المدارس الأهلية لـ"عرب 48": ذاهبون إلى الإضراب

تواجه المدارس الأهلية المسيحية في هذه الأيام خاصة خطر يهدد بإغلاقها وعدم استيعاب الطلاب في بداية العام الدراسي المقبل بسبب تقليص الميزانيات من قبل وزارة التربية والتعليم.

المدارس الأهلية لـ

ذاهبون إلى الإضراب؟!

تواجه المدارس الأهلية المسيحية في هذه الأيام خاصة خطر يهدد بإغلاقها وعدم استيعاب الطلاب في بداية العام الدراسي المقبل بسبب تقليص الميزانيات من قبل وزارة التربية والتعليم.

وأثار هذا الأمر حفيظة الكثيرين من الأهالي والطلاب والأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية ورجال الدين المسيحيين.
وعلم أنه سيعقد لقاء بين الأمانة العامة للمدارس الأهلية المسيحية ووزير التربية والتعليم بحضور رئيس الدولة، نهاية الشهر الجاري.

اقرأ أيضا | الأمانة العامة للمدارس الأهلية تفند ادعاءات المعارف

وعلمنا أنه ستعقد الأمانة العامة للمدارس المسيحية مؤتمرا صحفيا إذا لزم الأمر، ستكشف خلاله أسماء المدارس التي هددت وزارة التربية والتعليم بإغلاقها بحجة عدم توفر الميزانيات اللازمة، والتي كانت قد هددت بإغلاقها في رسالة أبرقتها إليها.

وحتى يومنا هذا لا تعرف المدارس الأهلية المسيحية إذا ما كانت ستفتح أبوابها لاستقبال الطلاب في العام الدراسي المقبل أم لا.

اقرأ أيضا | المدارس الأهلية بالبلاد تحذر من أزمة بين إسرائيل والفاتيكان

ويتساءل الطلاب وأهلهم عن إمكانية افتتاح العام الدراسي في المدارس الأهلية المسيحية كالمعتاد، ورصد 'عرب 48' آراء عدد من أعضاء الأمانة العامة للمدارس المسيحية حول هذه القضية واحتمال إعلان الاضراب المفتوح.

ذاهبون إلى الإضراب
من جهته، قال مدير مدرسة مار يوسف بالناصرة، الأستاذ رياض كامل، لـ'عرب 48' إن 'مدارسنا الأهلية في البلاد تعرضت منذ 6 أعوام لسياسة ممنهجة من قبل وزارة التربية والتعليم شملت تقليصات في الميزانيات التي تدفع لمدارسنا، هذه السياسة أوصلتنا إلى وضعية جعلتنا نواجه أزمة حقيقية من ناحية مادية، وقد تكون هنالك انعكاسات على قدرة هذه المدارس بالاستمرار، الأمر الذي اعتدنا عليه حتى الآن. هذه التقليصات تمس بالناحية التعليمية والتحصيلية وقدرة المدرسة على أن تتجاوب مع متطلبات الطلاب. من ناحية ثانية، هناك ما يسمى ببرنامج أفق جديد، هذا البرنامج يتم تطبيقه على جميع معلمي المرحلة الابتدائية ونحن تم استثناءنا من هذا البرنامج، وهذا يمس بقدرات المعلمين وتطورهم من ناحية تعليمية'.

اقرأ أيضا | غطّاس يضع أمام الجمهور ملخّص عمله البرلماني للدورة الصيفية

وأشار إلى أن 'الوزارة حرمتنا من المشاركة بالاستكمالات والدورات التي يشارك بها جميع المعلمين في المدارس الأخرى'.

وتابع 'أعود للنقطة الأولى، وهي أن نسبة الخصم من المستحقات التي كنا نحصل عليها من الوزارة بلغت 45%، بحسب معهد الأبحاث التابع للكنيست نحصل على ما يعادل 34% فقط مما يتم دفعه للمدارس الرسمية في البلاد'.

وأردف 'تدعي الوزارة وبحسب ما نشرته في وسائل الإعلام أننا نحصل على نفس النسبة التي تحصل عليها مدارس المتدينين مثل مدارس 'شاس'، هذا بالمرة غير صحيح، هنالك خبر يشير إلى أن هذه المدارس حصلت على مليار شيكل، وهذه المدارس التي ننتمي نحن وإياها إلى نفس الصيغة، بما يسمى بالمدارس المعترف بها غير الرسمية تحصل على نسبة 100% +تمويل خاص حسب الاتفاق الحكومي الأخير'.

وأكد أنه 'أبرمت اتفاقيات بين الحكومة وهذه المدارس بالحصول على ملايين الشواقل وتم استثناء مدارسنا، وعلى العكس تماما تم خصم ما يعادل 45% من ميزانيات مدارسنا'.

وأضاف 'اقترحوا علينا في وزارة التربية والتعليم أن نرفع قيمة الأقساط المدرسية كي نعوض هذه الخسارة، ونحن نرفض أن نثقل على الطلاب وأهلهم لأن الوضع الاقتصادي للمواطن العربي لا يسمح له برفع الأقساط. لنا الحق أن نحصل على نفس التمويل الذي تحصل عليه المدارس الرسمية وغير الرسمية في البلاد'.

