عتير أم الحيران تحذر من اقتحام آليات الهدم غدا الأحد

أهابت اللجنة المحلية في عتير أم الحيران، بالنقب، في بيان أصدرته أمس الجمعة، بأبناء المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد أن يمدوا يد العون والمؤازرة والمساندة والوقوف إلى جانب نضال القرية في وجه ما يحاك ضدها من مخططات لاقتلاع أهلها وترحيلهم.

عتير أم الحيران تحذر من اقتحام آليات الهدم غدا الأحد

عتير- أم الحيران

أهابت اللجنة المحلية في عتير أم الحيران، بالنقب، في بيان أصدرته أمس الجمعة، بأبناء المجتمع العربي الفلسطيني في البلاد أن يمدوا يد العون والمؤازرة والمساندة والوقوف إلى جانب نضال القرية في وجه ما يحاك ضدها من مخططات لاقتلاع أهلها وترحيلهم.    

وجاء في البيان "نهيب بكم لتكونوا عونا لنا في هذه الأيام العصيبة التي تعصف بالقرية بعد قرار الشرطة وبالأخص جهاز الشاباك اقتحام حدود القرية يوم غد الأحد لتوسيع إنشاء مستوطنة "حيران" على دمار وخراب بيوت أهلها الحقيقيين".

وحذرت اللجنة من أنه "سيتم اقتحام القرية بواسطة آليات الحفر والدمار محمية بألف عنصر من رجالات الشرطة".

وأضافت أن "خيمة الاعتصام أقيمت بجانب مسجد المرابطين بالقرية وشرعت بفعالياتها بعد صلاة الجمعة وكان خطيبها فضيلة الشيخ كمال هنية والذي تحدث فيها عن الصمود والبقاء، ومن ثم تم استقبال الوفود من العرب واليهود. للمرة الثانية أطفال أم الحيران تهيب بوسائل الإعلام والجماهير العربية أن يقفوا معهم". ومنذ عام 2003 تواجه القرية شبح التهجير بحيث تخطط دولة إسرائيل لهدم القرية بهدف إقامة بلدة يهودية باسم 'حيران' على أنقاض أم الحيران وتوسيع 'غابة يتير'- غابة قام بزرعها الصندوق القومي اليهودي- ومناطق المراعي على أراضي عتير. ويمثل مركز عدالة أهالي عتير- أم الحيران منذ أكثر من عشر سنوات بمختلف المسارات القضائيّة والتخطيطية التي تهدف إلى تهجيرهم، بما فيها 25 أمر إخلاء، 32 أمر هدم و3 خرائط هيكليّة تهدف كلها لهدم القرية وتهجير سكانها.

وتقف لجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة ولجنة التوجيه العليا للعرب في النقب وكافة القوى الوطنية إلى جانب أهالي عتير وأم الحيران ضد قرار اقتلاع وتهجير القريتين.

ولا تعترف الحكومة الإسرائيلية بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

وتواصل الجرافات تساندها قوات كبيرة من الشرطة على حرث وتدمير آلاف الدونمات الزراعية التابعة للمواطنين في التجمعات السكنية العربية في القرى التي لا تعترف بها إسرائيل بالنقب. وتشكل إبادة المحاصيل الزراعية للعرب في النقب حلقة أخرى في سياسة المؤسسة الإسرائيلية وملاحقتها لعرب النقب في إطار سعيها الحميم للسيطرة على الأرض والهيمنة عليها، وفي كل عام وقبيل الحصاد وبعد أن تتزين الأرض باللون الأخضر تتقدم جرافات عملاقة تابعة لما يسمى بدائرة الأراضي لتحدث خرابا ودمارا وإبادة للمحاصيل الزراعية لتتحول الأرض من خضراء يافعة إلى صفراء قاحلة في مشهد مؤلم يدمي القلب.

والحديث يدور عن إلحاق الأذى بعشرات آلاف الدونمات في كل عام في كافة أرجاء النقب، بحجة أن الأرض التي تم زرعها ليست ملكا لأصحابها حتى وأن ملكوها من الآباء والأجداد منذ عقود طويلة من الزمن، ويبدو المشهد مؤثرا للغاية في نفوس أصحاب الأرض وهم يرون آليات الدمار والخراب تعيث في أرضهم فسادا بعد أن كانوا ينتظرون بفارغ الصبر حصاد زرعهم وتوفير الأعلاف لمواشيهم وما هي إلا سويعات قليلة حتى تبدو حال الأرض جرداء.

وأثبتت التجارب على مر السنين أن إهلاك الزرع في النقب كانت له الثمار الإيجابية في تطوير وتنوع وسائل الصمود والتحدي والرباط على الأرض وتعميق مفهوم قدسية الأرض والحفاظ عليها وغرس نبتة الإيمان في قلوب أصحابها بأنها لب الصراع المحتدم بين المؤسسة الإسرائيلية والعرب الفلسطينيين عموما وأهل النقب خصوصا.

وتواصل السلطات الإسرائيلية جرائم هدم المنازل العربية في منطقة النقب، بادعاء عدم ترخيصها، في حين يناشد المواطنون العرب في النقب وكافة الأهل في الداخل الفلسطيني كافة المؤسسات الدولية الإنسانية والحقوقية زيارة النقب ومشاهدة حجم الجريمة المقترفة بحق أهله.

ويعيش في صحراء النقب نحو 220 ألف عربي فلسطيني، يقيم نصفهم في قرى وتجمعات بعضها مقام منذ مئات السنين. ولا تعترف المؤسسة الإسرائيلية بملكيتهم لأراضي تلك القرى والتجمعات، وترفض تزويدها بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء.

التعليقات