زيارة جماعية أولى لمهجري بيسان: حنين ودموع

عادَ المئاتُ من مهجري مدينة بيسان إليها يومَ أمسِ الأحد، في زيارةٍ رمزيّة أٌقيمت للمرة الأولى جماعيًا منذ نكبة العام 1948، جمعت كافة الأجيال المتعاقبة على النكبة، من الجيل الأول حتى الثالث، وذلكَ بمبادرةٍ من جمعيّة الدفاع عن حقوق المهجرين.

زيارة جماعية أولى لمهجري بيسان: حنين ودموع

مجموعة صور خاصة التقطت بعدسة "عرب 48"

عادَ المئاتُ من مهجري مدينة بيسان إليها يومَ أمسِ الأحد، في زيارةٍ رمزيّة أٌقيمت للمرة الأولى جماعيًا منذ نكبة العام 1948، جمعت كافة الأجيال المتعاقبة على النكبة، من الجيل الأول حتى الثالث، وذلكَ بمبادرةٍ من جمعيّة الدفاع عن حقوق المهجرين.

شاركَ في الجولة العشرات من مهجري بيسان الأوائل وأولادهم، الذين خرجوا في طفولتهم من بيسان وقطنوا عدة بلدات كالناصرة والفريديس وغيرها، إضافةً إلى أحد مؤسسي جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، محمد كيّال، وأعضاء من الإدارة، رافقهم النائبان عن التجمع الوطنيّ الديمقراطيّ في القائمة المشتركة، د. جمال زحالقة ود. باسل غطاس، ونائب الأمين العام للتجمع، يوسف طاطور، وعضوا المكتب السياسي للتجمع، جمعة الزبارقة وطارق خطيب.

الجولة التي اتسمت بمشاعرِ الحزن والدموع تجاه الوطن المُفتقد والماضي الجميل الضائع، جمعت أهالي بيسان مع بعضهم البعض، ولو لبضع ساعاتِ قليلة، جابوا بها أروقة المدينة التي بدّلت حلّتها حتى تنكرت لاسمها الحقيقيّ وأصبحت 'بيت شان'، ومع كلّ التغيّر الذي حلّ بها، إلّا أنّ صورة مدينتهم خالدة في أذهانهم، فحجارتها السوداء هي ذاتها لم تتغير، وأماكنهم ما زالت ماثلة رغم محاولة إزالتهم.

وقام أحد المُهجّرين من بيسان، محمد سرحان، بالشرح الوافي عن مدينته التي عايشها في صغرهِ قبل أن يُهجّر إلى الفريديس، فقدّم شرحًا مطولاً عن الحياةِ قبل النكبة، وزارَ السوق القديم والطاحونة والكنيسة والمدرسة، حتى جمعَ الزائرين حوله، خاصةً من الجيل الثالث، وقد أخذهم الشغف بحبِّ هذه المدينة، حتى علّقت طفلة بعفويّة مخاطبةً أُمّها: 'يمة بدي أرجع على بيسان، بيسان أحلى من الناصرة'.

وفي المقابل، وقفت ماري بشارة، التي هُجّرت إلى الناصرة، وقالت والحنين يملأ عينيها: 'كانت هناك مَشرعة (نهر صغير جارٍ) في منتصف المدينة، كنا نذهب إلى هناك للهو والسباحة، وبعد أن احتلتها إسرائيل قامت بطمر النهر وما عاد موجودًا، وكانَت المشرعة بجانب المدرسة، أما هنا حين أقف فقد كانت المحكمة والسرايا والسوق القديم'.

وفي الختامِ، كانَ من الصعبٍ وصف المشاعر التي اختلجت الجميع هناك، دون استثناء، حتى من لم يُهجّر شعرَ بمرارة النكبة، فالحنين والدموع ملأت عيون من كانوا، عالمين جيّدًا مدى خسارةِ بيسان... مدينة كهذه لا تعوّض.

التعليقات