غطاس: بلدية حيفا تمنع عرض مهرجان النكبة

وأضاف "أؤكد على أهمية سرد حكايتنا وقصتنا الخاصة بنا ونستهجن تصنيف أي تعبير عن النيراتيف الفلسطيني كعداء للدولة، وأن هذا التصنيف ينبع من السياسات الفاشية التي تحاول فرض الرواية الصهيونية بالقوة ايمانًا منها بصدق وحقيقة روايتنا الفلسطينية".

غطاس: بلدية حيفا تمنع عرض مهرجان النكبة

إبراهيم غطاس

أصدر سكرتير التجمع الحيفاوي، إبراهيم غطاس، بيانا جاء فيه أن 'بلدية حيفا تواصل حملتها التحريضية على روايتنا التاريخية وحريتنا الفكرية بحملتها المتماشية مع السياسة الصهيونية العامة لفرض سيادة رواية القوي وطمس روايتنا الفلسطينية وحكايا تاريخنا ونكبتنا وأثرها على وجداننا وهويتنا'.  

وتابع أن 'تفضح بلدية حيفا من جديد سياسة التعايش العائب التي تتهلل به بضحكة صفراوية، وذلك من خلال منعها لجمعية 'زوخروت/ ذاكرات' من عرض أفلامها عن النكبة في قاعات مسارح حيفا (السينماتيك وغيرها) مع العلم أن هذه المسارح ملزمة بتأجير القاعة لكل من يطلب، ليتماشى رئيس بلدية حيفا، يونا ياهف،  ومدير 'شركة إتوس' (الشركة البلدية للفن والثقافة والرياضة بحيفا) مع وزيرة الثقافة السابقة، ليمور ليفنات، التي هددت 'سينماتك' تل أبيب بوقف تمويله في أعقاب عرضه لمهرجان أفلام النكبة لنفس الجمعية العام الماضي، ومع وزيري التعليم والثقافة بينيت وريجف، اللذين يشنان هجمة شرسة على الثقافة العربية وعلى مسرح الميدان ومسرحية الزمن الموازي وحرية وفننا بشكل عام'.

وأشار إلى أن 'بلدية حيفا بدأت هجمتها المعلنة على الرواية الفلسطينية وعلى كل من يساهم في نشرها في شباط/ فبراير الماضي، حين قامت بشن حملة تحريضية مع قوى من اليمين على مسرح الميدان وجمعية 'زوخروت/ ذاكرات' في أعقاب إعلانهما التعاون لتنظيم مهرجان الفيلم الفلسطيني في حيفا، حين صرّح مصدر مقرّب من رئيس البلدية، يونا ياهف، لصحيفة 'يسرائيل هيوم' بأن رئيس البلدية أوعز لطاقم من المختصين بفحص إمكانية التدخل لوقف عروضات من هذا النوع وإيقاف الدعم الذي تقدّمه البلدية لمسرح الميدان بطريقة قانونية. وبالفعل قامت البلدية بتجميد تمويل المسرح ضمن مسرحية هزلية لعبت بها البلدية دور القاضي والجلاد ضمن اللجنة الصورية التي عينتها لفحص قانونية عرض مسرح الميدان لمسرحية 'الزمن الموازي' بعد تجميد التمويل للمسرح تماطل وتتلاعب بالجمهور ومشاعره بغية تمويه وتثبيت هذا التجميد حتى إغلاق المسرح الذي سمح لنفسه وتجرأ، وبحق، أن يفسح المجال لسرد رواية النكبة التي تمثل جمهوره رغم التهديدات. ومن بعدها اشترطت البلدية إعادة تمويل المسرح بوضعه تحت رقابة قسم الثقافة في البلدية من خلال استئذان البلدية قبل تأجير القاعات لجهات أخرى مستقلة، المتمثلة عادة بالأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية، كاستمرارية لسياسة الرقابة الفكرية والحد من الحريات والتدخل بحقنا كأقلية قومية من التعبير عن مواقفنا السياسية والحزبية ضمن الحيز العام الرسمي، كحق اساسي'.

وقال غطاس إن 'بلدية حيفا تواصل بالتلاعب بالتصريحات باشتراطها الآن موقفها من تمويل المسرح بقرار وزارة الثقافة والمساءلة بحق مسرح الميدان المزمع عقدها يوم 09.08.15 لتستمر تماشيها مع الهجمة الشرسة ضد حرية فننا بشكل خاص كأداة لتشكيل الوعي، وتعبيرنا عن رأينا بشكل عام بهدف طمس روايتنا وتطوّر امتدادنا الثقافي الفلسطيني، كعرب فلسطين التاريخية المتمسكين بكونهم شعب وأقلية  قومية، لاعتبارها خطرا وجدانيا على الكذبة الصهيونية. إن ممارسات البلدية أعلاه تضر بالجو العام في المدينة وإن دلّت فإنها تدل على عمق كذبة مدينة التعايش التي عدا عن طمسها لرواية جزء كبير من جمهورها العربي الفلسطيني وحقه بسرد روايته كأقلية قومية، إنما أيضا تهرب من النقاش والجدل حول مواضيع جوهرية تعني بالتماس بين التنوّع الثقافي لمواطنيها، بمنعها لعرض أفلام النكبة للجمهور اليهودي أيضًا، وما ذلك إلا دلالة على ضعف الموقف الأخلاقي'. 

وأكد أن 'أهمية سرد حكايتنا وقصتنا الخاصة بنا ونستهجن تصنيف أي تعبير عن الرواية الفلسطينية كعداء للدولة. وأن هذا التصنيف ينبع من السياسات الفاشية التي تحاول فرض الرواية الصهيونية بالقوة ايمانًا منها بصدق وحقيقة روايتنا الفلسطينية. وأذكر أن صنم بوذا الذي هُدم في أفغانستان زاد وعي العالم له وها هو يعاد بناؤه من جديد. وأحذر من التمادي مع هذه السياسات التي مؤكدًا ستؤدي للتصعيد كونها لا تخدم سياسة 'التعايش' الذي تدعيه البلدية وكونها تزيد الهوة لبناء شراكة ندية مبنية على العدل التاريخي للأقلية الفلسطينية'.

التعليقات