اليوم في أم الفحم: وقفة احتجاجية ضد قتل النساء

دعا منتدى جسور النسائي القطري بالتعاون مع كيان - تنظيم نسوي، للمشاركة في الفعالية القطرية الأولى، الوقفة الاحتجاجية ضد جرائم قتل النساء، وذلك الساعة الخامسة مساء اليوم الأربعاء في مفرق مدينة أم الفحم.

اليوم في أم الفحم: وقفة احتجاجية ضد قتل النساء

وقفة احتجاجية ضد قتل النساء

دعا منتدى جسور النسائي القطري بالتعاون مع كيان - تنظيم نسوي، للمشاركة في الفعالية القطرية الأولى ، الوقفة الاحتجاجية ضد جرائم قتل النساء، وذلك الساعة الخامسة مساء اليوم الأربعاء في مفرق مدينة أم الفحم.

كيان وجسور والاستعدادات للوقفة الاحتجاجية

منذ بداية عملها كجمعية - دأبت كيان - تنظيم نسوي على تعزيز نشاطها وتحديدًا مع النساء في الحقل، كونّهن يتعرّضن لإجحافٍ مجتمعي يتجلّى بأكثر من أسلوبٍ، بدءًا من 'العنف' بكافة أشكاله القتل على خلفية ما يسمى 'شرف العائلة'، وصولاً إلى القتل، قتل النساء لكونهن نساء 'العنف'، وجاء عمل كيان، مختلفًا عن عمل جمعيات أخرى، وقد وضعت في رأس أجندتها خلق تنظيم نسوي يتعامل المجتمع فيه مع المرأة بصورةٍ عادلة، ليس فيه تمييز جندري، ويتعامل بشكل متساو يساوي بين مع الرجل والمرأة، بصورةٍ حقيقية، ويتم منحها الحق في بناء الذات، والتعبير عن حقها في تقرير مصيرها، وحقها على جسدها، لكنّ المختلف في التعامل مع النساء، أنّ الاستثمار بهن كان في الحقل، وكان من الضروري لضمان الاستدامة، لتوجِد 'كيان' نساء قياديات في مجتمعنا، قادرات على تحمّل المسؤولية، وانتزاع حقوقهن على المستوى المحلي والقطري، ومن خلال التشبيك بين المستويين، تمّ بلورة مجموعات في الحقل، الأرض، وحصلت هذه المجموعة على درجة عالية من الاستقلاليّة والتطوّر والتنظّم، في إطار العمل المحلي، ثم انبثق عنه مشاريع وبرامج على مدى سنوات، وتخلل العمل رفع مستوى الوعي لدى النساء تجاه جميع القضايا المتعلّقة بحقوقهن الاجتماعيّة والاقتصاديّة وكذلك السياسيّة، ومدى تأثير جميع القضايا على دور النساء في الحقل، ومكانتهن في ظل الصراعات المجتمعيّة والسياسيّة، مثل الصراع العربي اليهودي، وموضوع الصحّة، وقتل النساء، والعنف ضدهن، وإقصائهن عن الحيز العام ومواقع اتخاذ القرار. وهذه الحلقات، جميعها تمثّل جزءًا من التدعيم الأساسي للنساء، من هنا جاءت أهمية 'الوقفة الاحتجاجيّة'.

لماذا الوقفة الاحتجاجيّة، وفي أم الفحم؟!

الجواب هو لماذا لا؟! لماذا ليس كل يوم؟! لماذا لم تكن البارحة؟!. في الحقيقة أنّ النساء لا يقتلن يوميًا بمفهوم قتل حقهن بالعيش، لكنهن في كل ساعة أو لحظة معرّضات للقتل ولفقدان حقهن بالحياة، فكل لحظة تقتل النساء بأساليب متعدِّدة، بدءً بمنعها من التعبير عن مشاعرها وأفكارها وحرمانها من حقها بالتعبير عن ذاتها، ومن حقها على جسدها وتقرير مصيرها، بدء بكتمان مشاعرها وأفكارها وحرمانها من حقها بالتعبير عن ذاتها ووصولا إلى حرمانها ومنعها من حقها على جسدها ومن تقرير مصيرها.

