في كنيسة معلول المهجرة الشهيرة تساؤلات كثيرة، خاصة وأن أعمال الترميم هذه من شأنها أن تطمس رونق الكنيسة المعماري، وتطمس معه تاريخ شعب عاش وصلى فيها.

يذكر أن كنيسة الروم في قرية المعلول المهجرة، وهي من قرى قضاء الناصرة، قد شيدت عام 1884، وتعتبر من أجمل معالم القرية، وتم بناؤها على أيدي أمهمر المعماريين في القرن التاسع عشر، واعتبرت إحدى الكنائس الكبيرة في تلك الفترة.

كما تجدر الإشارة إلى أن قرية معلول قد جرى تهجير أهلها عام النكبة، 1948، فلجأ بعضهم إلى قرية يافة المجاور، والبعض الآخر لجأ إلى مدينة الناصرة.

ويتساءل كثيرون حول أعمال الترميم التي تقام في كنيسة الروم في القرية، والجهة المنفذة لهذه الأعمال، وعما إذا كان للسلطات الإسرائيلية دور في عملية الترميم، وخاصة أن الحديث يدور على تغيير شكل الكنيسة من الخارج والداخل، الأمر الذي يطمس، كما أسلفنا، رونق الكنيسة المعماري ويدفن تاريخ شعب قد عاش وصلى فيها.

بدأت أعمال الترميم في كنيسة الروم بعد عيد الميلاد المجيد، حيث قد تمت الموافقة على بدء العمل بتاريخ الثالث والعشرين من كانون الأول (ديسمبر) في العام الماضي ، حيث قد قدمت البطريركية للروم الأرثوذوكس طلبا للجنة التنظيم في منطقة المروج لترميم الكنيسة بهدف المحافظة عليها والصلاة فيها.

وفاز بالمناقصة التي أعلن عنها مقاول من مدينة الناصرة، وهو نفس المقاول الذي عمل على ترميم كنيسة المطران في جبل المطران في مدينة الناصرة، وغير من شكل الكنيسة وأزال معالهما.

وعبر عدد من أهالي معلول عن انزعاجهم من ترميم الكنيسة بنفس الطريقة، باعتبار أن ما يحصل لا يمكن السكوت عليه، ويعتبر تعديا على الإرث المعماري لقرية معلول.

ويقول رئيس جمعية تراث معلول، علي الصالح ، موضحا: 'جمعية تراث معلول من سنوات تسعى لترميم المقدسات، وذلك ضمن أهداف الجمعية. ومن ضمن هذه المشاريع التي واجهتنا هي ترميم كنيسة الروم في معلول، حيث أن ما يجري هناك هو تخريب وليس ترميما، فقد أزيل بلاط الكنيسة والذي يدل على معالم الكنيسة التاريخية، وفي البنية الخارجية للمبنى سيستعملون نوعية حجر جديد لبنائه فوق الحجر الأصلي للمبنى، وهذا يغير من معالمها ويشكل خطرا عليها'.

وتابع علي الصالح لعرب 48 أنه جرى تقديم طلب للبطريركية، وهي صاحبة الشأن في الكنيسة، وبادرت إلى إصدار رخصة للترميم.، ولكن الاعتراض هو على تنفيذ العمل، مشيرا إلى أنه 'متأكد بأن نية البطريركية هي ترميم الكنيسة ولكنها لا تراقب ما يقوم به المقاول من أعمال في تغيير معالم الكنيسة. لقد فرحنا في وجود ترخيص للعمل في الكنيسة، وهذا أمر ظننا بأنه سيكون فاتحة خير من أجل تقديم رخصة أخرى لترميم المسجد والكنيسة الكاثوليكية في القرية'.

وأضاف أنه قدم طلبا للبطريركية، لعقد جلسة بهدف إيضاح ما يجري داخل الكنيسة وخارجها.

بدورها أعربت المهندسة المعمارية، مها بلان، أن هنالك ملف توثيق يشرح عن المبنى، ويوثق خرائطه كلها من مقاطع وواجهات، حيث أن المبنى هو عثماني مبني من حجر ناري حساس من أجمل الكنائس في الجليل. وقد بني في فترة المطران حجار، حيث صمد المبنى على الرغم من جميع الحروبات والهزات الأرضية التي مرت على المنطقة، واليوم المسؤول عن هذه المباني هو البطريرك ثيوفولوس بطريرك الروم الأرثوذكس، علما أنه بات من الواضح أن البطريرك لا يعرف ما يحصل هنا في معلول، حيث أن المقاول بدأ بتدمير كنيسة قصر المطران عن طريق استعمال الباطون ومواد غير ملائمة مثل الإسمنت المسلح والتي تعتبر هدما لهذه المباني، بينما يجب أن يستعمل في صيانة مبان مشابهة، الجير والكلس فقط، كما قاموا بوضع الباطون على سقف المبنى وهو أمر ممنوع،  وأزالوا البلاط القديم، ووضعوا بلاطا جديدا بحجة الصيانة الترميم والتصليح.

وعلى ضوء هذا، وبناء على مصدر موثوق، علم موقع عرب 48 أن المقاول قد قام قبل عدة أيام بأخذ البلاط القديم الذي تمت إزالته من داخل الكنيسة، لكي يبيعه للمقاولين في قيسارية، وذلك من أجل مربح مادي، خاصة أن الحجارة المستعملة هي قديمة وباهظة الثمن، ولكن عندما علمت الجهات المختصة قام المقاول بإرجاعها إلى مكانها دون أن يشك أي شخص في أمره.

وعلى صعيد آخر قال مصدر لعرب 48 بأن غبطة البطريرك كيريوس ثيوفيلوس الثالث الذي يتواجد حالياً خارج البلاد لا يعلم بما يحصل في كنيسة معلول ولا حتى الجهات المختصة.

ولم يتمكن 'عرب 48' من الحصول على رد من قبل الأب عيسى مصلح الناطق الرسمي باسم بطريركية الروم الأرثوذكس. وبحسب ما ورد من قبل المصدر فإن المقاول الذي يشرف على العمل في المكان هو غير مؤهل للمباشرة في العمل، وهو ذاته الذي أشرف على ترميم كنيسة جبل المطران وقد غير شكلها كلياُ، وأخفى معالمها الأثرية في معالم جديدة تلائم الفن المعماري الحديث.

بدوره قال المطران عطاالله حنا لعرب 48 إنه قام بزيارة الموقع ورأى ما يحصل من أعمال في الكنيسة، وأنه سيبحث الموضوع.

التعليقات