وادي النسناس: العيد لا يؤثّر على الحركة التجارية المتراجعة

ومن الجدير ذكره، أن السوق العربي الذي تواجد فيه في السابق حواليّ 10 متاجر خضار، لم يتبق فيه اليوم سوى 4 منها بالإضافة إلى بقالة صغيرة ومطعم وحيد، بعد أن كان فيه حوالي 4 مطاعم منذ عامين ليس أكثر ومطعميّ فلافل.

وادي النسناس: العيد لا يؤثّر على الحركة التجارية المتراجعة

وادي النسناس

يعاني السوق العربي العريق في حي وادي النسناس بمدينة حيفا، من تراجع تدريجي مستمر في عدد المتسوّقين الوافدين إليه ممّا أدّى بشكل تدريجي أيضًا لإغلاق المحال التجارية في السوق العربي الوحيد بمدينة حيفا، ومع إقبال عيد الفطر السعيد، يبدو أن لا شيء تغيّر بالنسبة لهذا السوق، إذ أنه ما زال يبدو فارغًا باستثناء بعض اليهود والسيّاح.

ومن الجدير ذكره، أن السوق العربي الذي تواجد فيه في السابق حواليّ 10 متاجر خضار، لم يتبق فيه اليوم سوى 4 منها بالإضافة إلى بقالة صغيرة ومطعم وحيد، بعد أن كان فيه حوالي 4 مطاعم منذ عامين ليس أكثر ومطعميّ فلافل نجحا بالبقاء بسبب الإقبال من قبل السيّاح واليهود على هذه الأكلة العربية التراثية.

ويجمع تجّار وادي النسناس، على أن السبب الرئيس وراء اختفاء الزبائن وابتعادهم عن السوق هو عمالقة التجارة والمتاجر الكبيرة التي تستقطب سكّان مدينة حيفا بأسعارها الرخيصة والتي لا يستطيع التجّار في وادي النسناس منافستها.

وفي حديث مع حمودي الشيني، صاحب ملحمة في وادي النسناس، قال لـ'عرب 48' إن 'اقتراب موعد عيد الفطر المبارك لم يؤثّر بتاتًا على حال السوق التعيس، إذ وعلى الرغم من أن استهلاك المسلمين للحوم خلال هذا العيد أكثر من أي وقت مضى لم نر أي توافد أو تزايد في وتيرة الوافدين إلى الحي'.

وأضاف أن 'السبب وراء هذا هو التجّار الكبار وسياسة التهويد التي تنتهجها البلدية تجاه سوق وادي النسناس، إذ أن ما تريده البلدية في وادي النسناس هو محال فلافل وحمص، لا وجود عربي ولا تجارة عربية نشطة'.

وتابع أنه 'على سبيل المثال يبيع بعض التجّار الكبار اللحمة بسعر أقل من السعر الذي أشتريها أنا فيه، وهذا غير منطقي والبلدية بدورها تدعم هؤلاء التجّار ماديًا ولوجستيًا وتوفّر لهم كافة التسهيلات، وفي المقابل تضيّق علينا نحن وعلى وجودنا في هذا السوق'.

وليست التجارة وحدها هي العامل المؤثّر على السوق في وادي النسناس، إذ قال تاجر الخضار إلياس خوري إن 'حالة أهالي حيفا الاقتصادي صعب جدًا، والدمج ما بين الحالة الاقتصادية الصعبة لأهالي حيفا مقابل عدم استطاعتنا على منافسة الأسعار التي يعرضها التجّار أخذ يبعد الناس عن السوق شيئًا فشيئًا'.

وبعد أن نظر إلى السوق وحال محاله التجارية المغلقة، قال إن 'الناس أغلقت محالها التجارية وذهبت إلى أماكن أخرى وبعضهم تركوا التجارة بتاتًا، ولا أتوقّع أن يحصل أي تغيير مع اقتراب العيد أكثر كون الناس هجرت السوق منذ زمن بعيد ولن يتغيّر حال هذا السوق'.

وفي حديث مع صاحب بقالة منذ فترة تزيد عن 10 سنوات في وادي النسناس، قال إن 'السوق في طريقه إلى الزوال بعد أن أغلقت غالبية المحال التجارية أبوابها'.

وأضاف أن 'نهاية الأسبوع هي الفترة الوحيدة التي نشهد فيها بعض الحركة التجارية بسبب توافد اليهود والأجانب إلى الحي بعد أن تغلق المحال التجارية اليهودية أبوابها، وهم بطبيعتهم لا يشترون حاجياتهم من هنا بل يتجوّلون في الحي ويأكلون الفلافل وفي أفضل الحالات يشترون زجاجة ماء، وهذه ليست حالة يستطيع فيها سوق كامل أن يستمر'. 

التعليقات