ما زالت الأجواء مشحونة في قرية دهمش بعد جريمة هدم ثلاثة بيوت في القرية وذلك الليلة الماضية من قبل جرافات الداخلية الداخلية وبعد مداهمة قوات كبيرة من الشرطة.
وبدأ الأهالي بإعادة بناء البيوت من جديد، في حين يتجمع العديد منهم في خيمة الاعتصام بحضور أعضاء الكنيست باسل غطاس، عبد الحكيم حاج يحيى، أيمن عودة ودوڤ حنين والشيخ رائد صلاح.
وقال صاحب البيت سفيان عاصي (41 عاما) لـ'عرب 48' إن 'البيوت هي جزء من حي دهمش غير المعترف به، هذه البيوت بنيتها لأولادي، وبدأت قصة نضالنا وتوجهنا للمحاكم بواسطة المحامي قيس ناصر'.
وأضاف: 'في المحكمة العليا طلبوا مبلغ حوالي 150 ألف شيقل لضمان تجميد أمر منع الهدم وكان هذا في شهر أيلول الماضي، وعينوا موعدا لدراسة موضوع تابعية حي دهمش، أهو لمدينة اللد أم للرملة. وطرأ أول أمس تطور في القضية حيث قررت المحكمة إلغاء قرار تجميد الهدم، ومنحتنا فرصة يومين للاعتراض عليه، فلم تنتظر آلة الهدم هذه المهلة وأقدمت على هدم البيوت'.
'الدولة لم تحترم قرار المحكمة'
ومضى يقول: 'هذا العمل غير قانوني، الدولة لم تحترم قرار المحكمة، كل بيت كلّف بناؤه حوالي 400 ألف شيقل، نحن الآن نعيش حالة نفسية صعبة، كان لعائلتنا 55 دونما في دهمش، صادروا لنا حوالي 5 دونمات لصالح سكة الحديد ولا نعرف ما هي المشاريع القادمة أيضا، هذه مشاريع تهدف لاقتلاعنا ولكنهم لن ينجحوا بذلك'.
'لم نذق طعم النوم وعشنا بحالة رعب'
وقالت ميادة عساف: 'هم يهدمون ونحن نبني، سنكمل بناء البيت فورا، ابني يبلغ من العمر21 عاما وخرج من المدرسة بسن 14 عاما ليعمل بكد ونشاط من أجل جمع الأموال وبناء البيت، ليأتوا بكل سهولة ويهدموه، لم نذق طعم النوم خلال هذه الفترة وعشنا بحالة رعب'.
وأردفت قائلة: 'نحن الكبار نتحمّل، ولكن ماذا يقول الصغار؟ أي طفولة سيعيشها أطفالنا؟ عندما يستيقظون من نومهم في الساعة الرابعة والنصف صباحا ليجدوا رجال الشرطة يحاصرون بيتهم وينظرون لبيوتهم وهم يهدمون، هذا شعور كارثي'.
وقالت أيضا إن 'هذه السياسة ليست موجهة ضد دهمش أو كفر كنا أو العراقيب، بل هي ضد العرب ككل في هده البلاد وعلينا أن نتحد ونبذل الجهد لبقائنا، نحن باقون هنا لأن هذا وطننا، وبحال لم يرغبوا ببنائنا غير المرخص فالحل أن يمنحونا الرخص'.
'نعيش النكبة كل يوم'
وقال علي القرم من اللجنة الشعبية إن 'هذه هي ديمقراطية إسرائيل المدعومة بسياسة العدم والاقتلاع، أهذا هو التحضر والتطور؟ أهذه هي المحافظة على حقوق الإنسان؟. نحن في الرملة واللد ودهمش ما زلنا نعيش النكبة كل يوم، ما زلنا نعيش يوم الأرض كل يوم، دهمش يقع بمنطقة إستراتيجية مهمة بين اللد، الرملة ويافا تل أبيب وهذا أكثر ما يخيفهم'.
'يحاولون كسر ظهرنا وجوابنا هو البدء بالبناء'
وقال عضو الكنيست د. باسل غطاس إن 'العمل المركزي الآن ليس بالكنيست، التصدي النضالي لوقف هجمة اليمين التي يقودها نتنياهو وإردان يكون جوابها بالشارع والميدان لدى شعبنا، سلطاتنا المحلية ولجاننا الشعبية، هناك وقت للمحاكم والقوانين والخرائط، هم يحاولون كسر ظهرنا وجوابنا هو البدء بالبناء، هذا رد إستراتيجي، القضية ليست قضية إنسانية هنا فحسب، كل بيت سيهدم سنقوم ببنائه فورا'.
يشار إلى أن لجنة المتابعة العليا ستلتئم اليوم بدهمش باجتماع جماهيري لبحث سبل التصدي لهدم البيوت، وذلك في الساعة الثانية بعد الظهر.
التعليقات