كرم الصاحب بالناصرة: أطفال في مرمى الخطر

صالحيّة عكّاوي، تقطن هي وابنها الوحيد وزوجها في حيّ "كرم الصّاحب" في النّاصرة، تعاني من ضيق في التّنفّس، من مرض السّرطان ومن السّكّري، وفي أجواء تشتدّ فيها رائحة النّفايات التي تملؤ الحيّ، فإنّ ضيق التّنفّس يشتدّ عليها، وخاصّة صيفًا

كرم الصاحب بالناصرة: أطفال في مرمى الخطر

صالحيّة عكّاوي، تقطن هي وابنها الوحيد وزوجها في حيّ 'كرم الصّاحب' في النّاصرة، تعاني من ضيق في التّنفّس، من مرض السّرطان ومن السّكّري، وفي أجواء تشتدّ فيها رائحة النّفايات التي تملؤ الحيّ، فإنّ ضيق التّنفّس يشتدّ عليها، وخاصّة في فصل الصيف. كلّ هذا، ما هو إلّا بجزء من النّواقص التي يشهدها الحيّ، والتي تنعكس على المواطنين بشكل مباشر.

لا يلقبه البعض بحيّ 'كرم الصّاحب'، بل الحيّ المنسيّ، وهو الحيّ الذي افتقد للكثير من البنية التّحتيّة والخدمات العامّة، والتي بات نقصها يؤثّر سلبًا على صحّة وسلامة المواطنين في ظلّ وضع الحيّ المفتقد للخدمات الأساسيّة وللبيئة السّليمة، عدا عن افتقاد الحيّ للخدمات الدّنيا المتمثّلة بأبسط وسائل الحماية والأمن والأمان، مثل أرصفة للطرقات وحوافّ لحماية المشاة من السّقوط.

الخدمات في الهواء

أكوام من النّفايات المتراكمة باتت جبالًا في أكثر من موقع، هكذا يبدو الحيّ الذي لا رقابة فيه على العشرات ممّن ألقوا بنفاياتهم على اختلافها، المنزليّة، الصّلبة وحتّى مخلّفات البناء، في أراض هي عبار عمّا تبقّى من مساحات طبيعيّة جبليّة تابعة للحيّ.

تتحدّث عكّاوي لعرب 48 عن نقص الخدمات في الحيّ وكيف تؤثّر على حياتها سلبًا، مشيرةً إلى أنّها تعاني من عدّة أمراض، ومنها ضيق في التّنفّس، ناهيك عن تأثير الرّوائح الكريهة على جسدها، ففي فصل الصّيف لا تستطيع فتح نافذة أو الخروج من المنزل بسبب الرّوائح البغيضة للنفايات، ناهيك عن رائحة المجاري التي تفيض بين كلّ فترة وفترة.

وتضيف عكّاوي أنّ النّفايات تؤثّر سلبًا على صحّتها، وهي كذلك مسيئة للمظهر العامّ، وتقترح أن تقوم البلديّة بتنظيف المكان وتخالف كلّ من يقوم بكبّ النّفايات في المنطقة بأقصى الغرامات الماليّة، فقبالة منزلها يقومون دومًا بإلقاء نفاياتهم دون أيّ رقيب أو حسيب.

وتقول عكّاوي 'وفي فصل الشّتاء هناك نقص في عَبّارات المياه، وهذا النّقص يؤدّي إلى غرق المنطقة المحيطة بمنزلي ممّا يتسبّب بتعطيل حياتي، وذلك بسبب أنّ المياه تركد في أسفل الحيّ، حيث أقطن، فحتّى المياه البسيطة تقوم بالتّدفّق إلى منزلي'.

