شارع 70: 380 حادث طرق تخلف 7 قتلى و800 جريح سنويا

لا يزال شارع (70) خاصة بالمقطع المحاذي لطمرة وكابول وعبلين يخطف أرواح السائقين بسبب حوادث الطرق القاتلة التي تسجل على مدار العام، حيث فُجعت منطقة الشمال بحادث الطرق الدامي الذي وقع الأحد، على مفترق منتزه طمرة وتسبب بمصرع ثلاثة أشخاص.

شارع 70: 380 حادث طرق تخلف 7 قتلى و800 جريح سنويا

مفرق طمرة على شارع 70 تحول لمصيدة للموت

لا يزال شارع 70 وتحديدا في المقطع المحاذي لمدينة طمرة وكابول وعبلين يخطف أرواح السائقين نتيجة حوادث السير القاتلة، التي تسجل على مدار العام، حيث فُجعت منطقة الشمال بحادث الطرق الدامي الذي وقع عصر  أمس الأحد، على مفترق متنزه طمرة، وتسبب بمقتل 4 أشخاص من حرفيش والمشهد وشخص يهودي من 'كفار هحورشيم'، إذ تحول الشارع لمصيدة للموت.

وبحسب معطيات رسمية صادرة عن جمعية 'أور يروك'، يسجل سنويا على الشارع 380 حادث سير  بالمعدل خلفت سبعة قتلى ونحو 800 جريح، حيث بات البعض يطلق على المكان 'شارع الموت'، والبعض الآخر 'شارع الرعب' أو 'شارع الدماء'، ذلك لكثرة الدماء التي سفكت والأرواح التي حصدتها حوادث السير القاتلة على امتداده.

عواد: إهمال مقصود لشارع 70 وحضور الشرطة يقتصر على تحرير مخالفات السير

وفور الفاجعة التي شهدها الشارع بالأمس، وصل المئات من أهالي طمرة والمنطقة إلى مفترق المتنزه، وسط شعور بالاستياء وحالة من الغضب، بسبب تجاهل النداءات المستمرة للعمل على تحسين الشارع، من حيث تزويده بالكاميرات ونصب إشارات للمرور.

واتهم المواطن محمد عواد من طمرة، الشرطة ووزارة المواصلات بالإهمال المتعمد   بحق المواطنين الذين يسكنون في البلدات المحاذية لهذا الشارع، ذلك أنهم لا يكترثون لضحايا حوادث السير، وقال: 'تتواجد الشرطة على شارع 70 فقط بهدف تحرير مخالفات السير، أما أن تفكر في وضع كاميرات أو نصب إشارات ضوئية فهذا الأمرغير وارد بالحسبان على ما يبدو، كون الشارع يخدم بالأساس المواطنين والمسافرين العرب'.

 ذياب: حاولت إنقاذ المصابين وسط مشهد دموي مؤلم

الموقف ذاته عبر عنه المضمد محمد ذياب من طمرة، الذي كان شاهدا على الكثير من الحوادث والمآسي التي شهدها الشارع. ذياب الذي يعمل أيضا كنادل في متنزه طمرة تواجد بالقرب من الشارع لحظة وقوع الحادث، وكان شاهدا على الحادث منذ اللحظات الأولى، فقد خرج من العمل عند سماع أصوات الكوابح ودوي صوت السيارات المنحرفة عن مسارها.

وقال ذياب لـ 'عرب 48' إنني 'حاولت أن أساعد المصابين وإنقاذ حياتهم، لقد كان المنظر مؤلما جدا. أن ترى شابا يانعا يفارق الحياة وآخر يصارع الموت لأجل البقاء، وصلنا إلى المصابين كانوا في وضع إغماء، علمنا لاحقا أن مصابين فارقوا الحياة فور وقوع الحادث'.

وتابع: 'ليته يكون الحادث الأخير، لقد ناشدنا على مدار سنوات طويلة أن يكون اهتمام أكبر في هذا الشارع، فتكفينا مشاهد الموت والألم الدائمة على هذا الشارع، لكن على ما يبدو لا حياة لمن تنادي ودائما نصدم بمشاهد الدم والموت'.

شارع 70  تحول لمسرح للموت  

وهناك من عاش لحظات الموت على الشارع، فقد تعرض رائد ذياب من طمرة إلى حادث طرق على شارع 70، وسرد لـ'عرب 48' معاناته التي تعكس واقع المكان ومعاناة سكان المنطقة، وقال: 'لقد كنت شاهدا على خمسة حوادث في الفترة الأخيرة، وتحول الشارع إلى مسرح للموت لا يرحم السائق، لا أحد يستجيب للنداء، يكفينا حوادث قتل بسبب الإهمال'.

وصدم الفنان موسى إلياس من عبلين بالكثير من المشاهد المفجعة على شارع الموت، وأعرب عن أسفه لزهق أرواح الأبرياء لمجرد إهمال السلطات الرسمية لمطالب المواطنين بتطوير الشارع.

