عقدت بلديّة الطّيبة مساء أمس الخميس، جلسة عاجلة كانت قد دعت إليها قبل يومين، هدفت بالأساس إلى تمرير المصادقة على الانضمام لاتّحاد مياه وادي عارة، ما أثار جدلًا وسخطًا جماهيريّين في المدينة.
ومن القرارات التي تمخّضت عن الجلسة، المصادقة على انضمام بلديّة الطّيبة لاتّحاد المياه والصّرف الصحيّ 'وادي عارة'؛ والمصادقة على حقّ التّوقيع للسيّد رائد مصاروة، محاسب البلديّة؛ والمصادقة على تعيين السّيّد تيسير مصاروة، مدير قسم تطوير هيئة البلد، باتّفاقيّة، مدير أوّل. ما حدا بالمعارضة في البلديّة بتقديم احتجاجها وتصعيد لهجتها في الدّفاع عن حقّها بالاطّلاع على الاتّفاقيّة مع اتّحاد مياه مادي عارة، وعليه أصدرت بيانًا، اليوم الجمعة، أوضح موقفها، أعلنت فيه عن انعقاد مؤتمر صحافيّ بهذا الشأن، غدًا السّبت.
وقامت كلّ مركبّات المعارضة، بعد التّشاور، بتقديم طلب لتأجيل موعد الجلسة المذكورة ليتاح لها فرصة دراسة حيثيّات اتّفاقيّة الانضمام لاتّحاد المياه، بينما رفضت إدارة البلديّة طلب خمسة أعضاء بتأجيل موعد الجلسة، وقامت بعقدها بأبواب مغلقة، وحتّى أنّها عقدت قبل موعدها الذي أعلن عنه (السّاعة الثّانية والنّصف ظهرًا)، وإنّما عقدت السّاعة الواحدة والنّصف، رغم انعقادها بطريقة غير قانونيّة.
وأصدرت المعارضة في بلديّة الطّيبة، اليوم الجمعة، بيانًا تناول أسباب رفض قبول الانضمام لاتّحاد مياه عارة، جاء فيه 'لماذا تقرّرت هذه الاتّفاقيّة بهذه السّرعة ودون إعطاء مجال لأحد من خارج ادارة البلديّة بالاطّلاع عليها ودراستها؟ لماذا تقرّر في جلسة مغلقة؟ لماذا لا نشارك أهالي الطّيبة بقرار يخصّهم بشكل كبير؟'
وأضاف بيان المعارضة 'إنّنا نرى بهذه الخطوة مَسًّا بمصالح البلد وضررًا مستقبليًّا كبيرًا وعبئًا على كاهل المواطن الطّيباويّ'.
وواصل البيان الرّافض 'أنّنا نرفض مبدئيًّا الانضمام لأيّ اتّحاد مياه، لأنّنا ضدّ رفع أسعار المياه بثلاثة أضعاف أو أكثر لأنّنا ضدّ زيادة الحمل على المواطنين. ولأنّنا ضدّ إعطاء السّيطرة على مياه بلدنا لأيادي شركة خارجيّة، هدفها الأوّل والأخير، الرّبح الماليّ لها وليس خدمة المواطنين'.
وجاء أيضًا في البيان 'لأنّنا ضدّ الخصخصة، التي تضرّ بمصلحة العمّال والموظّفين. ولأنّنا نرى من وراءها أهداف سياسيّة غامضة وخفيّة. نرفض هذا الانضمام حتّى ولو وجدت فيه بعض الأمور الإيجابيّة التي يدّعيها البعض، حيث السّلبيّات أكثر بكثير ولا مجال للمقارن. إنّنا نذكّر إدارة البلديّة أنّ هذا موقف كلّ القوى السّياسيّة وكلّ الإدارات السّابقة الرّافضة للانضمام لاتّحاد المياه'.
وعن الإجماع في المعارضة جاء في البيان أنّ ''كلّ مركّبات المعارضة تقاطع جلسة بلديّة الطّيبة بعد رفض إدارة البلديّة طلب تأجيل موعد الجلسة، قرّر أعضاء البلديّة الخمسة مقاطعة الجلسة'.