انعدام الأمان

لم يحظ الحيّ حتّى الآن، في القرن الحادي والعشرين، بأيّ إنارة أو إضاءة ليليّة، فالمنطقة غير مجهّزة بعواميد الكهرباء، وهي المنطقة الخطرة ليلًا، كما تشير عكّاوي، فإنّها 'لا ترى اصبعها في الليل' على حدّ تعبيرها. وتزداد خطورة عدم وجودة كهرباء في المنطقة، خاصةً أنّها تحتوي على الحيوانات والزواحف الخطرة، ومن هنا تتوسّع عكّاوي بشرح ما تعانيه من الزّواحف التي وجدتها في بيتها، كالأفاعي كبيرة الحجم 'في كثير من الأحيان تقوم القطط بقتل الأفاعي ورميها أمام منزلي، وفي بعض الأحيان كان زوجي أو الجيران يقومون بقتل الأفاعي، عدا عن وجود الفئران كذلك، ممّا يؤثر على صحّتي النّفسيّة'.

ومن جهة أخرى يفيد المواطن إبراهيم زيتاوي لعرب48 أنّ الحيّ وبرغم عمل البلديّة فيه، إلّا أنّه لا يزال يعاني نقصًا حادًّا في وجود المدارس والنّوادي للأطفال، 'الذين يلعبون في الشّارع، ولا توجد لهم أماكن حاضنة كالنّوادي والمراكز الجماهيريّة، كما أنّه لا يوجد أرصفة للمشي عليها، وهذا يشكّل خطرًا على حياة المواطنين، وفي بعض المرّات كانت هناك حوادث سير بسبب انكشاف حوافّ الشّوارع، وهناك سيّارات سقطت عن الحوافّ الخطرة'.

الأطفال ضحيّة

المواطن بهاء زعبي يفيد بأنّ ابنه يظلّ حبيس المنزل ولا يسمح له بالخروج، وذلك بسبب أنّ لا مكان آمنًا للأطفال في الحيّ، فوجود الأطفال في الشّارع في فصل الصّيف خطر، ومن الممكن أن يعرّضهم لمخاطر لدغ الأفاعي أو الشّمس الحارقة أو الدّهس.

وتعتبر المواطنة إخلاص زعبي أنّ كثيرًا من الأمور تنقصها، وخاصّة الأمان للأطفال، فهناك خطر على حياة الأطفال بسبب عدم وجود مراكز أو حدائق آمنة يلهون بها، واليوم نحن على أبواب فرصة الصّيف، والتي تبلغ مدّتها شهرين، وبهذا لا مكان للأطفال للذهاب إليه سوى الشّارع.

وطالبت زعبي بوجود ناد مجهّز ومركز رعاية صحيّة ومدرسة، في ظلّ احتياطيّ الأراضي الكبير المتواجد في المنطقة، فكثير من الأمور الأساسيّة للحياة اليوميّة بعيدة عنها وتحتاج الخروج من الحيّ بالمواصلات.

ويفيد المواطن علي شيخ سليمان أنّه لا يوجد مكان يلجأ له الأطفال، رغم أنّ 'كرم الصّاحب' حيّ كبير، لكنه يفتقد لرياض الأطفال والمراكز الجماهيريّة، والأطفال لا ملجأ لهم سوى الشّارع، بالرّغم من خطره.

وأفاد شيخ سليمان أنّ الخدمات تحسّنت بشكل طفيف بتعبيد الشّوارع ومدّ خطيّ باص إلينا، ولكن لازالت الخدمات غير متوفّرة، مطالبًا بالنّظافة العامّة، وتوفير الإنارة ومركز بريد وملاعب للأطفال وأرصفة تضمن الأمان.

اقرأ/ي ايضًا| أم بطين بالنقب: انعدام الخدمات رغم الاعتراف

وفي هذا الصّدد قال زعبي 'البلديّة بدأت بالعمل في الآونة الأخيرة، ولكن هناك نقصًا كبيرًا في الأرصفة، ووجود تظليل لمحطّات باص للاحتماء بها من برد الشتاء وحرّ الصّيف'.

التعليقات