نسبة الأمراض الوراثية في المجتمع العربي هي الأعلى بالبلاد

عقدت جمعية الجليل بالتعاون مع جمعية جيناتنا مؤتمرا في مدينة الناصرة تحت عنوان الأمراض الوراثية في المجتمع العربي، وذلك بهدف تسليط الضوء على أحد أهم المواضيع الصحية التي من شأنها رفع جودة الحياة في المجتمع العربي

نسبة الأمراض الوراثية في المجتمع العربي هي الأعلى بالبلاد

عقدت 'جمعية الجليل - الجمعية القطرية العربية للبحوث الخدمات الصحية' بالتعاون مع جمعية 'جيناتنا' مؤتمرا في مدينة الناصرة تحت عنوان 'الأمراض الوراثية في المجتمع العربي'، وذلك بهدف تسليط الضوء على أحد أهم المواضيع الصحية التي من شأنها رفع جودة الحياة في المجتمع العربي. وتضمن المؤتمر عدة محاضرات لمحاضرين متخصصين في مجال الأمراض الوراثية وعلاجها.

وتشير أبرز المعطيات التي طرحها الخبير في علم الوراثة، د. عادل شلاعطة، إلى أن ' نسبة الأمراض الجينية الوراثية وخاصة في المجتمع العربي هي الأعلى في البلاد، ومن أبرز الأسباب الناجمة لهذه الأمراض زواج الأقارب. إضافة إلى أن الأمراض الوراثية التي تصيب الإناث خاصة وهي مرض التشنجات، أمراض متعلقة بضغط الدم، تأخر في التطور والإعاقة العقلية، الشلل الدماغي'.

من جانبه، أشار د. سالم بلان إلى أن 'مرض السرطان هو الأكثر انتشارا، ويتراوح خطر إصابة الفرد خلال فترة حياته بمرض السرطان بنسبة ما بين  36% -50%، إضافة إلى ذلك فإن 90% من أمراض السرطان تنجم بشكل عشوائي، و 10% من أمراض السرطان تحدث بسبب عامل وراثي'.

الفحوصات الوراثية - ما هو المستقبل؟

افتتح المؤتمر المدير العام لجمعية الجليل، بكر عواودة، وتلاه البروفيسور إيتمار غروتو، مدير خدمات صحة الجمهور في وزارة الصحة، ود. ميخال كوهين يارا طبيبة لواء الشمال في وزارة الصحة. وتخلل المؤتمر عدة محاور حول موضوع الأمراض الوراثية، بحيث كان المحور الأول تحت عنوان الفحوصات الوراثية - ما هو المستقبل؟ وقدم د. ياسر حجيرات، مدير مختبر الوراثة الخلوية الجزئية في مستشفى الكرمل في حيفا، محاضرة حول الشريط الجيني والخدمات الجينية السريرية، وتحدثت د. يرين حديد مديرة مختبر الجينات في 'معهد شمعون وينتر للجينات البشرية' في التخنيون في حيفا حول تجربة الفحوصات مع ال ( CMA)، وتحدث البروفيسور تسفي بوركوفيتش مدير 'معهد شمعون وينتر للجينات البشرية' حول الجنين الحر ودم الأم - الفوائد والأضرار، فيما اختتم هذا المحور د. عادل شلاعطة من خلال محاضرة حول الأمراض الوراثية بشكل عام.

الأمراض الأيضية

كما تخلل المؤتمر محورا حول الأمراض الأيضية، وقدم البروفيسور حنا مندل، مديرة قسم الأيض في مستشفى رمبام في حيفا محاضرة حول تعامل الطاقم الطبي في المجتمع العربي مع الأمراض الأيضية، وتلاه البروفيسور رونين شبيغل نائب مدير قسم الأطفال في مستشفى العفولة حول آخر المستجدات في علاج الأمراض الأيضية، وقدمت د. نادرة ناصر - سمرة من المعهد الوراثي في نهريا محاضرة حول علاج الأمراض الجينية، واختتم د. سالم بلان مدير قسم أورام الرأس والعنق في 'رمبام' المؤتمر بمحاضرة حول الأمراض الوراثية والسرطان.

