لوبية: اعتذار يهود من جنوب أفريقيا لأهالي القرية المهجرة

أقيم "طقس اعتذار علني" للمهجرين واللاجئين من قرية لوبية بحضور عدد من وسائل الإعلام العربية والعبرية والأهالي وعدد كبير من مهجري البلدة في الداخل

 لوبية: اعتذار يهود من جنوب أفريقيا لأهالي القرية المهجرة

وصل بعد عصر اليوم الجمعة وفد من يهود جنوب أفريقيا إلى قرية لوبية المهجرة قضاء طبريا، حيث أقيم 'طقس اعتذار علني'  للمهجرين واللاجئين من قرية لوبية بحضور عدد من وسائل الإعلام العربية والعبرية والأهالي وعدد كبير من مهجري البلدة في الداخل، الذين يقطنون في بلدات بالجليل مثل دير حنا وعرابة والطيبة الزعبية وغيرها.

و”طقس الاعتذار” غير مسبوق إذ تقدم المجموعة عدد من النشطاء منهم المحامي واكيم واكيم، رئيس لجنة المهجرين في الداخل، وعضو الهيئة الإدارية نايف حجو، وأمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح.

وقام الوفد برفقة عشرات المهجرين وعائلاتهم في جولة ميدانية على خراب وأطلال البلدة التي لا زالت بعض معالمها وشواهدها ماثلة بلوزها وصبرها وحجارتها، فيما رفع المشاركون الأعلام الفلسطينية واللافتات التي تحمل أسماء الحارات والمواقع.

وقدم الناشط نايف حجو  برفقة عمر إغبارية من جمعية' زوخروت - ذاكرات' شرحا عن معالم البلدة بأسماء حاراتها ومواقعها للتذكير بهول النكبة والتهجير.

وأعلنت المجموعة التي تطلق على نفسها ' أوقفوا الكيرن كييميت الخاصة بجنوب أفريقيا'، وبالتعاون مع جمعية 'زوخروت- ذاكرات' اعتذارها للمهجرين في طقس اعتذار علني وسط بلدة لوبية المهجرة هو الأول من نوعه، أمام المهجرين واللاجئين من قرية لوبية الفلسطينية. 

وبعد انتهاء الجولة الميدانية للبلدة توقف الوفد والمشاركين وقدموا اعتذارا رسميا عما اسموه التضليل الذي مارسته الوكالة اليهودية عليهم وبعد الإعلان عن اعتذارهم أدانوا ما يسمى بـ'الكيرن كييميت' التي استخدمت أموالهم لزراعة 'حرش جنوب أفريقيا' على أراضي لوبية بعد تهجير أصحابها من خلال التضليل والدعاية الصهيونية.

 قالت الناشطة اليهودية من جنوب أفريقيا، شرين أوستين، لـ”عرب ٤٨” إننا “جئنا لنعتذر عن خطئنا  الذي ارتكبناه من خلال التضليل الذي مارسه علينا صندوق الكيرن كييمت  عندما طولبنا كعائلات يهودية بالتبرع للصندوق دون أن نعلم أهدافه الحقيقية، وعندما كبرنا عرفنا أنهم يقومون بزراعة الأحراش على أنقاض القرى المهجرة ومنها لوبيا المهجرة، وهذا من الظلم الكبير، فجئنا لنكفر عن ذنوبنا وننضم للنضال معكم ضد الأكاذيب الصهيونية، وهكذا سنناضل في جنوب أفريقيا ونرجو قبول الاعتذار”.

وقال نايف حجو الذي يقطن في دير حنا إن الاعتذار هو أمر مهم كونهم يعترفون أن الصندوق القومي غرر بهم وهم شباب وهذه فضيحة وكشف لزيف الرواية الصهيونية عندما كانوا يطالبونهم بالتبرع بكذبة زراعة الصحراء وهم يزرعون على أنقاض شعبنا. نحن من جهتنا نرحب بكل صوت يقف إلى جانبنا ويعترف بالغبن التاريخي الذي لحق بنا والنضال لجانبنا من أجل العودة.

وقال فتحي أبو رضى العايدة من الطيبة الزعبية إن هذه الخطوة ليست أكثر من كونها خطوة رمزية،  لكن المطلوب مساعدتنا عمليا والعمل على العودة. رغم أن هذه الخطوة هي صغيرة جدا مقارنة ما يعيشه اللاجئ والمهجر الفلسطيني كل يوم وما يعيشه اللاجئون في المخيمات الذين يذبحون كل يوم، لكن تبقى خطوة إيجابية بصفتها خطوة اعتراف بالظلم والغبن التاريخي، ونأمل أن تلقى هذه الأصوات صدى لتوسيع التضامن والحراك من أجل العودة.

عبد الفتاح: الاعتراف بالذنب يدل على بداية انهيار الأساطير والأكاذيب الصهيونية

من جهته، قال الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، لـ”عرب ٤٨” إن “هذه الخطوة التي قامت بها مجموعة “الصوت اليهودي” من جنوب أفريقيا بالاعتراف بالذنب تدل على بداية انهيار الأساطير والأكاذيب الصهيونية التي رافقت تشكيل عملية الحركة الصهيونية ومسيرتها الاستعمارية واستمر حتّى بعد قيام إسرائيل وترسيخها في مناهج التعليم والأكاديميا”.

وأضاف أنه “قبل نحو أسبوعين، كنت في جنوب أفريقيا لتقديم محاضرات عن كتابي “مأزق التسوية وآفاق الدولة الواحدة” والتقيت بهذه المجموعة وأبلغت أنهم نسقوا مع جمعية “زوخروت” لزيارة القرى المهجرة والاعتراف بالذنب”.

وتابع أن “هذه الخطوة هي خطوة رمزية وهامة وتؤكد على اليقظة التي بدأت في أوساط الجالية اليهودية في الخارج والتي تتعرض لقصف دعائي صهيوني دون توقف”.

وذكر عبد الفتاح أن العمل الإعلامي والشعبي المضاد التي تقوم به لجان المقاطعة العالمية ومن القلب لجنة المقاطعة الفلسطينية يدفع بتحوّل أوساط الجاليات اليهودية لصالح الرواية الفلسطينية ويؤكد على الحاجة لانضمام كل المؤسسات الفلسطينية لحملات المقاطعة.

واختتم عبد الفتاح أن هذه الخطوة ستتلوها خطوات أخرى لجاليات يهودية من مختلف أرجاء العالم.

تجدر الإشارة إلى أن جمعية 'زوخروت' الناشطة منذ العام 2002 قد وضعت لنفسها هدف تعريف الجمهور اليهودي بالنكبة، باعتبار أن معرفة النكبة شرط ضروري للاعتراف بمسؤولية اليهود عن النكبة الفلسطينية، وأن الاعتراف يعني الاعتراف بحق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى ديارهم التي هجروا منها بموجب قرار الأمم المتحدة 194، الأمر الذي ترفضه إسرائيل، مثلما ترفض الاعتراف بمسؤوليتها عن النكبة وتبعاتها.

كما تجدر الإشارة إلى أن 'الكيرن كييميت' ( الصندوق القومي لإسرائيل) هي منظمة صهيونية تأسست في مطلع القرن العشرين بهدف جمع الأموال لشراء الأراضي الفلسطينية، ووضعت تحت تصرف الحكومة الإسرائيلية بعد الإعلان عن قيام إسرائيل.

التعليقات