شفاعمرو: مسيرة المشاعل الصامتة حدادًا على ميرفت أبو جليل

انطلقت مسيرة المشاعل الصّامتة، عند تمام السّاعة السّابعة والنّصف بمشاركة عدد كبير من أهالي الفقيدة ميرفت زيدان أبو جليل، ومن عموم أهالي شفاعمرو، الذين حضروا ليؤازروا العائلة في مصابها الأليم.

شفاعمرو: مسيرة المشاعل الصامتة حدادًا على ميرفت أبو جليل

انطلقت مسيرة المشاعل الصّامتة، عند تمام السّاعة السّابعة والنّصف بمشاركة عدد كبير من أهالي الفقيدة ميرفت زيدان أبو جليل، ومن عموم أهالي شفاعمرو، الذين حضروا ليؤازروا العائلة في مصابها الأليم.

وقد انطلقت المسيرة من أمام دوّار بلديّة شفاعمرو، حيث رفع مجلس الطّلّاب والشّبيبة البلديّ وفرق القادة الشّباب شعارات تستنكر العنف وتدين عمليّة القتل التي ارتكبها سارق أجرم بحقّ أمّ ويتّم أطفالها الأربعة.

لم تكن مستهجنة، هذه المشاركة الواسعة في مسيرة المشاعل التي أقيمت إكرامًا لروح الرّاحلة المغدورة ميرفت زيدان أبو جليل، التي قُتلت بدم بارد من مجرم لا يملك أيّ وازع مِن ضمير إنسانيّ.

وخلال المسيرة التي انطلقت مساء اليوم، سمعت من كثيرين حديثًا فيه ألم كبير، على رحيل الفقيدة، قالوا فيها إنّها إنسانة معطاءة ومحبّة ومضحّية وقويّة بصمودها وتربيتها لأبنائها تربية صالحة.

رحلت ميرفت، وتركت ورائها حبًّا كبيرًا، المئات شاركوا في المسيرة، إكرامًا لهذه السيّدة المضحّية.

لم يكن ليخطر ببالي أنني سأسير في مسيرة مشاعل صامتة لأغيّر من واقع ظالم وقاس، ما يجري هو في الحقيقة "غياب الشّرف"، هنا يأتي الواقع الصّعب الذي لا يحاسب القاتلين، ولا يدينهم على جرائمهم. هنا يأتي انتهاك الإنسانيّة والأخلاقيّة والمبادئ والدّين ويمزّق شمل عائلة كانت مترابطة. لم أعرفها لكنني سمعت عن أخلاقها، سمعت من صديقتي أنّها إنسانة مكافحة، أنّها تعمل من أجل قوت أبنائها، أنّها جميلة ليس بالشّكل فحسب وإنّما بالأخلاق واللسان المعسول أيضًا. وفي ليلة غمرها الظلام اقترف المجرم أكثر من جريمة، اقتحام حرمة البيت، وقتل سيّدته، وطعن الابن، فهل هناك أكبرُ مِن هذه الجريمة، لنقول "كفى".

وفي حديث مع رئيس بلديّة شفاعمرو الأستاذ أمين عنبتاوي، تحدّث لموقع عرب 48 قائلًا إنّه يجب اجتثاث جريمة العنف والقتل، وعلى الجماهير العربيّة أن تقف صفًّا واحدًا في مواجهة هذه الجرائم الخطيرة، مؤكّدًا أنّ البلديّة لن تصمت وسيكون لها دور كبير في مواجهة العنف من خلال تنشئة جيل يتمّ توعيته من الصّغر، من البيت وصولًا إلى التّثقيف والتّوعية من قبل المسؤولين من معلّمين ومختصّين لمنع الجريمة التي تزهق أرواح أبرياء دون ذنب، كما جرى مع الضّحية التي رحلت أمام أعين أطفالها دون وازع من ضمير.

وتحدّث عضو بلديّة شفاعمرو، مراد حدّاد عن الجريمة، قائلًا إنّ الضّحية ميرفت رحلت لكنّ أهل شفاعمرو جميعًا يقفون إلى جانب العائلة لمؤازرتها ولمساندتها ومنع ارتكاب جريمة أخرى.

وشدّد حدّاد على التّوعية في البيت، وعلى ضرورة تغيير الواقع والتّشديد على الإنسانيّة والأخلاق، مثلما جاء في الشّعارات التي سار بها المحتجّون وصولًا إلى النّصب التّذكاريّ لشهداء شفاعمرو، حيث وقف المشاركون في المسيرة دقيقة حداد، وتحدّث رئيس البلديّة لأهالي الفقيدة، مشدّدًا على مساندة كافّة أبناء شفاعمرو، لهذه العائلة بمصابها الأليم، آملاً ألّا تأتي جريمة أخرى، فلا مبرّر بعد اليوم لاقتراف المجرمين أيّ تصرّف عنيف، بعد اليوم.

يُشار إلى أنّ المسيرة التي انطلقت من أمام بلديّة شفاعمرو باتّجاه النّصب التّذكاريّ، جرت بطريقة مشرّفة، وسط هدوء وحزن على فقدان الضّحية ميرفت زيدان أبو جليل، وكانت المشاركة كبيرة اتّسمت بالصّمت على قدر الحدث الجلل الذي وقع.


وما يؤكّد على أهميّة وقيمة هذه المسيرة التي تبثّ رسالة أخوّة ومحبّة بين أبناء البلد الواحد، حيث شارك في المسيرة المئات، من طوائف مختلفة، ما يدلّ على العلاقات والمحبّة والتّضامن والدّعم للعائلة ولكلّ من يمكن أن يتعرّض للمسّ من قبل شخص أرعن، لا يحمل في قلبه أيّ معنى للضمير والإنسانيّة.

التعليقات