وقال إلياس لـ'عرب 48':  'تعاني العديد من البلدات والمدن المحاذية لشارع 70 بسبب حوادث الطرق القاتلة، والجميع يشعر بالغصة والألم على أرواح القتلى، أتوجه إلى السائقين طالبا منهم عدم الاستهتار بحياتهم، والانتباه والحذر وعدم السياقة بسرعة بالغة'.

 كما وناشد جميع المسؤولين، مخاطبا إياهم بالقول 'يكفينا مناظر دماء وعائلات تعاني فراق الأبناء، آن الأوان أن تتعاون السلطات المحلية المحاذية لشارع 70 لإيجاد الحلول ووقف سفك الدماء على الشارع'.

المطلب ذاته طرح الدكتور حسن ذياب من طمرة، الذي ناشد جمهور السائقين بعدم الانشغال بهواتفهم أثناء السياقة أو شرب الكحول والالتزام بقوانين السير، إلا أنه لا يبرئ المسؤولين في وزارة المواصلات والسلطات المحلية من مسؤولياتهم لإيجاد الحلول وإنهاء معاناة السكان والمسافرين على الشارع.

من جانبه، ندد محمد ذياب بالاستهتار بأرواح السائقين، وتساءل 'لماذا  نصبت على جميع المفارق على طول شارع (70) إشارات ضوئية، إلا على مفترق المنتزه الذي يعتبر مدخلا رئيسيا لطمرة عبلين وكابول؟'.

أما محمود حجازي من طمرة، تحدث عن الخطر الذي يواجهه بشكل يومي كغيره من سكان المدنية وممن يسافرون على الشارع عندما يمرون بالقرب من المنطقة المحاذية لمنتزه طمرة، داعيا جميع الجهات المعنية وذات الصلة الاهتمام بالقضية وإصلاح الشارع لوقف مسلسل حوادث الطرق'.

بدوره، أعرب الفنان طلال عواد من طمرة عن استيائه وحزنه لزهق أرواح الأبرياء على الشارع الذي تحول مصيدة للموت، قائلا ' نطالب من جميع المسؤولين والمكاتب الحكومية والسلطات المحلية وضع قضية الشارع على سلم أولوياتها والعمل بموجب جدول زمني سريع لإحداث التغييرات وتطوير مبنى الشارع لأنه يحصد أرواحا لا ذنب لها إلا أنها كانت تسافر على الشارع'.

 غدا الثلاثاء جلسة تجمع وفد عن بلدية طمرة بطاقم وزارة المواصلات

وعلى مستوى العمل الرسمي للبلديات والمجلس في المنطقة، أجريت في السابق اتصالات وعقدت جلسات وقدمت طلبات للوزارات المعنية لكن دون أن توفر الحلول الجذرية للشارع، يقول رئيس بلدية طمرة، الدكتور سهيل ذياب 'قدمت إدارة بلدية طمرة عدة مرات رسائل خطية لوزارة المواصلات بطلب وضع إشارات ضوئية في مفرق منتزه طمرة، كما توجهنا إلى المختصين في وزارة المواصلات بطلب الاستعجال في تنفيذ المطلب، وقد أرسلت وزارة المواصلات مختصين لفحص الأمر ودراسة حركة السير في هذا الشارع وكان الرد سلبياً'.

وأضاف ذياب 'رغم ذلك طلبنا من مهندس الشوارع سامر زعبي تقديم تخطيط جديد لمنطقة المنتزه والتي سنقدمها مرة أخرى لوزير المواصلات، وغداً الثلاثاء سيكون لقاء مع طاقم الوزارة في تل أبيب، وسنقوم بطرح الموضوع مرة أخرى ونصر على تحقيق مطالبنا وتطوير الشارع بهدف الحد من الحوادث'.

صالح: يتعين على وزارة المواصلات الاستجابة لاقتراحات السلطات المحلية

أما رئيس مجلس محلي كابول، الشيخ صالح  الذي أعرف عن أسفه لمواصلة سفك الدماء وزهق الأرواح على شارع 70 على الرغم من توسيعه ببعض المسارات ووضع عدة إشارات ضوئية في عدد من الأماكن، إلا  أن الشارع يقول صالح 'لا يزال يشهد العديد من الحوادث الطرق، ونحن بدورنا نتابع الاقتراحات التي قدمناها على سلطة الأمان على الطرق لوضع حل لحوادث الطرق على شارع 70 الذي يعتبر شريان مواصلات رئيسي في الشمال والجليل، ناهيك عن كونه محور مواصلات أساسي لسكان طمرة وكابول وشعب، لذا على وزارة المواصلات إيجاد حلول جذرية والاستجابة لمطالبنا على الفور'.

التعليقات