حيفا: "الصحة" تتراجع عن وجود علاقة بين التلوث والسرطان

وزارة الصحة أعلنت اليوم أنه لا يوجد دليل يؤكد على أن الارتفاع في عدد الأطفال المصابين بأمراض سرطانية له علاقة بالتلوّث البيئي الموجود في منطقة حيفا

حيفا:

بعد مضي أسبوع على إعلان وزارة الصحة بوجود علاقة سببية بين التلوّث البيئي في خليج حيفا وارتفاع عدد المصابين بأمراض سرطانية، تراجعت الوزارة وأعلنت اليوم، الثلاثاء، أنه لا يوجد دليل يؤكد على أن الارتفاع في عدد الأطفال المصابين بأمراض سرطانية له علاقة بالتلوّث البيئي الموجود في منطقة حيفا.

وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع عقد أمس، الاثنين، بمشاركة مندوبين عن وزارة الصحة وأطباء أطفال، بالإضافة إلى أطباء متخصّصين في علاج الأمراض السرطانية، ولم ينجح خلاله مندوبو وزارة الصحة في تقديم أي دليل على وجود علاقة بين ارتفاع عدد الإصابات بمرض السرطان والتلوّث البيئي.

وكانت وزارة الصحة نشرت تقريراً، في وقت سابق، أكدت فيه أن نصف الإصابات بمرض السرطان بين الأطفال سببه تعرّضهم للهواء الملوّث في منطقة حيفا، بالإضافة إلى تقرير نشرته الوزارة نفسها وجمعية مكافحة السرطان في العام الماضي وجاء فيه أن نسبة المصابين بأمراض سرطانية في منطقة حيفا أعلى بـ16% من المعدّل العام في البلاد.

وكان نشر هذا التقرير قد دفع عدداً من السكّان إلى اتخاذ قرارهم بمغادرة حيفا والانتقال للسكن في مناطق أخرى، بدافع القلق على صحتهم.

أمّا مستشفى "رامبام" في مدينة حيفا، فكشف في تقرير أصدره الأسبوع الماضي، أن ارتفاعاً حاداً بنسبة 20%- 25%، حصل في عدد الإصابات بمرض السرطان في منطقة خليج حيفا خلال العقد الأخير.

وعلى الرغم من تأكيد وزارة الصحة في وقت سابق على العلاقة بين الإصابة بالسرطان في أوساط الأطفال والتلوّث البيئي، إلّا أن مدير مستشفى "رامبام" أوضح، الأسبوع الماضي، أن أسباب الإصابة بمرض السرطان كثيرة ومركّبة، وأنه من الصعب تشخيص هذا الارتفاع.

وعقّب رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف، على إعلان وزارة الصحة من اليوم، قائلا إن "الأسبوع الماضي كان أصعب الأسابيع التي مرّت على المدينة بسبب إعلان الوزارة الذي أصدره موظّفون مرتبكون وغير مسؤولين، وتراجعت عنه صباح اليوم".

وتوجّه ياهاف إلى رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مطالباً إياه بتعيين مراقب الدولة السابق، القاضي المتقاعد ميخائيل ليندنشتراوس، رئيساً للجنة تحقيق تقوم بفحص نتائج وزارة الصحة، وتنشر الحقيقة لأهالي حيفا.

وأضاف ياهاف أنه طلب من الجهات المعنية في البلدية، إيقاف خطة "أراضي الشمال"، التي تشمل إقامة موقع جديد لتخزين الوقود في خليج حيفا، بالإضافة إلى أنه توجّه لوزارة الصحة ووزارة المالية بفتح تحقيق حول الضرر الذي حل بالمدينة في الأسبوع الأخير في أعقاب تصريحات الوزارة وهلع الأهالي، وتعويض البلدية مادياً. 

وكانت تصريحات وزارة الصحة، قد أحدثت حالة من الهلع بين الأهالي في المدينة ومحيطها على مدار أسبوع كامل.  

التعليقات