ندوة: مستقبل العمل الجماعي العربي في إسرائيل ودور المشتركة

زحالقة وعودة: نصبو أن تفيد تجربة القائمة المشتركة في إقامة مؤتمر وطني فلسطيني في الداخل على غرار المؤتمر الوطني الأفريقي.

ندوة: مستقبل العمل الجماعي العربي في إسرائيل ودور المشتركة

تجربة القائمة المشتركة كشعب وكأحزاب

عقد مركز مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، قبل أيام، حلقة نقاش حول مستقبل العمل الجماعي العربي في إسرائيل ودور القائمة المشتركة، بمشاركة عضوي الكنيست د. جمال زحالقة وأيمن عودة عن القائمة المشتركة. وقد أدار النقاش مدير مدى الكرمل العامّ، البروفيسور نديم روحانا.   

افتتح نديم روحانا الحلقة بقوله إن تشكيل القائمة المشتركة كان بمثابة تجاوب من الأحزاب العربية مع الرغبة الجماهيرية الشعبية. فاستطلاعات الرأي المختلفة التي أجراها مدى الكرمل على مدار السنوات السابقة أشارت إلى أن نحو 90% من الجماهير العربية تريد قائمة مشتركة. وقد خلق تشكيل القائمة المشتركة حالة من الرومانسية والترقب لدى جميع الفلسطينيين في فلسطين والشتات.

وتابع بطرح أسئلة النقاش على المشاركين والممثلين للقائمة المشتركة، وقال:'هناك تمايز غير خفي بين الأحزاب، فكيف تتعامل القائمة المشتركة مع هذا التمايز؟ هل تشدد أكثر على المشترَك بينها، أم تحافظ الأحزاب التي تشكل القائمة المشتركة على هذا التمايز؟ وهل المشترَك لدى الأحزاب كافٍ لاستمرار العمل في قائمة مشتركة؟ وهل هناك أجِنْدة عمل مشترك؟ وما هي أولويات العمل المشترك؟ هل يغذي هذه الأجندةَ مختصون وأكاديميون؟ هل وُضِع برنامج سياسي للقائمة المشتركة؟ هل تفتح القائمة المشتركة الباب لطرح مسألة الفلسطينيين في إسرائيل عالميًّا؟ هل هناك تصوُّر لبرنامج سياسي جماعي، وهل هذا البرنامج قابل للإنجاز؟.

أجاب النائب جمال زحالقة عن الأسئلة بأن تشكيل القائمة المشتركة كان عبارة عن إستراتيجية لا تكتيك، وقد أخذنا بعين الاعتبار جميع المركّبات عندما وضعنا البرنامج السياسي للقائمة المشتركة. يتكون هذا البرنامج من ستين بندًا، وكذلك وضعنا برنامج عمل واقعيًّا. نعمل ضمن القائمة وفق هذه البرنامج، لأننا لا نعرف ما هي الإنجازات التي سنحققها.

أما في ما يتعلق تحديدًا ببرنامج التجمع، فقال زحالقة إنّه هناك برنامجان، واحد للمدى المتوسط، يطالب بالمساواة المدنية والقومية الكاملة ودولة المواطنين وكذلك تنظيم الجماهير العربية، وأما على المدى البعيد فنحن جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومصيرنا واحد، فدولة فلسطينية في الضفة ما هي إلا حل مرحلي لأننا نصبو إلى دولة واحدة ثنائية القومية. صحيح أن هذا البرنامج ما زال على مستوى الخطاب فقط، ولكننا نأخذه في الحسبان.

أما الإستراتيجية المأمولة أكد زحالقة، فهي بناء علاقات كأقلية قومية مع العالم، والقائمة المشتركة تتيح بناء مثل هذه العلاقات، وليس عن طريق إسرائيل. ومن أمثلة ذلك لقاء نواب القائمة المشتركة مع وزير خارجية النرويج، وهناك مواعيد للقاءات وزراء خارجية دول أوروبية آخرين. وشدد النائب زحالقة على أهمية توسيع تحالف القائمة المشتركة ليضم حركات سياسية من خارج البرلمان.

أما النائب أيمن عودة، فقد أثنى على اللقاء، وقال إنّه يجب أن يكون مؤسِّسًا للقاءات أخرى لبناء برنامج رؤيويّ للقائمة المشتركة، وربما للفلسطينيين في الداخل بمشاركة تيارات سياسية غير ممثَّلة في البرلمان. وأضاف عودة قوله إن طابع برنامج القائمة المشتركة كان انتخابيًّا وذا أهداف مرحلية، ويحمل أبعادًا كثيرة، إلاّ أنه في جوهره انتخابيّ، ولكننا ماضون وملتزمون بالعمل مع القضايا الطارئة.

ووضح أن نجاح القائمة المشتركة هو هدف مشترك للأحزاب كافة، وهذا ليس مفهومًا ضمنًا؛ إذ إنّنا نحمل رواسب عديدة من الماضي يجب التغلب عليها وتوسيع العمل المشترك إلى صفوف كوادر الأحزاب. وفي نهاية المطاف، إن القائمة المشتركة تمثّل 85% من الجماهير العربية، ويجب الحفاظ على هذا الإنجاز.

أما في ما يتعلق بالجانب السياسي الحاليّ، وعلى ضوء تشكيل الحكومة الجديدة، فقد أردف عودة قائلاً إنّ كل ما يحدث معنا كفلسطينيين في إسرائيل له علاقة مع القضية الفلسطينية؛ ولذا يجب تغيير السياسة العنصرية ضدنا، كي تستطيع حكومة إسرائيل التفاوض مع السلطة الفلسطينية. فنحن فشلنا تاريخيًّا في تعرية الصهيونية وكشف طابعها وتحويلها إلى مفردة سلبية. لا نستطيع إرجاع الماضي، ولهذا يجب أن نعمل على منع الهيمنة الصهيونية، وأن نكشف للعالم من خلال ذلك خطورة الصهيونية.

أما بالنسبة للعمل البرلماني، فيرى عودة أنه من الأفضل العمل أولاً على القضايا التي لا تحمل بُعدًا أيديولوجيًّا واضحًا، ومن ثَمّ العمل على القضايا الأيديولوجية، وذلك أنّه -حسب رأي- لن نستطيع أن نصل إلى مساواة قومية دون الحصول على المساواة المدنية أولاً.

وقد صارح عضوا الكنيست الحضور بقولهما إنه من الطبيعي ألاّ يكون هناك توافق بين مركّبات القائمة المشتركة في جميع المجالات السياسية والاجتماعية، لكن الأهم أنّ هناك توافقًا على إدارة هذه التمايزات وبعض الاختلافات. ومن الواضح أننا نحتاج إلى وقت كافٍ لترسيخ أدوات العمل الجماعية. لكن على الجملة -وذاك هو الأهمّ-، إنّنا في تجربة القائمة المشتركة كشعب وكأحزاب نشعر أننا أقوى، محلّيًّا وفلسطينيًّا ودوليًّا، ويجب استغلال هذا التحول في ترشيد النضال الجماعي، السياسي والأهلي والاحتجاجي، إذ إنّ التحدّيات الماثلة أمامنا بالغة وعديدة، ونصبو أن تفيد تجربة القائمة المشتركة في إقامة مؤتمر وطني فلسطيني في الداخل، على غرار المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا الذي جمع -تحت سقف سياسي نضالي واحد وهدف واحد- تياراتٍ سياسيةً عديدة ومختلفة.

التعليقات