عواودة:'يجب رفع نسبة الوعي في المجتمع العربي حول موضوع الأمراض الوراثية'

وأشار المدير العام لجمعية الجليل بكر عواودة إلى أن الهدف من المؤتمر هو 'رفع نسبة الوعي في المجتمع العربي حول موضوع الأمراض الوراثية، وجمع أكبر فئة من العاملين في الشأن الصحي والاخصائيين والمختصين من المعاهد ومراكز الابحاث التي تتعامل مع الأمراض الوراثية، لكشفهم على أحدث الطرق لاكتشاف وتشخيص وعلاج الأمراض الوراثية. كذلك من أجل وضع موضوع الأمراض الوراثية على الأجندة العامة في مجتمعنا العربي في محاولة للتقليل من مخاطر الأمراض الوراثية، خاصة وأن هناك بعض العادات والتقاليد مثل زواج الأقارب، التي قد تكون إحدى مركبات الأمراض الوراثية داخل المجتمع، والتي وتشكل حيزا كبيرا من الزيجات التي تحدث داخل مجتمعنا'.

تراجع بنسبة 31% في زواج الأقارب في منطقة المثلث

وتابع عواودة أنه 'عقدت جمعية الجليل العديد من المؤتمرات الصحية، وقد يكون مؤتمر الأمراض الوراثية في المجتمع العربي هو الأول من نوعه. نحن نجري أبحاثا حول زواج الأقارب، وعلى سبيل المثال فإن البحث الاقتصادي الاجتماعي الذي أجريناه عام 2010،  والذي أشارت أبرز نتائجه الى أن 40% من الزيجات تحدث داخل الحمولة، كذلك صدر مؤخرا بحث جديد حول زواج الأقارب في منطقة المثلث والذي يشير إلى تراجع بنسبة 31% في زواج الأقارب في منطقة المثلث، وبالرغم من هذا التراجع يبقى زواج الأقارب في المجتمع العربي هو الأعلى مقارنة مع المجتمعات الغربية والمجتمعات الأخرى في اسرائيل، لهذا يتوجب علينا رفع مستوى الوعي في هذا الموضوع، ورفع مستوى المعرفة عند الأطباء لإجراء الفحوصات في موضوع الأمراض الوراثية، ومعرفة فحوصات الممولة من صناديق المرضى'. 

د. عادل شلاعطة:' زواج الأقارب أحد العوامل التي تهدد صحة أفراد العائلة'

وأشار د. عادل شلاعطة مدير معهد 'جيناتنا' إلى أنه ' أثبتت المعطيات والأبحاث العلمية أن أحد العوامل التي تهدد صحة أفراد العائلة قد تكون نتيجة أمراض وراثية ناجمة في الأساس عن زواج الأقارب، وأن نسبة الأمراض الوراثية في المجتمع العربي تفوق كل مجتمع آخر في هذه الدولة ولو نظرنا الى السبب لوجدنا أن زواج الأقارب هو السبب الأساسي، فكثيرة هي الأمراض الوراثية التي نراها في مجتمعنا الناجمة عن زواج الأقارب. لذلك، فإن المطلوب هو زيادة مشاريع التوعية لتعريف لمجتمع العربي بالأمراض الوراثية، وإطلاعه على وجود وتوفر موضوع الإستشارة المرضية لتشخيص أي نوع من الأمراض الوراثية إذا وجدت، وذلك لمساعدة الزوجين على إنجاب نسل سليم ومعافاة. ويهمنا كأطباء وأخصائيين معرفة الخلفية الوراثية لهذه العائلة أو الشخص نفسه الذي يريد الكشف عن حالته الصحية'.

التعليقات