طلاب على طرفي الخط الأخضر يناقشون الصهيونية

عقد مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية اللقاء الثاني لورشة "الاستعمار الاستيطاني والصهيونية" في مدينة رام الله، وذلك بمشاركة طلاب فلسطينيين للدراسات العليا على طرفي الخط الأخضر.

طلاب على طرفي الخط الأخضر يناقشون الصهيونية

عقد مدى الكرمل- المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية اللقاء الثاني لورشة 'الاستعمار الاستيطاني والصهيونية' في مدينة رام الله، وذلك بمشاركة طلاب فلسطينيين للدراسات العليا على طرفي الخط الأخضر.

افتتح الورشة مدير عام مركز مدى الكرمل، الأستاذ نديم روحانا، والذي تناول بشكل خاص موضوع جذور الاستعمار الاستيطاني في فلسطين. قدم المحاضرة الأولى الأستاذ أمنون راز كركوتسكن بعنوان 'التحرر من الاستعمار'، تطرّق خلالها لكيفيّة التعامل مع كل حالة استعمار كحالة فريدة بذاتها، مؤكدا أن 'الهدف في فهم الفروق بين السياقات الاستعمارية المختلفة ليس أكاديميا فقط وإنما، وبالأساس، من أجل معرفة كيفية مناهضتها'. 

أدار الجلسة الثانية عضو الورشة، الدكتور رامز عيد، واستضافت الدكتور عادل مناع في محاضرة بعنوان 'قراءة جديدة للنكبة والبقاء في ظل سياسة الاستيطان الاستعماري الإسرائيلي' مدعيا بأن 'طبيعة الصهيونية وأولويات عملها تصب كلها في خانة الاستيطان الكولونيالي'، مشيرا إلى أنه 'من بين مركبات الصهيونية نزع حق الأصليين في تقرير مصيرهم، الإيمان بالتفوق العرقي لليهود وبدونية الآخر، إقامة مشروع دولة لليهود فقط'.

أما في الجلسة الثالثة والتي عقب عليها وأدارها الدكتور باهر السقا من جامعة بير زيت، قام أعضاء الورشة بتقديم مداخلات حول أبحاثهم حيث قدمت لوزية بزار مداخلة عن مدينة رام الله والتي كان عنوانها 'رام الله ديموغرافية النكبة' والتي تطرقت خلالها لحكاية مدينة رام الله. وأما المداخلة الثانية فكانت لعامر إبراهيم الذي قدم مداخلة بعنوان 'الحدود كبنية استحواذية: الجيل والمكان في تجربة الشباب السوريين في الجولان' والتي تطرق خلالها إلى جزء من رسالته للماجستير، حيث قام بتحليل أوجه ومحاور الجيل والمكان في تجربة الشباب المَعيشيّة اليوميّة في قرى الجولان، والتي أصبحت مع الوقت، في سياقها الجغرافي و(تاريخها) السياسي، منطقة حدودية. 

كما شهد اليوم الأول من الورشة عرض الفيلم الفلسطيني 'ذاكرة خصبة' والذي أنتج عام 1980 واخرجه المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة والذي كان أول فيلم فلسطيني لمخرج من داخل الخط الأخضر يتناول الحياة اليومية للفلسطيني في ظل السيطرة الإسرائيلية في قرية يافة الناصرة وفي مدينة نابلس من خلال قصة سيدتين هما رومية أبو حاطوم والكاتبة سحر خليفة.

في اليوم التالي افتتحت الجلسة الأولى وأدارتها الأستاذة نادرة شلهوب كيفوركيان وتحدث مدير البرامج البحثية في مدى الكرمل، الدكتور مهند مصطفى، الذي قدم محاضرة عنوانها 'نصوص مؤسسة للصهيونية الدينية'. وقد أشار إلى أن 'الصهيونية الدينية باتت تيارا فكريا أكثر من إمكانية تأطيرها في حزب سياسي، ويلعب هذا التيار دورا كبيرا بالتأثير على اليهود في إسرائيل حتى دون أن يكونوا متدينين'، وأضاف أن 'المرحلة الحالية من علاقة هذا التيار مع الصهيونية تتمثل في تحرير المقدس من الصهيونية من جهة، وفي تحرير المعلمن الذي ديّنته الصهيونية من جهة أخرى، أي تقديس الدنيوي وإدخال مساحات دنيوية للمقدس'.

أما في الجلسة الثانية والتي أدارتها منسقة الورشة، عرين هواري، فقد قدمت الدكتورة رنا بركات من قسم التاريخ والآثار في جامعة بير زيت محاضرة والتي كانت بعنوان 'لفتة، النكبة ومقاومة متحفية التاريخ'. تحدّثت بركات عن مصطلح 'متحفيّة' التاريخ، قائلة إن 'المجتمع الدولي وضع مصطلح التراث الثقافي للأصلاني من خلال أدوات الاستعمار الاستيطاني، وأصبح التاريخ الفلسطيني متحفية'، وأشارت إلى أن 'المؤرخين أحيانا يتمسكون برواية القرية المهجرة للحفاظ على الذاكرة، مما يجعلها تتحول لذاكرة جامدة وكأننا تنازلنا عن العودة نفسها'.

وفي الجلسة الأخيرة، تحدث عضو الورشة، كايد أبو الطيف، والذي قدم مداخلة بعنوان 'العربي البدوي في النقب في سياق المشروع الوطني الفلسطيني'، وتناول في مداخلته مسألة 'إسهام كل من الإسرائيلي والفلسطيني معا في زج البدوي في الظل'. وزعم أبو الطيف أن 'الأفلام الإسرائيلية تتناول المرأة والشاب في النقب وأزماتهم إلا أنها تتجاهل مسالة الأرض، حتى السينما الفلسطينية فإنها أظهرته على هامشها وحتى الملهاة الفلسطينية (على سبيل المثال، قناديل ملك الجليل للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله) تظهر البدوي كشخص لا يؤتَمن له'. وفي ختام الجلسة عقبت الدكتورة تغريد يحيى يونس، ثم أدارت النقاش مع المشاركين.

جدير بالذكر أن مدى الكرمل اختتم الجولة الأولى من ورشة 'الاستعمار الاستيطاني والصهيونية' في مدينة رام الله بمشاركة محاضِرات فلسطينيات وطالبات وطلاب فلسطينيين للدراسات العليا على طرفي الخط الأخضر، وذلك قبل أسبوع من هذا اللقاء. 

التعليقات