صرخة غضب بالنقب ضد جرائم قتل النساء العربيات

شاركت العشرات من النساء والفتيات العربيات من النقب والمنطقة، صباح اليوم الثلاثاء في وقفة احتجاجية في بئر السبع، احتجاجا واستنكارا لحوادث القتل التي تسجل في البلدات العربية على خلفية ما يسمى " القتل على شرف العائلة"، وأتت هذه التظاهرة عقب حادثة قتل الشابة تسنيم أبو قويدر(22 عاما) قبل أسبوع في النقب التي يرجح أنه تم قتلها بالسم.

صرخة غضب بالنقب ضد جرائم قتل النساء العربيات

رفعت خلال التظاهرة شعارات منددة بجرائم القتل بشكل عام، وقتل النساء العربيات تحت ما يسمى "القتل على شرف العائلة"

شاركت العشرات من النساء والفتيات العربيات من النقب والمنطقة، صباح اليوم الثلاثاء في وقفة احتجاجية في بئر السبع، احتجاجا واستنكارا لحوادث القتل التي  تسجل في البلدات العربية على خلفية ما يسمى ' القتل على شرف العائلة'، وأتت هذه التظاهرة عقب حادثة قتل الشابة تسنيم أبو قويدر(22 عاما) قبل أسبوع في النقب التي يرجح أنه تم قتلها بالسم.

 ورفعت خلال التظاهرة شعارات منددة بجرائم القتل بشكل عام، وقتل النساء العربيات تحت ما يسمى 'القتل على شرف العائلة'، كما ووجهت انتقادات شديدة اللهجة إلى الشرطة التي اتهمت بالتقاعس في مكافحة العنف والجرائم التي تطال النساء بالمجتمع العربي، كما ورفعت طلبات للجهات المسؤولة بالعمل على مكافحة هذه الظاهرة وحماية النساء العربيات المهددات والمعنفات داخل العائلة.

إلى ذلك، دعت لجنة مناهضة قتل النساء المشاركة عصر اليوم الثلاثاء، في الوقفة الاحتجاجية ضد جرائم قتل النساء وتقاعس الشرطة، وذلك في الساعة الرابعة والنصف، مقابل مقر الشرطة 'عييروت' مفرق سقاطي بالنقب.

وجاء في بيان لجنة مناهضة قتل النساء ' المؤسسات والجمعيات والناشطات/ون، الأعضاء في لجنة مناهضة قتل النساء، يستنكرون بشدة قتل السيدة تسنيم ابو قويدر التي سقطت ضحية جريمة بشعة. خلفت طفلين يتامى وجثة هامدة لشابة عاشت في هذا العالم اثنين وعشرين ربيعا فقط'. ً

وتابع البيان 'لا يستوعب العقل البشري هذه الجريمة والتي سبقتها جرائم هذا العام في بيت جن وعرعرة النقب، عرب الشبلي، والطيبة. من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال تقتل النساء في بلادنا، لا يكترث أحد ولا ينطق أحد. باتت هذه الأنباء لا تلفت انتباهنا في الرأي العام والمجتمع المحلي وتشغلنا لدقائق فقط بعد سماع الخبر. كأن الوهن نال من ضمائرنا، وتخدرت مشاعرنا'.

مؤشر خطير على تدهور المجتمع

وأضف البيان إن 'هذه الجرائم وبشاعتها لهي مؤشر خطير على تدهور مجتمعنا، ولا تقتصر على بلد أو قرية أو مدينة. وهكذا يزور وباء القتل والجريمة كل بلد وكل حارة ويحصد أرواح النساء دون رادع. ولم نذكر بعد محاولات القتل، والاختفاءات المبهمة لشابات ونساء ننتظر العثور على جثثهن، كيف لنا أن نصمت بعد اليوم؟، كيف لا ننتفض ودم نساءنا مستباح، دون رقيب أو حسيب، إلى متى هذا العنف وكم أفواه النساء في مجتمع يصبو للحرية وينادي بالكرامة والعدل وحل القضية؟'.

 نحن نعي أن الشرطة لا تقوم بدورها في ملاحقة ومعاقبة المجرمين، وأنها تتجاهل توجهات النساء وشكاويهنّ حول الاعتداءات التي يتعرضن لها، وأن الدولة ومؤسساتها – كما أكدنا دائمًا - تساهم في إستمرار هذه الظاهرة وتهدف بها ضرب بنية مجتمعنا الفلسطيني.

إلا أننا، مع ذلك، نؤمن أنه ما لم يتحمل مجتمعنا مسؤولياته وما لم يأخذ دوره الفاعل للحدّ من هذه الظاهرة، فسيغدو مشهد القتل والعنف عاديًّا ومتوقعًا ولسنا بعيدات عن دالك أبدا في ظل وابل أحداث العنف الذي احتل المدارس والميادين وشاشات هواتفنا الذكية.

لن نسكت بعد اليوم

يعيش بيننا اليوم في كل مكان قاتلو نساء ومعتدون ومجرمون، وليس هناك بلد أو حيّ أو أسرة آمنة، كلنا مستهدفات وكلنا تسنيم ونعمة ونادية وشاديه، مرلين، منى، فاطمة، آلاء، ياسمين و...و.... لا .... لن نسكت بعد اليوم.

لن يردع الجريمة القادمة غيرنا نحن

إن كان صمتنا دافعًا، فسيكون صوتنا رادعًا

لن نقبل بالصمت حالنا

ولا تقاعس الشرطة مصيرنا

ولا خرس قياداتنا واقعنا

ولا تجاهل مجتمعنا وضعنا

عدم الانجرار خلف المحرضين ضد الحراك النسوي

إننا في لجنة مناهضة قتل النساء، نرى بالحراك الجماهيري النسويّ والشبابيّ المتواضع في مكان وقوع الجرائم، نقطة تحوّل إيجابية في التعبير عن المواقف المناهضة لجرائم قتل النساء، ونشيد بكل افراد المجتمع التعاون مع النشاطات النابذة للعنف والجريمة وعدم الانجرار خلف المحرضين ضد الحراك النسوي باسم الديانات والأعراف والنسيج الاجتماعي 'الحساس' وغيرها من أغطية واهية تصيبنا بالعمى والشلل .

لا تخافوا من قول الحق ، لا تهابوا الحقيقة ، الضحية التالية بحاجة لكم، أنت وأنا، رجلا كنت أم امرأه، مسلما مسيحيا أو درزيا. كلنا معا سنواجه الجريمة.

استهجان لموقف القيادات

نستهجن مرة تلو الأخرى مواقف قيادات مجتمعنا القطرية والمحلية، السياسية والدينية والمدنية، في كل البلدات والمدن العربية، ونحثها على أخذ خطوات حاسمة جدّية للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة. فالتصريحات والدعوات والبيانات المنددة بالعنف وجرائم القتل لم تعد الأداة الأمثل لوقف شلال الدم اليومي، وخاصة ظاهرة قتل النساء التي تتميز بحالة صمت مجتمعية مرفوضة.

آن الأوان لوقف النفاق المستمر والمعايير المزدوجة. من لا يناضل ضد قتل وقمع النساء ليس له حق أخلاقي في أن يناضل ضد القتل والقمع على خلفية سياسية أو قومية – فالقمع هو قمع، والقتل هو قتل.

التعليقات