أعيد صباح اليوم الاثنين، فتح كنيسة الطابغة أمام الزائرين، وذلك بعد أن تم إغلاقها لأسبوعين عقب إضرام النيران بالمبنى من قبل مجموعات عنصرية.
وأقدم متطرفون يهود على إحراق أقسام كبير من الكنيسة، حيث أتت النيران على عدد هائل من الكتب الدينية والمحتويات التاريخية وقسم من مكاتبها ما دفع إدارة الكنيسة إلى إغلاقها أمام الزائرين إلى حين ترميمها.
وتشهد الكنيسة منذ صباح اليوم الاثنين، توافد المئات من السياح الأجانب والمحليين لزيارة هذا المعلم التاريخي والديني الهام والاطلاع على معالم الجريمة التي لا زالت آثارها بارزة وماثلة للعيان، وكذلك معاينة حجم الخراب الذي لحق بالمبنى والمحتويات.
وقال أحد الزوار سليم سليمان من المغار لـ'عرب 48' إنه 'لا يمكن لأي أحد أن يستوعب أسباب هذا الاعتداء الحاقد على كنيسة ومكان العبادة الذي له مكانة دينية وتاريخية ويستقبل الزوار والسياح من جميع الطوائف'.
ولفت إلى أن المكان يزوره الكثير من الاشخاص والعائلات والحالات الإنسانية ممن يعانون الإعاقة ويتم تقديم كل الخدمات الإنسانية مع توفير المبيت لهم في غرف على ضفاف بحيرة طبريا مقابل أسعار رمزية.
وحول مجريات التحقيق قال: 'لم نسمع إلى الآن عن أي تقدم في مجريات التحقيق أو اعتقال مشتبهين سوى إخضاع عدد من الفتية للتحقيق وإطلاق سراحهم في نفس اليوم'.
ويبدي سليمان مخاوفه من تكرار مثل هذه الحوادث والاعتداءات بظل انعدام الردع وغياب سلطة القانون، لذا يدعو أبناء المجتمع العربي في البلاد للتوافد للمكان لتدعيم حملة التضامن.
أما الزائرة سمر حسين التي استعرضت جمالية المكان وخاصيته، وتعتقد أن المكان ليس فقط مجرد معبد له مكانته الدينية والتاريخية لطائفة دون غيرها، بل هو حاضنة إنسانية للجميع.
وكانت سمر تزور المكان في السابق برفقة عائلتها، إذ ترى بالمكان واحة خاصة تضم زوايا للترويح عن النفس للخلود والطمأنينة، وهو شبيه بمكان علاجي تجد فيه كل الخدمات الإنسانية خاصة لأصحاب الاحتياجات الخاصة.
وتعتقد أن الاعتداء على هذا المكان هو اعتداء على القيم الإنسانية وعلى حرية العبادات والمقدسات، إذ طالبت الشرطة والجهات الأمنية المعنية أن تأخذ الأمر على محمل الجد لتلقي القبض على المجرمين ومحاسبتهم.
التعليقات