أم الفحم: غضب على تعيين ساو قائما بأعمال مفتش الشرطة

أثارت ترقية الضابط بنتسي ساو، المتهم بالمسؤولية عن الجرائم التي اقترفت خلال هبة القدس والأقصى في تشرين أول/ أكتوبر عام 2000 والتي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى عرب، وتعيينه قائما بأعمال المفتش العام للشرطة، ردودا غاضبة في البلدات العربية.

أم الفحم: غضب على تعيين ساو قائما بأعمال مفتش الشرطة

صورة من مسيرة إحياء ذكرى شهداء هبة القدس والأقصى

أثار ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية حول ترقية الضابط بنتسي ساو، المتهم بالمسؤولية عن الجرائم التي اقترفت خلال هبة القدس والأقصى في تشرين أول/ أكتوبر عام 2000 والتي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى عرب، وتعيينه قائما بأعمال المفتش العام للشرطة، ردودا غاضبة في البلدات العربية عامة ومدينة أم الفحم خاصة.

وكان ساو خلال انتفاضة عام 2000 قائدا لقوات شرطة حرس الحدود في الشمال، وأشرف على قمع المظاهرات في مدينة أم الفحم وزج بقواته إلى المدينة وأطلقت النار على المتظاهرين موقعة شهداء ومصابين.

'شرعنة إطلاق الرصاص من قبل الشرطة'

وقال مركز اتحاد الشباب الديمقراطي (شبيبة التجمع) في أم الفحم، محمد خضر جبارين، لـ'عرب 48' إنه 'للأسف المشاهد في هبة القدس والأقصى كانت مؤلمة جدا حيث سقط شهداء وأصيب مئات المواطنين الفلسطينيين في الداخل، والقتل بدم بارد كان له عنوان واحد ووحيد وهو شرعنة إطلاق الرصاص من قبل الشرطة على كل فلسطيني يتظاهر ويحتج. وها هم يكرمون من أمر بقتل الشباب ليصبح قائما بأعمال المفتش العام للشرطة، وواضح أن قانونهم لا يحمينا أبدا'.

وأضاف أن 'العلاقة بين الشرطة ومؤسسة القانون وبين العرب الفلسطينيين كانت دائماً علاقة قتل ولامبالاة، لذلك لا أفاجأ أبدا من أي عمل عنصري، وشاهدنا ذلك في لجنة أور وإغلاق جميع الملفات دون توجيه أي تهمة لأي شرطي قتل شابا في حينه، كأنهم ماتوا بسبب آخر أو طريقة أخرى​'.​

ويرى رئيس اللجنة الشعبية في أم الفحم، مريد فريد، أن 'تعيين الضابط المذكور لا يشكل مفاجأة لنا لأن شروط الارتقاء في المراتب والمسؤوليات مقرونة بالعداء للعرب الفلسطينيين في البلاد، ولذلك ليس صدفة أن يعين ضابط متورط بقتل الشباب في هبة القدس والأقصى'.

وأردف: 'نعتقد أن الحكومة توجه من خلال هذا التعيين رسالة سيئة مضمونها المزيد من العنصرية والتمييز والعنف، ومن الطبيعي أن يعارض ويدين الشارع العربي عامة والفحماوي خاصة هذا التعيين، رغم أننا نحن لا نعول على آخرين غيره، فضباط الشرطة الآخرين ليسوا أقل عنصرية'.

وقال إن 'الفضائح التي تعصف بالشرطة والعنف والتحرشات الجنسية فيها تتكشف يوما بعد يوم، وأعتقد أن هذا أمرا طبيعيا في جهاز هو جزء من الاحتلال الذي يبطش بشعبنا الفلسطيني، هؤلاء لا يمكنهم أن يتقدموا وسط مجتمع أخلاقي'.

'ساو أدار في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2000 اعتداءات متواصلة علينا من دون أن يكون هناك سبب'

وقال والد الشهيد أحمد أبو صيام، لـ'عرب 48' إن 'العدالة في هذه الدولة معدومة، ولو وجد قضاء منصف لما تعيّن ساو بهذا المنصب، لأنه المسؤول استشهاد الشباب بالمثلث الشمالي، وهذا الأمر يغضبنا جدا'.

وأضاف أن 'السلطات الإسرائيلية مطالبة بمعاقبته بدلا من أن تقوم بترقيته، فالجميع يعرف أنه هو المسؤول عن استشهاد أبنائنا فلذات أكبادنا، وهو الذي أدار في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2000 اعتداءات متواصلة علينا من دون أن يكون هناك سبب، مع المواطنين العرب في أم الفحم والمنطقة. وخلال الاعتداءات التي نفذتها الشرطة، دخلت مجموعة من أفرادها التي كانت تحت قيادة ساو، إلى مدينة أم الفحم وأطلقت الرصاص الحي والأعيرة المطاطية، ما أدى إلى استشهاد مواطنين من المدينة وإصابة العديد من المواطنين'.

من جانبه، قال رئيس قسم الهندسة في بلدية أم الفحم، المحامي وسام قحاوش، لـ'عرب 48' إن 'هذا التعيين يحمل في طياته مخاطر كثيرة ولا أقصد هنا أن الوضع قبل التعيين كان جيدا، لكن مجرد أن يتم ترقية ساو فهي إشارة على شكل التعامل الذي يريده وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، مع المجتمع الفلسطيني في الداخل وذلك استمرارا لتعامله عندما كان وزير داخلية لفترة قصيرة وخلالها أقام هيئة لتسريع هدم المنازل العربية'.

وتابع: 'سوف نهتم بكل المسارات القضائية والشعبية لإلغاء التعيين، فنحن نذكر ساو في أحداث هبة القدس والأقصى عام 2000 وأنا شخصيا كنت شاهد عيان على الأحداث وأدليت بإفادتي أمام لجنة أور وكان واضحا أن تعامله مع المتظاهرين كتعامل مع الأعداء'.

وأشار إلى أن 'تلك الأحداث ستبقى في ذاكرة المجتمع الفلسطيني في الداخل ولن تنسى، ولذلك هذا التعين لن نمر عليه مر الكرام فمكان ساو وأمثاله في السجن بسبب أفعالهم'.

واكتفى عدنان، شقيق الشهيد محمد عيق جبارين، بالقول إن 'لا أستطيع التعقيب على الأمر سوى أننا نستنكر هذا التعيين وبشدة، وهو لا يستحق أكثر من ذلك'.

التعليقات