إضراب في كفر كنا بعد هدم منزل مأهول

عمليات التشريد الإسرائيلية وإلقاء السكان العرب في العراء والبرد القارص تكررت الليلة ورسمت مشهدا فظيعا ومؤلما، بعد أن أقدمت قوات كبيرة من الشرطة والوحدات الخاصة وحرس الحدود على مداهمة بلدة  كفر كنا بعد منتصف الليل ورافقت الجرافات التي قامت بهدفم منزل مأهول للمواطن طارق خطيب وذلك تحت ذريعة تنفيذ قرار المحكمة الهدم لأن البناء غير المرخص .

وفي أعقاب الهدم، أعلن المجلس الإضراب العام في البلدة احتجاجاً على الهدم وتشريد ساكني المنزل والاعتداء عليهم.

وقال مواطنون إن قوات الشرطة انتشرت صباح اليوم في مدخل البلدة وتقوم بالتدقيق بهويات الداخلين إلى البلدة في أعقاب الهدم.

وتوافد إلى موقع الهدم حشد كبير من أهالي القرية محاولين التصدي لعملية الهدم، إلا أن قوات الأمن قامت بمنعهم من الاقتراب من المنزل مستخدمة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاطي، ما أدى إلى وقوع إصابات وصفت بالطفيفة.

وقال صاحب المنزل طارق خطيب إن هذه الارض هي أرضي ورثتها من أبي وأجدادي، سأعمر فيها حتى لو هدموها مرة أخرى... سأعيد البناء وحتى لو هدموها مئة مرة فأسعيد تعميرها ألف مرة وهذه رسالتي للحكومة الإسرائيلية العنصرية والسافرة.

وقال الحراك الشبابي في كفركنا في بيان له  إن 'في ليلة ظلماء، ليلة الثالث عشر من نيسان، وفي إعتداء غاشم وظالم، تم هدم بيت السيد طارق خطيب المهدد منذ حوالي أكثر من عامين بالهدم من قبل سلطة التنظيم'. 

وتابع الحراك: 'لقد أقدمت سلطة التنظيم هذه الليلة بمرافقة قوات كبيرة من شرطة إسرائيل بمداهمة بيت السيد طارق خطيب وإخراجه من بيته هو وأفراد عائلته من نساء وأطفال غصباً وعنوةً، وتم إخراج كل ما يحتوي البيت إلى خارجه وقذفه ومن ثم قاموا بإحاطة البيت بقواتهم الغاصبة مانعين أحداً الإقتراب من البيت أو محيطه، رغم تواجد أعداد كبيرة وغفيرة من أبناء هذا البلد الطيب اللذين لبوا نداء الإغاثة، رافضين الظلم والعدوان الغاشم على هدم بيت السيد طارق خطيب والذي يتمثل بقضية بلد كامل '. وتابع البيان :' نحن كحراك شبابي، كنا قد أخذنا على عاتقنا منذ أول يوم تم فيه تهديد بيت السيد طارق خطيب بأن نقف وقفة رجل واحد وأن نحمي البيت وأفراده والكفاح من أجل إلغاء القرار المُجحد الظالم بحق بيت السيد طارق خطيب '.

وخلص البيان إلى أنه 'الآن، وبعد ليلة ظلماء عانت منها بلدنا الحبيبة، نعلن رفضنا وإستنكارنا لما حصل، ونعتبر أن هذا إعتداءاً غاشماً ليس بحق السيد طارق خطيب فقط إنما بحق أبناء بلدنا الحبيب – كفركنا، وأن هذه قضية بلد كامل، بلد حر يرفض الظلم بكل أشكاله. ونُحمل المسؤولية كاملة لكل المسؤولين عن أمر هدم هذا البيت، وأمن وأمان هذا البلد'.

التجمع يدعو لإعادة إعمار المنزل

استنكر التجمع الوطني الديمقراطي في كفر كنا مداهمة قوات الأمن الإسرائيلية للقرية كـ'خفافيش الظلام'، فيما دعا إلى إعادة إعمار منزل طارق خطيب الذي هدمته السلطات الليلة الفائتة، معتبراً أن العقلية التي هدمت المنزل هي ذاتها التي قتلت الشاب الكناوي خير حمدان العام الماضي.

وقال في بيان إننا 'نستنكر بشدّة تسلل قوات الشرطة الكبيرة إلى البلدة في الظلمة الحالكة كخفافيش الليل وقيامهم بواحدة من أبشع الجرائم التي ممكن أن تحدث، ألا وهي هدم المأوى البيت الذي يفترض أن يكون ملجأ الأمان للشخص، للعائلة وخصيصا الأطفال. نعم قامت قوات الشرطة في ساعات الليل المتاخرة مباغتة القرية، محاصرة بيت السيد طارق خطيب ومن ثم هدمه وسط مهاجمة مئات الأهالي الذين توافدوا للذود عن ابن البلد وحقه في مأوى كريم يقيه وعائلته الكريمة واطفالهبرد هذه الليلة القارصة'.

وأكد التجمع أن 'الشرطة تستمر في نهجها العصاباتي المجرم وتستهدف هذه المرة البيوت بعد أن اعدمت نهاية العام الماضي الشهيد خير حمدان في البلد.' 

وأضاف أنه 'من نافل القول أن سياسة الدولة الصهيونية الاستعمارية تقوم بهدم البيوت العربية فقط في محاولة لمحاصرة وجودنا في أرضنا نحن أصحاب البلاد الأصليين'.

وقال البيان: 'لذا ندعو اهالي بلدتنا الكرام الى: الانصياع لللإضراب العام اليوم الاثنين - قرار اللجنة الشعبية والمجلس المحلي. إعادة إعمار البيت على حساب تبرعات أهل البلد. التكاتف كبلد موحد أمام سياسات الدولة التي تستهدف وجودنا على هذه الأرض وحماية أنفسنا من عصابات الشرطة المجرمة التي هي نفسها بعقليتها الاستعمارية قتلت الشهيد خير حمدان وفقط في الأمس اعلنت وحدة ماحش الفاسدة أنها تنوي إغلاق ملفات التحقيق رغم وجود أدلة قاطعة على الإعدام الميداني النذل. كفر كنا موحدة أمام الصهيونية والبطش البوليسي! كفر كنا تدافع عن نفسها!'.

النائب غطاس: الهدم تطبيق لسياسة القبضة الحديدية والتعامل مع العرب كأعداء وكغزاة 

استنكر النائب د. باسل غطاس (التجمع) جريمة هدم منزل أسرة طارق خطيب، واعتبرها 'مضيا في سياسة تطبيق القبضة الحديدية والتعامل مع العرب كأعداء وكغزاة حتى عندما يبنون على أرضهم التي ورثوها عن أبائهم وأجدادهم والتي هي في داخل أو على تخوم الخارطة الهيكلية وهذا لم يفعله حتى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا'. 

وأضاف غطاس: 'بيت طارق خطيب كان من الممكن أن يحظى بترخيص لو تجاوبت لجنة التخطيط المنطقية مع طلبات المجلس المحلي أو لو تمهلت السلطات القضائية وأعطت فرصة كافية لاستصدار الترخيص. إنها نفس يد وسياسة الهدم والتنكيل التي هدمت الشهر الماضي البيت في أبو غوش وقبله في اللد وها هي عشرات البيوت في الرملة وأم الفحم يتهددها الهدم في كل لحظة'.

وخلص إلى القول إنه  'فقط بموقف حازم والتصدي الشعبي وإعادة بناء ما يهدمون سننتصر على سياسة الهدم والمصادرة'.