النقب الجنوبي: اكتشاف مواقع عبادة من العصر الحجري الحديث

عثر مؤخرا في النقب، شمال إيلات، على مواقع عبادة كثيرة تعود إلى العصر الحجري الحديث، استخدمت كطقوس للخصوبة وعبادة الأسلاف، وهو ما اعتبر على أنه اكتشاف يمكن من خلاله فهم التطور البشري في المنطقة

النقب الجنوبي: اكتشاف مواقع عبادة من العصر الحجري الحديث

عثر مؤخرا في النقب، شمال إيلات، على مواقع عبادة كثيرة تعود إلى العصر الحجري الحديث، استخدمت كطقوس للخصوبة وعبادة الأسلاف، وهو ما اعتبر على أنه اكتشاف يمكن من خلاله فهم التطور البشري في المنطقة.

وبينت الفحصوصات التي أجريت على الأشياء التي تم العثور عليها، إضافة إلى فحوصات الأشعة على أنه كان في المكان طقوس دينية منظمة يعود تاريخها إلى 9 آلاف عام خلت، أي قبل نحو ألف عام من بدء الزراعة والرعاية في المنطقة.

وجاء أن طاقم باحثين في الآثار برئاسة د. عوزي أفنر من 'المركز لعلوم البحر الميت والنقب' عثر في نهاية العام الماضي على 102 مواقع عبادة تعود إلى العصر الحجري الحديث في جبال إيلات في منطقة تصل مساحتها إلى 12 كيلومترا مربعا.

واكتشف لاحقا نحو 355 موقعا من هذا النوع في النقب الجنوبي، كما تم اكتشاف مواقع مماثلة في جبال جنوب الأردن. ويتضح أن ما يتكرر في هذه المواقع هو المباني الصخرية التي ترمز للخصوبة يعود تاريخها إلى 7 – 9 آلاف عام.

وفي هذه المواقع التي عثر عليها هناك أشكال دائرية أو بيضوية، يتراوح قطرها ما بين 1.2 متر إلى 1.5 متر، وأخرى طولية يصل عرضها إلى متر، بينما يصل طولها إلى 4 أمتار، تتجه باتجاه مركز الدائرة، إضافة إلى صخور عادية، موضوع على الأرض على شكل شواهد، وأخرى شواهد مثقوبة، وأوعية صخرية، وصخور مثقوبة بشكل طولي، وصخور على شكل الإنسان، وغيرها.

وتبين أيضا أن هذه الصخور هي صخور جيرية تم جلبها من مناطق بعيدة، ولذلك فإن لونها يختلف عن لون صخور المنطقة. كما أن جزءا من المواقع فيها شواهد منفردة، وفي أخرى على شكل مجموعات زوجية وثلاثية وخماسية وسباعية.

وقال تقرير نشرته صحيفة 'هآرتس'، إنه لم تجر حفريات أثرية في المواقع، بل تم جمع أدوات صخرية من المواقع يعود تاريخها إلى العصر الحجري الحديث المبكر والعصر الحجري الحديث المتأخر. كما عثر في بعض المواقع على على الرصاص والنحاس وعظام بما يشير إلى تقديم أضاحي من كائنات حية.

وبينت الفحوصات التي أجريت على على بعض الأدوات، أنها بعضها يعود إلى ما قبل 9120 عاما، وأخرى إلى الفترة ما قبل 8900 عاما، أي ما يقارب 7 آلاف عام قبل الميلاد.

كما يتضح أن غالبية هذه المواقع، والتي هي منخفضة وذات طابع رمزي وفيها أدوات صخرية خاصة، لم تكن تستخدم للسكن، حيث أنها تقع في الجبال، ما يرجح أنها كانت تستخدم للطقوس الدينية فقط، حيث يرجح أن بعضها قد اتخذ شكل الأعضاء الجنسية، كرمز للخصوبة، في حين أن الأشكال البشرية دلالة على عبادة الأسلاف.

وقد أقيمت غالبية هذه المواقع على منحدرات في مناطق صغيرة ومنبسطة، بما يتيح اجتماع بضعة عشرات من الأشخاص في المكان، ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الحديث عن أبناء عائلة واحدة موسعة.

التعليقات