لماذا نتظاهر اليوم الأربعاء؟!

لنذكّر كل من نسي أو يتناسى أنّ مناهضة قتل النساء والعنف ضد النساء، لا يقتصران على مجرد رد فعل لحالة قتل أخرى، بل هو عمل يومي متواصل بدون كلل أو ملل أو تهاون. نحن في كيان نعمل على تدعيم وتمكين النساء ورفع وعيهن لحقوقهن بشكل دائم ومتواصل، ونعمل على تنمية قيادات نسائية منبثقة واعية لما يجري في الحقل، ونعمل على حث هذه القيادات لتطوير ومنهجة ومأسسة العمل النسائيّ المحليّ والقطريّ على حد سواء، وهذا من أجل ضمان الاستدامة.

ومن بين القضايا التي قرّرت النساء التعامل معها بشكل جريء، ومواجهة التحديات والتخوفات، هو موضوع قتل النساء، إذ يتم العمل عليه بمستويات مختلفة، أما هذه الوقفة فهي خطوة أخرى وليست وحيدة، تهدف إلى رفع صوت النساء عاليًا وعرضه للمجتمع بكافة هيئاته، وتاكيدًا على أنّ الوقفة ضروريّة وجزءٌ من عمل 'كيان' المستمر والمكثف تحديدًا بموضوع قتل النساء، منذ أكثر من سنة ونصف، في هذا الجانب تحديدًا، أي قتل النساء، ويجري العمل في هذا الإطار ليس بصورة مرحلية أو مؤقتّة بل هو جزءٌ من عمل مستمر، يتم من خلاله تثقيف النساء وتدعيمهن بكل ما يتعلق بمواجهة العنف والقتل، وكيان تتابع ما يجري في الساحة وتعرّف أنّ هناك جمعيات لا تعمل مع العنف بشكلٍ مباشر، لكنها تقوم بالإعلان عن مظاهرات إذا ما قُتلت سيّدة، لكنّ 'كيان' تحمل في أجندتها، ليس الآن فقط، بل طوال الوقت، من خلال النساء الموجودات في الحقل، اللواتي يدركن أهمية المشاكل التي تواجه النساء في المجتمع، ومِن هنا ضرورة التوعية، صحيح أننا أيضًا مقصرون، لكن على مستوى المجموعات المحلية فإنّ هناك لقاءات مكثفة أسبوعية وبرامج جماهيريّة محليّة تتطور مع الوقت.

عن الوقفة تحدثت مديرة 'كيان' رفاه عنبتاوي قائلة: 'قرّرت النساء في منتدى جسور النسائي، أن يكون لديهن كل عامٍ فعالية قطريّة عامة، إضافة إلى المؤتمر السنوي، يأتي ذلك بمبادرتهن وقيادتهن، وقد رأين أنّ لهن دور في محاربة ظاهرة قتل النساء، خاصةً وأنّ المجتمع في حالة نكران لهذه الظاهرة التي تهدّد أمن وأمان النساء، وبالتالي تهدّد أيضًا النسيج الاجتماعي إذا لم نعمل جاهدًا للحد منها في المنتدى، وهذه السنة تقرّر خوض الموضوع في الحقل، وعادةً تشارك النساء من الجمعيات وليس نساء من الحقل، لكنهنّ قررن هذا العام إقامة إقامته في منطقة لا تجرى فيها في العادة، واعتبار الوقفة بمثابة تحدٍ خاصةً أنها تقام في منطقة المثلث وأم الفحم تحديدًا، لاعتباراتٍ سياسيّة واجتماعيّة ولأنّ هناك مخاوف كثيرة، قررنا قبول التحدّي وإجراء الوقفة'.

