زعبي لقيادات "سيريزا": لا تساووا بين الضحية والجلاد!

حلّت النّائبة عن حزب التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، حنين زعبي، أمس الخميس، ضيفة على مسؤولي وبرلمانيّي الحزب الحاكم في اليونان، "سيريزا"، وذلك من خلال اجتماع عقد في مقرّات الحزب في العاصمة أثينا.

زعبي لقيادات "سيريزا": لا تساووا بين الضحية والجلاد!

حلّت النّائبة عن حزب التّجمّع الوطنيّ الدّيمقراطيّ، حنين زعبي، أمس الخميس، ضيفة على  مسؤولي وبرلمانيّي الحزب الحاكم في اليونان، 'سيريزا'، وذلك من خلال اجتماع عقد في مقرّات الحزب في العاصمة أثينا.

وتأتي هذه الزّيارة بدعوة من الجالية الفلسطينيّة في اليونان.

وشارك بالاجتماع مجموعة من أعضاء المكتب السّياسيّ، بالإضافة لأعضاء برلمان ومسؤولي العلاقات الخارجيّة بالحزب، كما شارك كلّ من رئيس الجالية، السّيّد محمّد أبو عصبة، ونائبه السيد إمطانس بربارة.

بحث الاجتماع التّصعيدات الإسرائيليّة الأخيرة ضدّ الفلسطينيّين، ومنها التّصعيد السّياسيّ بتجريم العمل السّياسيّ الفلسطينيّ من خلال إبعاد نوّاب التّجمع ومحاولة سنّ قانون 'الإقصاء' وحظر الحركة الإسلاميّة وملاحقة النّاشطين والسّياسيّين. وأضافت زعبي أنّ إسرائيل تمارس تطهيرًا سياسيًّا، بعد أن فهمت أن التّطهير العرقيّ للفلسطينيّين عام 48، لم يقض تمامًا على القضيّة الفلسطينيّة كما أرادت.

وطرحت النّائبة أهميّة الدّور الأوروبيّ، مشيرةً إلى أهميّة الصّورة الدّيمقراطيّة التي ترسمها إسرائيل لنفسها، ومدى الحرص الإسرائيليّ على 'شرعيّة' سياساتها، وأنّ الكشف عن زيف هذه الإدّعاءات، قد لا يغيّر شبكة المصالح الدّوليّة المرتبطة بإسرائيل، لكنّه بالتّأكيد يحرج أصدقاءها وداعميها، ويحرّك من يقف على الحياد ويقوّي ادّعاءات المناصرين للقضيّة الفلسطينيّة.

يأتي هذا الاجتماع بعد تصريحات عدّة لرئيس وزراء اليونان، أليكسيس تسيبراس، حول أهميّة إعادة العلاقات الاقتصاديّة والإستراتيجيّة مع إسرائيل، وهو الرّئيس الذي يعدّ مناصرًا للقضيّة الفلسطينيّة وابنًا لحزب 'سيريزا' والمعروف تاريخيًّا منذ تأسيسه،  كحزب يساريّ، يدافع عن حقّ الشّعب الفلسطينيّ وقضيّته العادلة بسلّم أولويّاته، فما الذي حدث؟

طرحت زعبي هذا السّؤال لبرلمانيّي سيريزا بعد أن قدّمت لهم شرحًا وافيًا حول القوانين العنصريّة في إسرائيل، ومن ضمنها تلك التي سُنّت مُؤخّرًا، وتلك التي في طريقها، وحول استطلاعات الرّأي الأخيرة التي أجراها المعهد الأميركيّ 'بيف'،  وحول النّجاح الإسرائيليّ في عدم دفع ثمن جرائمها وعنصريّتها، بل ونجاحها في الحفاظ على صورتها على أنّها 'الدّولة الدّيمقراطيّة الوحيدة في الغابة العربيّة'  وعلى أنّها أيضًا ' ممثّلة القيم الغربيّة'، كما أنّها تنجح في عدم دفع الثّمن، لا عمليًّا ولا أخلاقيًّا، وبعض أسباب ذلك  سكوت حكومات أوروبا عن تجاوزاتها الخطيرة بحقّ الفلسطينيّين.

وفي هذا السّياق انتقدت زعبي تغيّر سياسات حزب سيريزا الحاكم تجاه إسرائيل، بالإضافة إلى إخلالها بوعودها للجالية الفلسطينيّة في اليونان، ومنها وعدها بإلغاء المناورات العسكريّة مع إسرائيل، وتبنّي الحكومة اليونانيّة قرار البرلمان اليونانيّ بالاعتراف بالدّولة الفلسطينيّة، إلّا أنّ هذا لم يحصل، بل بالعكس قام رئيس الحكومة تسيبراس، بزيارة إسرائيل، دون حتّى اتّخاذ أيّ موقف تجاه القتل اليوميّ الذي تمارسه إسرائيل بحقّ أطفال وشباب فلسطين في القدس.

وأكملت زعبي 'نحن نناضل كفلسطينيّين أصحاب وطن وحقّ،  وليس فقط كمواطنين، لذلك علينا النّظر في كلّ حادث أو تصعيد من منظور أوسع يحاكي علنًا السّؤال الأهمّ: لماذا تستمرّ إسرائيل بسياستها ولماذا تصعّد تجريمها اليوميّ بحقّنا؟ جزء من هذا الاستقواء يعود إلى أنّ إسرائيل لا تجد من تواجهه غيرنا، فهي تحظى بتنسيق أمنيّ يريحها، ويجعلها تستشرس وتحظى بصورة جيّدة في نفس الوقت'.

