الطيبة: انعقاد جلسة طارئة بالبلدية في أعقاب الهدم

عقدت بلدية الطّيبة، مساء الأحد، جلسة طارئة عقب هدم بيت إبراهيم زبارقة، الواقع غربيّ المدينة، بمشاركة العشرات من القيادات العربيّة في البلاد، حيث حضر نوّاب عن القائمة المشتركة ورؤساء سلطات محليّة وناشطون سياسيّون واجتماعيّون.

الطيبة: انعقاد جلسة طارئة بالبلدية في أعقاب الهدم

عقدت بلدية الطّيبة، مساء الأحد، جلسة طارئة عقب هدم بيت إبراهيم زبارقة، الواقع غربيّ المدينة، بمشاركة العشرات من القيادات العربيّة في البلاد، حيث حضر نوّاب عن القائمة المشتركة ورؤساء سلطات محليّة وناشطون سياسيّون واجتماعيّون. تناولت الجلسة الطّارئة أمر الهدم الذي كان شبحه ماثلاً منذ شهور، لحين قرّرت السّلطات هدمه صباح الأحد.

 وحضر الجلسة كلّ من رئيس بلدية الطّيبة، شعاع منصور وأعضاء البلديّة، وأعضاء الكنيست، د. جمال زحالقة، الشّيخ عبد الحكيم حاجّ يحيى، أيمن عودة، د. أحمد طيبي، عايدة توما، مسعود غنايم، وفد من لجنة المتابعة برئاسة محمّد بركة، ورئيس بلدية قلنسوة عبد الباسط سلامة ومساعديه ولفيف من الناشطين السياسيين من الطيبة وقلنسوة  ورؤساء سلطات محليّة.

هدفت الجلسة للتباحث بأحداث الهدم في الطيبة التي وقعت صباح اليوم، وفي المجتمع العربيّ بشكل عامّ، ولوضع سبل وآليّات لنضال شعبيّ يمنع الهدم القادم.

وفي ختام الجلسة تقرّر عقد مهرجان جماهيريّ حاشد، يوم الخميس المقبل، مكان البيت المهدوم. وكذلك تقرّر التّوجّه، يوم الأحد المقبل، أمام مكتب رئيس الحكومة بالقدس، والتّظاهر من أجل رفع القضيّة لأعلى المستويات السّياسيّة.

افتتح الجلسة رئيس بلديّة الطّيبة، المحامي شعاع مصاروة منصور، الذي قال: 'يؤسفنا جدًا هدم بيت أخي وصديقي إبراهيم زبارقة. لا بدّ من الإشارة إلى أنّنا نسعى في البلديّة لمعالجة الأراضي المقامة عليها البيوت المهدّدة بالهدم منذ أن دخلنا البلدية، ونؤكّد بأنّ البيت الذي هدم اليوم، سوف نعيد بنائه لكن بشكل منظّم'.

وأضاف مصاروة منصور: 'هنالك من يحاول دقّ الفتن وتوجيه أـصابع الاتهام لأعضاء الكنيست والسّلطات المحليّة ولجنة المتابعة، وهذا تصرّف دنيء وغير مقبول. نحن في الطّيبة والطّيرة وقلنسوة يد واحدة، وسنواصل هذا النّهج'.

أمّا رئيس لجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربيّة، محمد بركة، فقال معقّبًا على الهدم: 'يجب البحث في خطوات عمليّة والعمل على تنفيذها بصورة وحدويّة. أقترح إقامة طاقم والتّوجّه للمدارس للحديث عن موضوع الهدم أمام الطّلبة، والاقتراح الثّاني هو تشكيل طاقم قضائيّ وتخطيطيّ لمتابعة القضيّة. أمّا الاقتراح الثّالث فهو تنظيم مهرجان شعبيّ، يوم الخميس القادم، مكان الهدم. والاقتراح الرّابع، تنظيم مظاهرة  في القدس يوم الأحد القادم، خلال جلسة الحكومة حتّى تعلم الحكومة أنّ الجماهير لن تسكت على ما يجري من جرائم هدم بيوت'.

وتابع بركة قائلاً:' لا بدّ من التّكاتف وتعزيز القوّة، وعلينا أن نأخذ الأمور بمحمل الجدّ وأن نكون شعبًا بكلّ معنى الكلمة'.

وقال النّائب د. جمال زحالقة: 'عرضنا على الحكومة حلولاً معقولة ومفاوضات وصفقات عاقلة، تكمن في تنظيم البناء وأن لا ينفّذ هدم خلال العام الحاليّ، إلا أنّ الحكومة ترفض ذلك. فهي جاءت لتتحدّث معنا بلغة البلدوزر، وهذا ما يبيّن أنّ نتنياهو يريد أن يدفعنا نحو المواجهة. يجب أن تكون رسالة واضحة لحكومة إسرائيل بأنّنا لا نريد صدامات ولا مواجهات ولا مظاهرات بل نريد حقوقنا، لكن عندما يتم هدم بيت فسنسعى للدفاع عنه، مهما كلّف الأمر'.

وقال النّائب المهندس عبد الحكيم حاج يحيى: ' قدّمنا اقتراحات لحلّ أزمة البناء غير المرخّص، وعلينا أن نتابع القضيّة كي نجد حلولاً جذريّة لمنع مواصلة هدم البيوت. يجب العمل على إنجاح المظاهرة كي نسمع صرختنا وحتّى يشاهد نتنياهو وزمرته أنّ المجتمع العربيّ لن يصمت'.

