العراقيب: إرادة الصمود والثبات في وجه جرائم المطاردة والتجريف

يواصل أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب، جنوب البلاد، الصمود والثبات والتمسك بأرض الآباء والأجداد والتصدي لجرائم المطاردة والتجريف ومصادرة الأرض وتهويدها.

العراقيب: إرادة الصمود والثبات في وجه جرائم المطاردة والتجريف

العراقيب صباح اليوم الأربعاء

يواصل أهالي قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، في النقب، جنوب البلاد، الصمود والثبات والتمسك بأرض الآباء والأجداد والتصدي لجرائم المطاردة والتجريف ومصادرة الأرض وتهويدها.

ولليوم الرابع على التوالي، تستمر قوات التدمير الإسرائيلية، في عدوانها على أهالي القرية الصامدين على أراضيهم، بعدما اعتدت أمس الثلاثاء على الأطفال والنساء والمتواجدين، وواصلت تحريش أراضي القرية.

وحضر وفد لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ضم رئيس اللجنة محمد بركة، ورئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، عوض عبد الفتاح، وعدد من أعضاء اللجنة.

وكانت قوات التدمير قد شنت هجوما جديدا على قرية العراقيب، التي جرى تدميرها أكثر من مائة مرة خلال السنوات الست الأخيرة. وهاجمت الأهالي من النساء والأطفال والشيوخ والرجال، الصامدين على أراضيهم المهددة، واعتدت على الأطفال والنساء، إذ أصيب أمس طفلان بإغماء كامل، وتم نقلهما إلى المستشفى للعلاج، واعتدت بوحشية على عدد من المتواجدين، وأسفر الاعتداء عن كسر كتف أحد أبناء القرية، وجرى اعتقاله أيضا.

ولا تزال حالة من التوتر والغضب تسود العراقيب، في حين تواصل آليات ما يسمى (الكيرن كييمت) عملية فرض الأمر الواقع تلك تعتبر غير قانونية، حتى بمفهوم القانون الإسرائيلي الذي يشرّع المصادرة.

وناشد أهالي العراقيب القيادات العربية وكوادر الحركات والأحزاب بالحضور إلى العراقيب والوقوف مع أهلها في وجه مصادرة الأرض. 

يذكر أن السلطات الإسرائيلية منذ سنوات بمحاولات لتحريش أراضي تقدر مساحتها بنحو 1300 دونم في محيط قرية العراقيب شمال مدينة بئر السبع، رغم أن هذه الأراضي تخضع لإجراءات تسجيل الملكية ومسألة ملكيتها لم تُحسم بعد.

وتجدر الإشارة إلى أنه في ظل غياب تسجيل رسمي لملكية غالبية الأراضي في منطقة النقب، قامت السلطات الإسرائيلية في بداية سنوات السبعينيات بفتح المجال أمام المواطنين في النقب لتقديم طلبات لتسجيل ملكيتهم على أراضيهم وفقًا لقانون تسوية الأراضي الذي سن عام 1969.

وقدم المواطنون العرب في النقب طلبات لتسجيل مئات آلاف الدونمات، ولم تنظر السلطات في الطلبات منذ سنوات السبعينيات إلى يومنا هذا، وقد أطلق على هذه الأراضي اسم 'أراضي تسوية'. وكان أبناء عائلة أبو مديغم قد قدموا طلبات لتسجيل أراضي قرية العراقيب وفقًا للقانون، لكن طلبهم كما باقي الطلبات، لم يبحث حتى الآن.

وتصر السلطات الإسرائيلية على تنفيذ جرائم الهدم والترهيب حيث هدمت آلياتها وجرافاتها قرية العراقيب للمرة الـ100 على التوالي بتاريخ 29.6.2016، وتركت الأهالي تحت العراء قرب مقبرة القرية.

وحاصرت قوات الهدم صباح ذلك اليوم القرية، بعد أن داهمتها معززة بآليات الهدم وبالقوات الخاصة، وهدمت الآليات كافة المنازل في القرية، وشمل الهدم المنازل المقامة داخل المقبرة التي يقيم معظم الأهالي فيها، مما تسبب بحالة من الهلع بين الأطفال والنساء. واقتحمت القوات القرية مرات عديدة، وقامت بتصوير كافة المنازل، في تمهيد لعمليات الهدم، في وقت داهمت فيه المقبرة الإسلامية بالقرية، وحاولت استفزاز الأهالي بجولة وحركات سريعة بالسيارات التي تقلها.

وكانت السلطات قد هدمت القرية في أواخر الشهر الماضي، قبل حلول عيد الفطر، وقبلها في بداية شهر رمضان، مخلفة دماراً وخراباً فيها، فيما يعيد أهلها بناء مساكنهم بعد كل عملية هدم في تحدٍ لممارسات الهدم العنصرية التي تحاول إجبارهم على الرحيل عن مكان سكناهم.

وتطالب إسرائيل أهالي القرية بدفع مبلغ 2 مليون شيقل مقابل مصاريف هدم العراقيب الأول بتاريخ 27.7.2010 وحتى الهدم الثامن. وكانت المحكمة في مدينة بئر السبع عقدت، يوم الإثنين الماضي، جلسة أخرى للنظر بالقضية بعدما ناقشتها بتاريخ 7.2.2016.

ولا تعترف الحكومة بنحو 51 قرية عربية في النقب، وتستهدفها بشكل مستمر بالهدم وتشريد أهلها، بينما تشرع بشكل مستمر ببناء تجمعات استيطانية لصالح اليهود في النقب.

وتتعرض قرى النقب في الآونة الأخيرة لحملات هدم كبيرة طالت مئات المنازل بحجة البناء بدون ترخيص.

ونفذت السلطات الإسرائيلية هدم منازل قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف، للمرة الـ100 منذ عام 2010، ويأتي ذلك في إطار مخططات السلطات الإسرائيلية التي تسعى إلى إرغام الفلسطينيين بالنقب على التخلي عن أراضيهم والانتقال للسكن في قرى قائمة من أجل استخدام الأرض لأهداف استيطانية، ولا يزال سكّانها يكافحون ويناضلون لتحصيل حقّهم في عيش كريم لا ينغّصه التّهديد الوجوديّ الدّائم، ما يقابل برفض إسرائيليّ متعنت ومتواصل.

اقرأ/ي أيضًا | العراقيب تواصل التصدي للتحريش: إصابة فتاة واعتقال قاصر

ويبقى أهالي العراقيب في صمودهم وثباتهم على أرضهم رغم كل جرائم الهدم وتجريف الأرض وتحريشها والاعتداءات الشرسة، مؤكدين أنه لا يضيع حق خلفه مُطالب. 

التعليقات