أهالي كفر برعم: الاعتداء على المقبرة نفذه متطرفون يهود

هذا الاعتداء يتزامن مع جرحنا في ذكرى النكبة هذا العام وألم الانتظار بالعودة إلى بلدنا. لقد عجزت الشرطة أو على الأصح بأنها غير معنية بإلقاء القبض على المعتدين.

أهالي كفر برعم: الاعتداء على المقبرة نفذه متطرفون يهود

اعتداء جبان على مقبرة كفر برعم المهجرة

الاعتداء السافر الذي تعرضت له مقبرة كفر برعم المهجرة صباح اليوم الأربعاء استفز مشاعر أهالي القرية. ويتهم الأهالي مجموعة من المستوطنين المتطرفين باقتحام المقبرة والاعتداء بشكل همجي غير مسبوق حيث بدت آثار الاعتداء في كل زاوية وزاوية من المقبرة وطال الاعتداء صور الأموات والصلبان واللوحات وشواهد القبور.

كفر برعم قرية فلسطينية من أشهر القرى المهجرة بعد نكبة 1948. هجّر أهلها على وعد العودة ومنذ ذلك الزمن ما زال أبناؤها يطالبون بالعودة، إلا أن السلطات الإسرائيلية لا تسمح لهم بالعودة بالرغم من صدور قرارات من الهيئات القضائية تقر لهم بحق العودة إليها. ولا زالت محاولات أهاليها للعودة مستمرّة حتى الآن.

مس بحرمة الأموات ومشاعر الأحياء

واعتبر رئيس لجنة مهجري كفر برعم، كامل يعقوب، في حديثه لـ'عرب 48' أن 'الاعتداء والعبث الذي تم في مقبرة كفر برعم وطال حرمة الأموات مس بمشاعر الأحياء وهو الأخطر والأكثر همجية بين الاعتداءات السابقة، وذلك في أعقاب الاعتداء الهمجي المتكرر الذي اكتشف صباح اليوم الأربعاء في مقبرة كفر برعم المهجرة. وطال الاعتداء عددا كبيرا من القبور والشواهد وعبر كل من وصل وشاهد حال قبور أعزائه من عن حزنه وغضبه لهذا العمل العنصري الحاقد والجبان'.

وأكد أن 'هذا الاعتداء هو الأكثر سفورا وحقدا في سلسلة الاعتداءات المتكررة، لأن الاعتداء هذه المرة لم يقتصر على تكسير الصلبان فقط بل طال كل شواهد القبور وصور الأموات'.

ولفت يعقوب إلى أن 'المرارة الأكبر أن هذا الاعتداء يتزامن مع جرحنا في ذكرى النكبة هذا العام وألم الانتظار بالعودة إلى بلدنا. لقد عجزت الشرطة أو على الأصح بأنها غير معنية بإلقاء القبض على المعتدين، ولذلك قمنا بمحاولات لنصب كاميرات مراقبة في الكنيسة والمقبرة إلا أننا تصادمنا مع ما يسمى بالدوريات الخضراء ودائرة الأراضي الذين منعونا من ذلك ووصلت في إحدى المرات أن رفعوا السلاح بوجوهنا. الشرطة لم تفعل شيئا اليوم كما في كل مرة سوى معاينة المكان وقد تكون هناك جهات ودوائر معنية بهذا التخريب. نحن سنجتمع ونبحث سبل الحماية، لكن لا أحد يستطيع ثنينا عن دفن موتانا هنا والصلاة في الكنيسة حتى العودة'.

عيسى: 'الاعتداء على المقبرة يستهدف تاريخنا'

وقال إبراهيم عيسى، في أواسط الثمانينات من العمر، وهو يسكن حاليا في قرية الجش مثل الكثيرين من أبناء كفر برعم الذين نزحوا عام النكبة، قال لـ عرب 48 'أقمنا هذه المقبرة  قبل التهجير وما زال أهالي كفر برعم يستخدموها لدفن موتاهم ويعتبرونها جزء من تاريخهم وشاهدا على النكبة والتهجير إلى جانب حلم العودة'.

وأكد عيسى أنه عمل في مقبرة كفر برعم 33 عاما، وقال إن 'الاعتداءات عليها بدأت منذ أوائل الثمانينات، ونشك بصورة كبيرة أن قطعان المستوطنين من اليهود المتدينين الذين يتجولون في محيط البلدة خلال أعيادهم هم من ارتكب هذه الجريمة. إن الكثيرين منهم يأتون إلى هنا بادعاء زيارة مقامات مقدسة لهم، وهذا تزوير لرواية النكبة الفلسطينية أمام الأجيال القادمة. لا يريدوننا هنا بعد كل جرائم الاقتلاع والتهجير، لا يريدون أحدا غيرهم على هذه الأرض لا في القدس أو الضفة الغربية أو غيرها من بلادنا'. 

التعليقات