منتدى جسور النسائي القطري

يضُم المنتدى ممثلات من جميع المجموعات التي تعمل مع جمعية 'كيان'، وانبثقت فكرة تطوير المستوى الثاني- أي القطري، بعد انأن تمّ تشكيل منتدى جسور النسائي القطري، في عام 2008، وأُطلق في 2009، والهدف من المنتدى، أن يكون في إطار مؤسس وأن يطوّر حركة نسائية ميدانية، وطموح 'كيان' أن يستمر هذا العمل، ويمضي قدمًا، وتؤمن المسؤولات في 'كيان' أنّ وجود حركة نسائية ميدانيّة في الحقل أهم بكثير من استحضارهن من الطبقة المثقفة والأكاديميّة، التي تملك قدرة على اختلاق جميع كل الإمكانيات والأماكن المتاحة. افتُتح المنتدى بست نساء، واليوم يضم المنتدى في صفوفه، 40 امرأة ممثّلات عن عشرين بلدًا، وهذا نموذج لا يوجد مثيل له في إسرائيل، بل لا يضاهيه نموذج في المنطقة برمتها.

هذا ويلتقي المنتدى بين يلتقي من 5-6 لقاءات في السنة، وأصبح له رؤية وأهداف كإطار قطري، ولم يعد مجرد طاقم يجيب على حياة الأفراد، ثم أصبح هنالك حاجة لتطوّر قضايا نسائيّة قطريّة، مثل التمثيل في السياسة وهو موضوع يشمل كل المجموعات وليس فقط حاجة في بلد معيّنة، وإنما يلبي حاجة جميع المجتمع، مثل موضوعي: قتل النساء والعنف ضد النساء.

ومنذ البداية قررت جمعية 'كيان' العمل في موضوع تمثيل النساء في السياسية، وفي مواقع اتخاذ القرار، بما في ذلك قضيّة قتل النساء، وكان هنالك أيام إستراتيجية مكثفة في المنتدى، حيثُ تمّ البحث مع النساء من خلال مسح احتياجاتهن على المستوى القطري، من هنا برزت الحاجة إلى تعزيز العمل، مع شعور بالتقصير، والشعور بالمحاسبة، وفحص الواقع الذي تعيشه النساء، من هنا قرر المنتدى إقامة أيام دراسيّة مطولّة والعمل مع لجنة توجيه من المنتدى، ومن بين القضايا التي طرحت ما تعيشه المرأة في الواقع من ضرورة تواجدهن في مواقع اتخاذ القرار، وأهمية مكافحة ظاهرة قتل النساء، مع التأكيد أنه لا مجال للفصل بين هذه المواضيع والقضايا.

كيان وبلدنا يواجهان موضوع قتل النساء!

قامت جمعية الشباب العرب- 'بلدنا' و'كيان' - تنظيم نسويّ بإجراء بحث ميداني يفحص مواقفَ الشبيبة الفلسطينية من ممارسات العنف والتي يتمثَّلُ أوجها في ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني.

هدف هذا البحث إلى الوصول إلى مفاهيم العنف و'الشرف' كما هي متداولة بين أبناء جيل الشبيبة، وذلك من أجل بناء قاعدة يرتكز عليها مشروعٌ خاص يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، والذي سيعمل على مناهضة جرائم القتل والعنف ضد النساء، من خلال العمل المشترك بين الشبيبة والنساء في المجتمع.

أجرت البحث منسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل د. سهاد ظاهر- ناشف، وتعمل كمحاضرة في كل من أكاديمية القاسمي وكلية أورانيم للتربية.

وتمّ توزيع الاستمارة على 393 شابًا وفتاة، وعبّرت النتائج عن معدلات عاليّة من تأييد قتل النساء بين الشبيبة من ناحية، من ناحية أخرى عبرت عن استعداد كبير جدا للمشاركة في أنشطة تناهض قتل النساء. لقد بين البحث أن معدل الموافقة على قتل النساء بين الشبيبة يقارب الـ55. معدل 52 % من المشاركين/ات عبروا عن الموافقة على مقولة أن قتل المرأة على 'خلفية شرف' العائلة هو جيد للحفاظ على مجتمع صالح. %78.6 من بين المجيبين/ات سمعوا عن فعالية أو نشاط لمناهضة العنف ضد النساء و55% تقريبا شاركوا في فعاليات  أو نشاطاتٍ كهذه.