وأضافت زعبي أنّ سؤال دعم القضيّة الفلسطينيّة عليه 'أَلّا ينحصر في تأييد أو عدم تأييد الإعلان عن الدّولة الفلسطينيّة، بل يكمن أساسًا في تصويب إصبع الاتّهام الواضح نحو من يقتل الأطفال  بمعدّل طفل كل 3.6 أيّام، ومن يسرق البيوت والأرض، ومن يعادي حقوق الإنسان والعدالة'.

ويواجه الحزب الحاكم أوضاع اليونان الاقتصاديّة الصّعبة وبطالة تبلغ 30% ببن الشّباب، عبر التّقرّب من الاتّحاد الأوروبيّ ومن إسرائيل طمعًا في تفاهم يوناني- إسرائيليّ حول حقول الغاز.

هذا وأعلن الحزب عن نيّته تنظيم لقاء قريب مع القيادة العربيّة في الدّاخل، يتمّ من خلالها بحث الإجراءات الإسرائيليّة الأخيرة حول قوانين الهدم والمصادرة والاستمرار في محاولات طرد السّكّان العرب في النّقب.

 يُذكر أنّ هناك انتقادات حادّة من قبل أعضاء وشبيبة 'سيريزا' وأحزاب أخرى كالحزب الشّيوعيّ اليونانيّ حول المواقف الأخيرة للحكومة اليونانيّة تتعلّق بتغيير سياستها تجاه إسرائيل.

ديمتروس: 'أعلنا رفضنا لسياسة الحكومة اليونانية مع إسرائيل، والحكومة الحالية هي قناع يساري مزيف'

بالإضافة لذلك اجتمعت زعبي برفقة السيدين أبو عصبة وبربارة، مع الأمين العامّ للحزب الشّيوعيّ اليونانيّ السيد كوتسوبس ديمتريوس، وذلك في مقرّ الحزب بأثينا.

أعلن من خلاله الأمين العامّ رفض الحزب للتنسيقات الأخيرة بين الحكومة وإسرائيل، والتي ذكر أنّها لا تفيد اليونان وتقدّم خدمة مجانيّة لدولة تمارس إجرامًا بحقّ الفلسطينيّين والمنطقة ككلّ.

في البداية طرحت زعبي أهميّة تركيز خطاب التّضامن الدّوليّ، ومن ضمنها خطاب الأحزاب السّياسيّة  على العنصريّة والقوانين والسّياسات الكولونياليّة، حيث لا تستطيع إسرائيل الرّدّ بأنّها 'تحارب الإرهاب، بل يبدو واضحاً أنّها 'تحارب الفلسطينيّين'، وأنّ عدوّها ليس ' الإرهاب'، بل 'الدّيمقراطيّة'.

وطالبت زعبي محاسبة إسرائيل، وتكثيف الضّغوطات عليها، وخصّيصًا مخطّط برافر، وقانون الإبعاد.

وفي هذا  السّياق ذكر ديمتريوس أنّ الحزب منذ تأسيسه تبنّى القضيّة الفلسطينيّة وحقّ الشّعب الفلسطينيّ في أعلى سلّم  أولويّات نشاطه السّياسيّ، وأنّه على اطّلاع عامّ على ظروف نضال الفلسطينيّين وجرائم إسرائيل، كما أنّه مطّلع بشكل مكثّف على العمل البرلمانيّ للنوّاب العرب والقرار الذي صدر بحقّ نوّاب التّجمّع، مصرّحًا بأنّ 'إسرائيل تجاوزت كلّ الخطوط الحمراء، وداست على قيم العدالة العالميّة وعلى القيم الدّيمقراطيّة، من خلال الاستمرار في الاستيطان والاستمرار في ملاحقة وأسر النّاشطين السّياسيّين، ولا يمكن أن يكون هناك أيّ هدوء في المنطقة في حال استمرّت إسرائيل بسياساتها'.

وشدّد على أنّ اليونان تعيش حالة من التّخبّط، وأنّ قراراتها مرتبطة بتفسير خاطئ لارتباطات المصالح اليونانيّة بالولايات المتّحدة الأميركيّة وإسرائيل، حيث قال: 'إنّ عدم وجود موقف واضح وعدم اتّخاذ خطوات فعليّة ضدّ إجرام إسرائيل، من قبل بعض الأحزاب اليونانيّة، يعني حالة من الأمنيات والأوهام تجاه القضيّة الفلسطينيّة'.

جدير بالذّكر، أنّ زيارة زعبي حظيت باهتمام إعلاميّ واسع في اليونان، فبالإضافة للقاءات الصّحافيّة، ظهرت النّائبة يوم أمس في مقابلة إذاعيّة للإذاعة البرتقاليّة 'بورتوكالي' الشّهيرة والتّابعة للحزب الحاكم، تحدّثت فيها عن لقاءاتها واجتماعاتها في اليونان وعن لقائها القادم مع الجالية الفلسطينيّة لمشاركتها  بإحياء يوم الأرض ومع الحركات الطّلّابيّة اليونانيّة، وتطوير التّضامن الأوروبيّ والدّوليّ مع  قضيّة شعبنا العادلة، وتسييس خطاب التّضامن، ومدّه بالمعلومات اللازمة.

اقرأ/ي أيضًا | التقارب الإسرائيلي - اليوناني - القبرصي: كتلة جيو-سياسية جديدة

وأنهت زعبي المقابلة حيث قالت: 'دعوا إسرائيل تتحدّث عن نفسها، بنادقها الموجّهة لشعبنا تدّعي أنّها 'ديمقراطيّة تحارب الإرهاب'، دعوا قوانينها وتصريحات وزرائها إذًا، تحكي قصّة عدائها للديمقراطيّة'.

التعليقات