وعن الأسباب للمقاطعة، ذكر في البيان 'إنّنا نرى بأسلوب إقصاء أعضاء المعارضة من أعمال البلديّة، لأمر يتنافى مع القانون ومع العرف المتّفق عليه في عمل البلديّة. إنّنا نؤكّد أنّ عقد الجلسة وكلّ القرارات التي اتّخذت فيها غير قانونيّة، ونطالب البلديّة بإلغائها وعقد جلسة جديدة بعد إعطاء كلّ المعنيّين بالاطّلاع على حيثيّات الاتّفاقيّة لدراستها بشكل مهنيّ ووطنيّ' .
وواصلت المعارضة 'إنّنا نؤكّد أنّه قانونيًّا، فيجب أن تنعقد جلسات البلديّة بعد السّاعة السّادسة مساءً، إلّا بموافقة كلّ أعضاء البلديّة، لكي يتاح المجال لكلّ الأعضاء بالحضور والمشاركة بعد يوم العمل' .
وتوجّهت المعارضة إلى عموم أبناء الطّيبة 'أهالينا الأعزّاء، إنّنا نعدكم أنّنا سنتصدّى لهذه الخطوة الخطيرة لإدارة البلديّة بكلّ المجالات المتاحة لنا، عن طريق المعارضة داخل البلديّة والنّضال الجماهيريّ والتّوجّه للقضاء ووسائل الإعلام وكلّ الوسائل السّياسيّة والاجتماعيّة والثّقافيّة '.
وطالبت المعارضة البلديّة بتوفير مشاريع حيويّة 'على بلديّة الطيبة العمل والتّخطيط وتنفيذ مشروع عمار البلد، وعلى البلديّة تكريس ميزانيّات لإعادة بناء وترميم كلّ شبكة المياه في البلد، وتوصيل المياه لكلّ البيوت ووضع ساعات ومراقبتها وجباية أسعار المياه. وعلى البلديّة محاربة ظاهرة سرقة المياه من قبل بعض المواطنين .لن نسكت عن التّنازل عن ثروتنا الطّبيعيّ. لن نلوّث مياه طيبتنا الطّيبة بشركات تجاريّة'.
وتوجّهت المعارضة إلى الائتلاف البلديّ برئاسة المحامي شعاع مصاروة، بقولها 'إنّنا نتوجّه لإدارة البلديّة ونمدّ أيادينا للعمل المشترك من أجل مصلحة البلد، فنحن نقف معكم بكلّ عمل تقومون فيه لخدمة المواطن ونقف بالمرصاد لكلّ عمل يتنافى مع المصلحة العامّة ومصلحة كلّ أهالي البلد.
وأشارت المعارضة إلى أنّها ستعقد مؤتمرًا، غدًا الخميس، بهذا الشّأن 'سيقوم أعضاء البلديّة من المعارضة بعقد مؤتمر صحافيّ يوم غدٍ السّبت ليقدمّوا للمواطنين كلّ التفاصيل عن القضايا المطروحة في هذا البيان' .
اقرأ/ي أيضا: الطيبة: الانضمام لاتحاد المياه يثير جدلًا واسعًا
أمّا بلديّة الطّيبة، فرّدت على ما قالته المعارضة بشأن اتّحاد المياه وعدم شرعيّة انعقاد الجلسة والتّوقيع على الاّتفاقيّة دون إطلاع المعارضة والجماهير عليها، في البيان التّالي 'احترامًا للأجواء الإيمانيّة والرّوحانيّة في شهر رمضان المبارك وغيره، وقيم التّسامح والتّآخي والتّعاضد والتّكاتف، والمسؤوليّة الاجتماعيّة والجماهيريّة تجاه البلد، واحتواءً لأيّ مناحرات ومناكفات، نحن بغنى عنها كبلد، وعدم تسخين الأجواء وتعكير الصّفو، بلديّة الطّيبة ستمتنع عن الردّ ترفّعًا، واِمتثالا لما ذكر أعلاه، وستقوم بإطلاع الجمهور، واجبًا لا منّة، بشكل مُفصّل على حيثيّات وتفاصيل هذه الخطوة، حتى تقطع الشّكّ باليقين، ولا تدع أيّ نوع من الضّبابيّة أو الغموض وعدم المعرفة بعد عيد الفطر المبارك إن شاء الله'.
التعليقات