من المهم التنويه هنا إلى أن البحث كشف عن بعض التناقضات في المواقف، فمثلا من بين من عارضوا قتل النساء كان من أيد أنه حين تُقتل إمرأة فهي السبب من وراء القتل. ونسبة لا بأس بها عبرت عن موافقتها على أن تهديد النساء هو رادع لسلوك لا يلائم توقعات المجتمع، على الرغم من تعبيرهم/ن عن معارضتهم/ن للقتل. أي أن معارضة القتل لا تعكس موقف مُتحرِّر تجاه النساء بل يأتي مُرفقا في كثير من الأحيان مع مواقف قامعة ومُجحفة بحق النساء، مما يجعل العمل الميداني والمُجتمعي مُهمًا، بل ومصيريًا لتغيير مفاهيم ومواقفٍ تجاه النساء الفلسطينيات من وجهة نظر الشبيبة.

تقييم دور القيادات السياسيّة

ترى رفاه عنبتاوي، مديرة 'كيان' أنّ المجتمع العربي مقصر في التعاطي مع ما تتعرّض له النساء على كافة المستويات، سواء مجال العمل، أو الاعتداءات الجنسية أو العنف، أو وضعهن في مواقع اتخاذ القرار، وأنّ التعامل مع هذه الشريحة أمرٌ غير مركزي، ولا يصب في رأس اهتمامات القيادة، التي لا تحمل خطّة سياسيّة مبرمجة لدى القيادة من أجل تغيير الواقع الذي تعيشه المرأة، إذ يرى المسؤولون في القيادة أنّ هناك قضايا سياسيّة ووطنيّة أهم من مواضيع النساء، وهذا الإيمان هو إشكالية بحد ذاتها، فمسألة الفصل بين القضايا السياسيّة والوطنيّة وكأنّ موضوع النساء أو الشباب أو أي فئة أخرى ليست جزء من الوضع السياسيّ والمجتمعيّ، كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض، فهذه واحدة من الأسباب لأن يكون الموضوع في عرضه وتقديمه وعلاجه كما يجب، ولا نستطيع الحد من ظاهرة العنف ضد النساء وقتل النساء، وبشكلٍ عام نحن مجتمع نتجه إلى العنف أكثر وأكثر بكافة فئاته، لكن يهمنا أكثر العنف ضد النساء لأنّ هناك عنف ممنهج لأن هناك استضعاف للنساء ونظرة دونيّة لهن، ففي معظم الحالات تقتل النساء لأنهن نساء، ولأنّ هناك سلطة ذكوريّة، وعلاقات قوة تسمح وتعطي شرعيّة لعمليّة القتل التي تتم.

حول أهمية الوقفة الاحتجاجيّة، قالت الناشطة في منتدى جسور، وفاء خطيب – الناصرة، أنّ موضوع قتل النساء يجب أن يكون في سلم أولوية اهتمام النساء والمجتمع بكامله، وأضافت: 'اعتبر هذه الوقفة الاحتجاجية كثمرة لحياة جديدة، تهمني أنا على الصعيد الشخصي كوني إمرأة ولجميع النساء في مجتمعنا، وهي تقع ضمن مسؤوليتي كأنثى، بتعزيز مكانة المرأة واحتجاجها على العنف والقتل الذي يمارس ضدها، ورغم أنّ هناك تخوفات من جانب بعض النساء، إضافة إلى وجود نساء كبيرات في السن، ويستصعبن من حيثُ المكان والزمان المشاركة في الوقفة الاحتجاجية، لكنني على ثقة أنّ صوت المرأة مهم جدًا، وآمل أن تكون المشاركة واسعة، فمن الناصرة ستشارك عشرين إمرأة، وهو حراكٌ هام، وحان الوقت أن نخصص لأنفسنا كنساء الوقت الكافي، فساعتين أو ثلاث ساعات وقتٌ ليس كبير، نُساهم من خلاله برفع الوعي المجتمعي على جرائم القتل'.

وختمت خطيب، بتمنياتها أن تترك الوقفة تأثيرًا لدى الجمهور الواسع و'أن تختفي ظاهرة القتل من مجتمعنا، لنرتقي أكثر نحو النجاحات'.

التعليقات