وتطرق إلى التهديد بالإضراب، قائلا إن 'وسائل الإعلام تريد أن تأخذ منا جوابا واحدا ووحيدا وهو الإضراب، ما يهمني هو حل الأزمة'.

وعن المفاوضات مع الوزارة، قال 'وصلنا إلى طريق مسدود مع الوزارة، أجرينا مفاوضات وأوقفت هذه المفاوضات منذ حوالي أربعة شهور، وهناك ادعاء صدر منذ أيام عن الوزارة، بأن المفاوضات لا زالت مفتوحة. أعلنها لكم بشكل رسمي أن المفاوضات غير جارية، لأن مقترحات الوزارة لا تتجاوب مع مطالبنا، لذلك نحن ذاهبون إلى إضراب في مطلع السنة الدراسية. هناك نقطة مهمة جدا، وهي أنه لأول مرة تبرق وزارة التربية والتعليم رسائل إلى المدارس الأهلية في البلاد التي أقيمت قبل قيام الدولة، تعلمها أنها لن تجدد لها الترخيص للسنة المقبلة، ونحن لا نحتج فقط على الناحية المادية، فلأول مرة في تاريخ الدولة يتم إرسال مثل هذه الرسائل والتي لا تسمح للمدارس بالاستمرار'.

وحول إذا ما كان الإضراب سيشمل جميع المدارس الأهلية المسيحية إذا أعلن ، قال 'نحن أقمنا جسما واحدا يمثل جميع المدارس المسيحية في البلاد، لذلك نحن في الأمانة العامة نتحدث باسم جميع المدارس دون استثناء، عدد المسيحيين في البلاد لا يصل إلى 130 ألف نسمة ونحن نصارع من أجل بقاء هذه المدارس لإنها تحافظ على كياننا ليست فقط كمسيحيين، بل تحافظ على وجودنا كعرب في البلاد. يدرس في مدارسنا من المسلمين ما يعادل من المسيحيين، هل يزعج الآخرين أن نسبة النجاح في هذه المدارس هي الأعلى في البلاد؟؟؟. نحن حقيقة حسب معطيات وزارة التربية والتعليم ومكتب الإحصائيات الرسمية حصلنا على أعلى نسبة بنتائج امتحانات البجروت في البلاد. وتخرج من مدارسنا قيادات ومثقفين يحبون شعبهم وينتمون له'.

ودعا إلى إعلان الإضراب التحذيري قائلا 'ندعو إلى الإضراب وكذلك ندعو الأهالي لتسجيل أبنائهم بالمدارس الأخرى لأن الرسائل التي وصلتنا تطالبنا بإغلاق مدارسنا. اعتقدوا أنهم بمثل هذه الرسائل يستفردون بالمدارس الأهلية المسيحية، وردة فعلنا أننا بيت واحد وكتلة واحدة ولنا أمانة عامة تهتم بالجميع. نحن غير متضامنين مع هذه المدارس بل نتضامن مع أنفسنا، وسنصدر بيانا نجيب فيه على عدم الدقة في نقل المعلومات من قبل وزارة التربية والتعليم'.

وأوضح 'نحن جديون جدا وهكذا كنا في السنة الماضية، لكنهم في السنة الماضية اتصلوا بنا وفتحوا معنا باب المفاوضات التي أوصلتنا إلى طريق مسدود'.

نريد حلا سلميا

وقال الأب إلياس ضو لـ'عرب 48' إن 'مشكلة المدارس الأهلية اليوم تأتي كنتاج طبيعي لسياسة تقليصات مستمرة عبر سنوات، ولكن ما أزم الوضع هو إصدار مرسوم عام من قبل وزارة التربية والتعليم تحدد فيه مبلغ رسوم التعليم حيث لا يتعدى 2300 شيكل بينما تصل اليوم إلى 4000-4500 شيكل.

وأكد أن 'فارق المبالغ لا يوجد لها تغطية والكنيسة لا تستطيع تحملها خاصة وأن المباني وصيانتها تقع ضمن مسؤوليتها'.

وتابع 'من جهة أخرى هناك تضييقات أخرى، فلا يوجد إرشاد للمعلمين في القسم الابتدائي ولا توجد دورات استكمال يستطيعون الاشتراك فيها لأنها محصورة بمعلمي برنامج أفق جديد،. هذه السياسة ستكون كارثية على المستوى العلمي لمدارسنا ومجتمعنا العربي برمته حيث عرفت تلك المدارس بمستواها العالي تعليميا وتربويا'.

وأعرب عن أمله أن 'نجد الحل بطريقة سلمية، وبرأيي لا داعي لمظاهرات أو إضرابات لتلبية مطالبنا، لأن كل تقاعس في تلبية مطالبنا المشروعة والعادلة هو تعدي على حق طلابنا وأهاليهم'.

التعليقات