شارك عدد من الشابات والشبان من اتحاد الشباب الوطني (شبيبة التجمع) ضمن مشروع القيادة الشابّة في الناصرة، أمس السبت، في يوم عمل تطوعي لترميم ضريح شهيد هبة القدس والأقصى عام 2000، إياد لوابنة (26 عاما)، في الحي الشرقي بالناصرة، استمرارًا لسلسلة أعمال تطوعيّة تعزز قيمة الانتماء والعطاء.
وقالت عضوة المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي ومركزة مشروع القيادة الشابة، نداء نصّار، لـ'عرب 48'، إنّ 'مشروع القيادة الشابة هو ضمن نشاطات اتحاد الشباب الوطني الديمقراطي الذي يستقطب شبان وشابات التجمعّ، وهو مشروع انطلق منذ 6 أشهر، الهدف منه توعية الجيل الشاب بقضايا سياسية واجتماعيّة مختلفة، جزء منها مواضيع سياسية عامّة والآخر متعلق بخطاب التجمع، إضافةً للقضايا الاجتماعيّة المتكاملة مع القضايا السياسية'.
وأكّدت أنّ 'الهدف من المشروع هو تمكين الشباب والشابات بآليات ومهارات يستطيعون من خلالها الاستفادة من عملية التثقيف والتوعية، ورؤية المشروع هي خلق جيل واع سياسيًا واجتماعيًا ومتداخل مع قضايا بلدته الخاصة وقضايا البلاد العامّة، وهو مشروع ضمّ 16 مدينة وقرية مختلفة، منها الناصرة وشفاعمرو وبلدات في البطوف والشاغور والمثلث والنقب، وها نحن في المراحل النهائية للمشروع، نقوم بها بنشاطات تطوعية متواضعة في البلدات كعملية تتويج للمشروع'.
وقال المتطوع مهند عمري، لـ'عرب 48'، إنّ 'هذا التطوع هو نتاج دورة القيادة الشابة التي تجري مرة كل عام، ومن خلالها نبني مشاريع جماهيريّة وتطوعيّة للمدن والقرى، وكما رأيتم نحن تواجدنا أمس في محيط النصب التذكاري للشهيد إياد لوابنة وعملنا على ترميمه وتنظيفه'.
وقالت المتطوعة جونة حسن، لـ'عرب 48'، إن 'النصب التذكاري الخاص بالشهداء مقدس، وهذا العمل التطوعيّ هو أقل ما يمكن أن نفعله، وبهذه الطريقة نذكّر الناس بالشهداء عن طريق تنظيف وترميم النصب، وهو يزيد من التقدير لهذا النصب، وقد اجتمعنا من مختلف المناطق من الناصرة وعين ماهل والمشهد وغيرها للعمل التطوعي'.
وتابعت أنّه 'من الجميل رؤية التفاعل مع الحدث ولفت الانتباه لهذا النصب التذكاريّ المهمل'.
قيمة التطوع
عن التطوع، قالت نصّار إنّ 'أحد أهداف المشروع هو جعل الشباب يمارسون العمل التطوعيّ، ويستطيعون لاحقًا تنفيذ مشاريع متطورة أكثر من خلالها يحدثون تغييرًا في بلداتهم بالقضايا المختلفة، وفي الناصرة نعيد إعادة ترميم النصب التذكاري الخاص بالشهيد إياد لوابنة تأكيدًا على الذاكرة الجماعيّة بما يخص التضحية الوطنية للشهداء ومكانتهم في ذاكرتنا الوطنيّة'.
واستطردت أن 'الهدف الثاني للتطوع هو العطاء لبلداتنا وأحيائنا، فدومًا ما نتطرق للتطوع بالبعد النظري له لا بالبعد الماديّ المباشر في قلب أحيائنا، فكي يكون لنا انتماء وطني لبلداتنا وقرانا يجب أن نكون متداخلين ومنخرطين في أحيائنا، وعمليّة التطوع في الحيّز العام من شأنها أن تقوي الانتماء، ونراكم عليه مستقبلا أبعاد سياسية تعطيه عمقا ومعنى أكبر'.
وأكد عمري أنّ التطوع هامّ جدًا له، فهو يحب مدينته الناصرة ويريد تقديم ما يستطيع لها، قائلاً: 'أنا متأكد من أن جميع أهالي مدينة الناصرة مثلي، وأود إيصال رسالتي للجمهور بأنّ التطوع قيمة هامّة جدًا، فليس من المفترض أن يكون العمل مقابله المال بل من أجل مدينتي أستطيع التضحية بالقليل من الوقت والنقود لتحسينها، فهناك أمور ليس من الضروريّ أن يكون لها مقابل ماديّ كالتطوع، وأنا أطلب من الناس أن يتطوعوا في كافة الأعمال من أجل مجتمعهم وتطويره'.
أما المتطوعة نور حاج، فأشارت إلى أنّ 'التطوع هو من أهم القيم التي يجب أن نزرعها في أبنائنا ونربيهم عليها، لأنه قيمة يفتقدها المجتمع رغم أهميته، فالتطوع يعزز روح الانتماء لقضايانا ومجتمعنا، ونحن بأمس الحاجة لما يربطنا ببعضنا البعض، وخاصةً التطوع في نصب تذكاريّة للشهداء كما فعلنا في محيط النصب الخاص بالشهيد إياد لوابنة. نحن بحاجة لأن نذكّر الناس به لأهميّته، من واجبنا أن نتطوع وبشكل خاص بمثل هذه القضايا الوطنيّة لنعيد القيم التي نفقدها في مجتمعنا'.
وعن رسالتها التي تريد إيصالها من خلال هذا التطوع، قالت حاج: 'أريد أن ألفت نظر المجتمع إلى أننا نهمل قضايا تعتبر هامّة جدًا ويجب منحها أهميّة أكبر، وأريد من الجميع أن يعي أنّ لدينا هنا مجموعة شبابية تعمل وتضحي من وقتها لتصنعَ شيئًا، بينما هناك من الناس من لا ينظر لقيمة العمل التطوعي، وأقول لهم تعالوا وانظروا للعمل التطوعي وأهميته في المجتمع'.
هذا، وقام والد الشهيد إياد لوابنة بزيارة النصب والاطلاع على التطوع عن كثب، شاكرًا المتطوعين على ما قاموا به من عمل وصيانة وترميم.
التعليقات