أعرب العديد من أهالي مدينة الطيرة عن استيائهم من تأجيل الماراثون الرياضي تحت عنوان 'سباق التسامح والوفاء الأول' الذي بادرت إليه بلدية الطيرة بالتعاون مع مؤسسات وجمعيات أهلية وكان من المتوقع أن يجذب هذا الحدث المئات من المهتمين.
ناصر: 'حرضوا علينا عبر المساجد ومواقع التواصل الاجتماعي'
وقال نائب رئيس بلدية الطيرة، وليد ناصر، الذي يعتبر أحد القائمين على المشروع إننا "بدأنا بالتحضير للماراثون قبل حوالي الشهرين، وبالفعل أتممنا جميع الاستعدادت، من منظمين ومضمدين وإغلاق الشوارع وكل الأمور، وبعدما أخذنا بالحسبان جميع الصعوبات، بما فيها رأي رجال الدين، فاجتمعنا معهم واستمعنا لاقتراحاتهم ونفذناها، وكانت أغلبها تتعلق باللباس، بعدما علموا أن الفتيات سيشاركن بالماراثون مع الشباب، ولكن على الرغم من استجابتنا لمطالبهم فإن قسما منهم فضّل مهاجمتنا والتحريض علينا، سواء عبر المساجد أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي'.
وأضاف: 'استغل البعض مشاركة الفتيات بهذا الماراثون، ليشرح للناس أن هذا الحدث عبارة عن فساد وعهر وفاحشة، وكأنهم سفراء الرب إلينا، وهم نسوا أننا خير من يصون العادات والتقاليد ويحافظ عليها، وأننا قدمنا تنازلات من أجل إخراج الماراثون إلى حيز التنفيذ. هؤلاء بعيدون كل البعد عن الدين الإسلامي لأنهم يحرضون على العنف ويدعون الشباب إلى إلغاء الماراثون بالقوة، حيث أنهم يدعون أبناء البلد الواحد للفتنة والاقتتال بدلا من أن يقوموا بنصحهم وتشجيعهم على ممارسة الرياضة وإحياء الفعاليات التربوية والوحدة. لم أر بحياتي ظلاميين من هذا النوع، فتارة يلغون حفلات التخريج بالمدارس، وتارة يلغون عرض 'وطن ع وتر'، وها هم اليوم يلغون الماراثون.. فماذا بعد؟!'.
'أجلنا الماراثون لشهر أيار'
وتابع: 'وافقنا بالنهاية على طلب الشرطة تأجيل الماراثون الذي كان من المقرر أن يجرى يوم الجمعة الوشيك، وذلك لشهر أيار المقبل، وعللت الشرطة طلبها بأن الحدث يحتاج لحوالي 40 شرطيا و40 منظما، على الرغم من صعوبة توفير هذا العدد من رجال الشرطة بمناسبة عيد الفصح لدى اليهود، ولكن وبعد هذه التهديدات فإن العدد المطلوب من رجال الشرطة سيزداد وهو ما تعجز عنه الشرطة، ونحن أيضا تنازلنا من منطلق حرصنا على وأد الفتنة والمحافظة على شبابنا لأننا نحن أكثر مسؤولية من هؤلاء الذين يدعون زورا تمثيل الدين'.
'تأجيل الماراثون صدمة حقيقية'
وقالت العداءة حنين راضي إن 'تأجيل الماراثون سبب لي ولكل المشاركين صدمة حقيقية، حتى الآن لم أستوعب ما جرى بالفعل. تعب وجهد لمدة شهرين وأمل عمره 6 أشهر تلاشى في غضون يومين، هذا أمر مؤلم. واجهتني صعوبة كبيرة بإبلاغ الفتيات بتأجيل الماراثون لأنهن كن متحمسات لتلك اللحظة وينتظرونها بفارغ الصبر، ردة فعلهن كانت مؤثرة حين علمن بتأجيل الماراثون'.
'خابت آمال 220 مشاركا ومشاركة'
وأردفت: ' كان من المقرر أن يكون الماراثون بمنطقة ستاد المرحوم طيبي طيبي، لكل الأجيال، فتيات وشبان، تم تقسيم المشاركين لفئتين، كبار يركضون 8 كم، والصغار 4 كم، هناك حوالي 220 مشاركا ومشاركة سجلوا لهذا الماراثون، كان منهم من الطيبة، الطيرة، كفر قاسم، باقة وجلجولية'.
'ندرس فكرة تنظيم مظاهرة'
وقالت راضي أيضا: 'نحن نحترم رجال الدين، ونتوقع منهم أن يساعدوا على النهوض بالمجتمع من منطلق إيماننا بدورهم القوي والمؤثر، لكن للأسف هم يساعدوا على تثبيط عزائم مجتمعنا، ونحن ندرس في هذه الفترة إمكانية تنظيم مظاهرة احتجاجية ضد تأجيل الماراثون والتدخل من قبل رجال الدين فيه، فهم بذلك تجاوزوا صلاحيتهم وحدودهم'.
الشيخ محاميد: 'موقفنا هو موقف من يغار على بنات بلده'
وعقب الشيخ نسيم محاميد، إمام مسجد عثمان بن عفان سابقا على الأقوال أعلاه بالقول إنه 'في البداية هناك الكثير من المغالطات التي ذكرت على ألسنة الناس، موقفنا هو موقف الدين وموقف من يغار على بنات بلدنا'.
'نحن نشجع الماراثون، لكن يجب الفصل بين الشباب والفتيات'
وأضاف: 'في البداية نحن لسنا ضد الماراثون، بل على العكس، نحن نشجعه، ورحبنا بالفكرة، وقلنا لهم إنه لا مانع لدينا من إقامة الماراثون، لكن فلتركض البنات في أماكن مغلقة أي داخل المعب وليس خارجه. نحن اقترحنا فصل الشباب عن البنات، يركض الشباب بالشارع والبنات داخل الملعب، بالنسبة للتحريض عبر المساجد فهذا لم يكن وأنفيه جملة وتفصيلا، وبالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي فأنا لا أجيده أصلا ولا يوجد لدي صفحة فيسبوك، لربما كان هناك تصرفات فردية لكنها لا ليست بالضرورة محسوبة علينا، واجب علينا المحافظة على بنات بلدنا وسنفعل هذا الأمر'.
"سنمنع خروج الفتيات إلى الشارع"
وقال: 'قلنا لهم بشكل واضح سنمنع خروج الفتيات إلى الشارع، نحن لا نعارض الرياضة للنساء، لكن يجب أن يكون بمكان مغلق، نحن في العائلة نملك بركة سباحة مخصصة للنساء، لكنها مغلقة'. وفي رده على أنهم لا يمثلون الإسلام قال: 'هذه ادعاءات تصدر عن أناس تافهين، وبإمكانهم أن يقولوا ما يريدون، ونحن لا نستخدم العنف كما يقولون، لكن مثل هذه الأمور لا تليق بمجتمعنا الذي للأسف يعشق التقليد الأعمى'.
التعليقات