وعقّبت النّائبة عايدة توما: 'آن الأوان لمحاربة حملة التّحريض العنصريّة تجاه المواطنين العرب، وسياسة هدم البيوت المهدّدة بالهدم. الدّولة تعتدي علينا بشكل شرس ومن يعتدى عليه أبسط ما يمكن أن يقوم به هو الدّفاع عن نفسه، ومن حقّ كلّ إنسان الدّفاع عن نفسه في ظلّ هذه السّياسة الهمجيّة، وإذا لم تكن ردّة فعلنا على حجم الحدث فسيكون وضعنا سيء للغاية والهدم سيستمرّ'.

وأضاف النّائب المحامي أيمن عودة: 'مشهد الهدم يثير الغضب لدى كل إنسان حرّ وهو مشهد مؤلم بكلّ المقاييس. أنا واثق أنّ ملفّ المواطنين العرب موجود بيد نتنياهو شخصيًّا، وهو يتعامل معنا من باب نزع الشّرعيّة والشّيطنة والتّحريض. لذلك الأمر يتطلّب منّا ردًّا نوعيًّا، فنحن مطالبون بالعمل بجديّة من أجل حضور آلاف مؤلّفة إلى موقع الحدث'.

كما قال: 'سندرس إمكانيّة خيمة اعتصام أمام مكتب رئيس الحكومة حتى تكون رسالتنا أقوى من أيّ مرّة كانت'.

وقال النّائب مسعود غنايم: 'قضيّة نقل كل مسألة الهدم لوزارة الأمن الداخليّ يشير إلى أنّنا أمام مرحلة قاسية جدًا تمثّل تحدّيًا لنضالنا'.

أمّأ رئيس بلدية قلنسوة، عبد الباسط سلامة، فقال : 'نحن لسنا هواة بناء بدون ترخيص، لكن ما هو الحل؟ بعد أيّام ستنتهي مدّة تجميد هدم بيوت أخرى، والسّؤال هنا كيف يمكن لنا أن نوقف هذه السّياسة. نحن نريد حلولاً على أرض الواقع، ونرغب في أن نحصل على حقوقنا الكاملة لنعيش في بيوتنا بعزّة وكرامة. لا يكفي أن نسمع وعودات بلا رصيد، بل لا بد أن نسعى لإقامة تخطيط مفصّل ومدروس لننهي القضيّة'.

وعلّق المحامي قيس ناصر، موكّل الدّفاع عن البيوت المهدّدة بالهدم، قائلاً : 'التّجربة التي حصلت اليوم دلّت أنّ هذه الدّولة لا تحترم مواطنيها العرب ولا المحاكم. حينما توجّه لي يوم الأربعاء الماضي إبراهيم زبارقة، صاحب البيت المهدوم توجّهنا للمحكمة لتجميد أمر الهدم، وقد حصلنا على قرار التّجميد إلّا أنّ الدّولة قرّرت الهدم بأيّ ثمن. أنا مع اقتراحات لجنة المتابعة بكلّ معنى الكلمة، فنحن أمام دولة لا تحترم أي من القرارات التي تعنى بشؤون الجماهير العربية'.

وقال عضو المكتب السّياسيّ للحركة الإسلاميّة، الشّق الشّماليّ، عبد الحكيم مفيد: 'نحن دائمًا من ندفع الثمن، والمثلّث الآن يقع على ما يبدو تحت طائلة الهجوم بسبب حظر الحركة الإسلاميّة. المسألة لا تتعلّق بموضوع الهدم فقط، بل هي عبارة عن الكثير من الرّسائل التي من شأنها أن تزيد من تهميش المجتمع العربي'.

وقال عضو بلدية الطيبة، حاتم جابر: 'يجب أن يكون لدينا غرفة طوارئ كي نبحث كلّ الخطوات ووقف الهدم حتى يتمّ ضمّ المنطقة المقام عليها البيوت المهدّدة بالهدم ضمن التّخطيط والبناء. أنا مع اقتراحات لجنة المتابعة المقترحة من رئيسها محمّد بركة، لكن أقترح أيضًا الإعلان عن إضراب شامل في المدن الثلاث، الطيبة، الطّيرة وقلنسوة، حتى نقوّي من صرختنا'.

وأضاف عضو بلدية الطيبة، سامي ياسين : 'يجب أن نغيّر طرق النّضال، ونستطيع القيام بمثل هذه الخطوات، فعلى سبيل المثال يمكن العمل على سلسلة بشريّة على شارع 444 أو شارع 6 كذلك مقابل مكتب رئيس الحكومة، أمّا أن نقيم مهرجانًا مكان الهدم فهذا لن يغيّر أيّ اهتمام لدى الحكومة'.

وعقّب عضو بلدية الطيبة، الشّيخ سعد عمشة: 'منظر رهيب جدًا عندما رأينا جرّافات الهدم تهدم بيتًا جميلاً قام صاحبه ببنائه على مدار سنوات طويلة. القضيّة ليست بسيطة، وتاريخ الطّيبة حافل بالهدم، وجميع نشطاء اللجنة الشّعبيّة وقفوا أمام هذا الظّلم والإجحاف'.

وقال عضو بلدية الطيبة، شحادة عازم: 'هنالك مزايدة على أعضاء البلديّة والسّلطة المحليّة بسبب الهدم، إذ نؤكّد أنّنا نواجه نفس الخطر، ونسير في نفس القافلة، ولهذا السّبب لن نسمح من الآن وصاعدًا بهدم أيّ بيت مهما كان'.

وعلّق رئيس اللجنة الشّعبيّة للدفاع عن الأرض والمسكن في الطّيبة د. زهير طيبي: 'أطلب من كلّ إنسان في الطّيبة أن يقف مع أصحاب البيوت المهدّدة بالهدم، لأنّهم يمرّون بأصعب الظّروف وعلينا أن نقف إلى جانبهم وألاّ نفرّط بهم ولا بأيّ شكل من الأشكال'.

 

 

 

التعليقات