عبد الفتاح يلتقي كوربين في لندن

دعا أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، في لقائه مع قائد حزب العمال البريطاني، اليساري جيرمي كورين في مكتبه، وفي لقاء آخر منفصل مع حوالي مائه من قادة حركة التضامن البريطانية الفلسطينية إلى عدم التزحزح أمام هجمة اللوبي

عبد الفتاح يلتقي كوربين في لندن

أمين عام التجمع الوطني خلال لقائه بزعيم حزب العمال البريطاني

دعا أمين عام التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، خلال لقائه مع زعيم حزب العمال البريطاني، اليساري جيرمي كورين في مكتبه بلندن أمس، وفي لقاء آخر منفصل مع حوالي مئة من قادة حركة التضامن البريطانية الفلسطينية إلى عدم التزحزح أمام هجمة اللوبي الصهيوني، المدعوم من الحكومة الإسرائيلية، وذلك في اليوم الأول من جولته، في عدد من المدن البريطانية، الأربعاء، والتي ستستمر لأسبوع كامل. 

ويتعرض كوربين منذ انتخابه غير المتوقع زعيمًا لحزب العمال لحملتين عدائيتين شرستين، واحدة من الجناح اليميني لحزب العمال الذي يرى فيه يساريا راديكاليا وغير مناسب لأن يكون مرشحَ الحزب لرئاسة حكومة بريطانيا، وحملة أخرى من اللوبي الصهيوني المدعوم من إسرائيل، بسبب مواقفه المبدئية المناهضة للاحتلال والصهيونية. 

وحضر اللقاء مع القائد العمالي كوربين مستشارُه، شيمس ميلين، وهو أشهر كتاب الأعمدة في صحيفة 'ذي غارديان'، ومطلع على واقع العرب في إسرائيل، كما حضر برنارد ريغان، أحد أبرز قادة حركة التضامن الفلسطينية، وقائد سابق في نقابة المعلمين البريطانية، إضافة إلى عدد من مساعدي كوبين.

وانقسم اللقاء إلى قسمين: الأول حول واقع القضية الفلسطينية الراهن، وبشكل خاص واقع الفلسطينيين داخل إسرائيل، إذ أبدى كوربين اهتماما بمعرفة ماهية إستراتيجية الفلسطينيين في إسرائيل، بعد كل  التحولات  الجارية التي يمر به الصراع، وحول ماهية التهديد الأكثر خطورة الذي يواجههم. ويذكر أن كوربين كان قد استضاف عبد الفتاح في قاعة مجلس العموم البريطاني، حيث قدم محاضرةً عن واقع فلسطينيي الداخل في العامم 2008.

وقدّم عبد الفتاح خلفية سريعة عما يجري الآن، متطرقًا إلى ما يقوم به الفلسطينيون مؤخرًا لمواجهة الحملة التحريضية الدموية، ومخططات المصادرة والهدم والحصار والقوانين العنصرية والخطوات القمعية الشديدة المتمثلة بحظر الحركة الإسلامية وملاحقة قياداتها، والتهديد بحظر حزب التجمع، والتحريض المستمر الذي يقوده رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو شخصيًا ضد المواطنين العرب وضد حزب التجمع قياداته.

وشرح عبد الفتاح أهداف جولته بأن من أهمها مواصلة تعريف العالم بالظلم اللاحق بجزء من الشعب الفلسطيني، الذي تم إهماله ونسيانه لفترة طويلة جدًا تحت نظام القهر العنصري الكولونيالي، كما أكد على أهمية وضرورة توجيه المزيد من الضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحملة والمخططات العدوانية.

وأكد أنه لم يعد بالإمكان الحديث عن القضية الفلسطينية والحلول دون معالجة محنة فلسطينيي الداخل. 

أما في القسم الثاني من اللقاء، فقد تطرق كوربين ومستشاره إلى ما يقوم به الحزب من تحضيرات لحملة مضادة لحملة اللوبي الصهيوني، الذي يتهم قيادة الحزب الجديدة كذبا وزورا بأنها معادية السامية.

وقال كوربين إنه أقام لجنة تحقيق خاصة، أعلنت عن حاجتها لمساهمة كل من يستطيع في تقديم مواد عن ظاهرة الإسلافومبيا وظاهرة اللاسامية، والفرق بين الصهيونية واللاسامية. وأكد أن حزبه يفرق بين الصهيونية كحركة عنصرية، واللاسامية كظاهرة عنصرية مرفوضة، فيما أعرب عبد الفتاح عن استعداده للمساهمة في ذلك.

وسبق ذلك اللقاء، لقاء مع 'وزيرة حكومة الظلّ حول الشرق الأوسط' في حزب العمال البريطاني، ديانا جونسون، المعروفة بتعاطفها مع إسرائيل، وقدّم عبد الفتاح لها خلفية عن واقع علاقة إسرائيل مع 20% من المواطنين في إسرائيل، أي المواطنين العرب، وعن حقيقة السياسة الإسرائيلية المعادية، والآخذه في التصاعد، وطالبها بموقف حازم رافض لهذه السياسة.

كما جرى لقاء مع مجموعة أعضاء برلمان من أصدقاء الشعب الفلسطيني، واتفق على تنسيق التعاون بخصوص مواجهة السياسية الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني بما فيه الفلسطينيين في إسرائيل.

لقاء آخر مع قادة حركة التضامن في ذكرى النكبة الثامنة والستيّن

وفي المساء من نفس اليوم، وفي إطار إحياء ذكرى النكبة، قدم عبد الفتاح محاضرة شاملة، نظمتها حركة التضامن الفلسطينية، شارك فيها، أيضًا، برنارد ريعان، الذي تحدث عن بحثه لشهادة الدكتوراة التي خصصها لوعد بلفور، وكذلك عن زيارته الأخيرة لفلسطين، وعن المعاناة التي شهدها هناك.

هذا وشارك العديد من القادة في النقاش، وأعربوا عن ضرورة التصدي لحملة اللوبي الصهيوني وزيادة الدعم الفلسطيني. وقدّموا مداخلات هامه واقتراحات لكيفية صد الهجمة عن حركة التضامن وكوربين، منوهين أن القضيه الأساس هي قضية فلسطين، التي يعمل اللوبي الصهيوني على حرف الانشغال بها نحو إشغال المتضامنين في الدفاع عن أنفسهم أمام هذا اللوبي الخطير. 

يذكر أن أمين عام التجمع مدعو من منظمتين بريطانيتين، الأولى منظمة لجنة التضامن البريطانية مع فلسطين (PSC)، والثانية مجموعة الدولة الديمقراطية الواحدة، في إطار برنامجين منفصلين.

اقرأ/ي أيضًا| رام الله: عبد الفتاح يلتقي لجنة التضامن البريطانية-الفلسطينية

وسيتحدث عبد الفتاح عن موقفه الداعم لفكرة الدولة الواحدة، وبشكل خاص عن دور فلسطينيي الداخل في هذا المشروع الوطني الديمقراطي.

التعليقات