غطاس يبدأ يومه الأول في معركته من أجل الحرية في السجن

وأكد أن "وراء هذه الأسوار لا زال من لم ولن ينسى أن فلسطين مغتصبة، وأن أرضها مسلوبة لا تزال، وأن شعبها قدّم من الشهداء والأبرياء ما يعجز عنه اللسان ولمّا ينل حريته ووطنه بعد، سأنضمّ إليهم بعد قليل، والنصر صبر ساعة. أحبتي، لا أريد أن أطيل عليكم، سأدخل إلى غياهب السجن، وسنلتقي بعد قليل، بعد عامٍ بعد عامين وجيل".

غطاس يبدأ يومه الأول في معركته من أجل الحرية في السجن

(عرب 48)

توجه صباح اليوم، الأحد، القيادي في التجمع الوطني الديمقراطي والنائب السابق، د. باسل غطاس، إلى سجن الجلبوع، ليقضي حكما بالسجن لمدة سنتين، بسبب دوره في إسناد الحركة الوطنية الأسيرة في السجون الإسرائيلية.

ورافق غطاس العشرات من أبناء عائلته ورفاقه من التجمع وقيادات وكوادر وطنية، إلى سجن الجلبوع، وكان ينتظره حشد كبير من رفاقه وأصدقائه وعوائل الأسرى أمام السجن.

وحكم على د. غطاس بالسجن الفعلي لمدة سنتين بسبب إسناده للأسرى، وذلك من خلال محاولة إدخال هواتف نقالة كي يتمكنوا من التواصل مع أبناء عائلاتهم.

وألقى الدكتور باسل غطاس كلمة من أمام سجن الجلبوع، قال فيها: 'أبناء شعبي الكرام، سأكون بعد قليل وراء هذه الأسوار مع الشرفاء، والأوفياء لقضيّتهم وشعبهم، سأنضمّ إليهم بعد قليلٍ، والنصر صبر ساعة'. 

وأضاف أنه 'وراء هذه الأسوار وغيرها يقضي الأعزّاء وليد دقة وكريم يونس وأمير مخّول وغيرهم سنوات العمر الجميلة، بعيدًا عن أمهاتٍ تنتظرهم وعائلاتٍ تفتقدهم. سأنضمّ إليهم بعد قليلٍ، والنصر صبر ساعة'.

وأكد أن 'وراء هذه الأسوار لا زال من لم ولن ينسى أن فلسطين مغتصبة، وأن أرضها مسلوبة لا تزال، وأن شعبها قدّم من الشهداء والأبرياء ما يعجز عنه اللسان ولمّا ينل حريته ووطنه بعد، سأنضمّ إليهم بعد قليل، والنصر صبر ساعة. أحبتي، لا أريد أن أطيل عليكم، سأدخل إلى غياهب السجن، وسنلتقي بعد قليل، بعد عامٍ بعد عامين وجيل'. 

وتابع غطاس: 'سنلتقي وسنكمل المسيرة معًا، لنا في هذه الارض حقٌّ. ونحن أصحابها، لنا في هذه الأرض مستقبل، ونحن أصحابُه، لنا في هذه البلاد أولاد نريد أن نحميهم من الضياع، نريد أن نعلّمهم، وأن نطوّرهم، نريدهم مهتمين بقضايا شعبهم، يتسابقون للعلم والتميّز والتفوق والنجاح بكبرياء وبدون تقديم تنازل في أي شيء، كما نريدهم يتسابقون للنضال من أجل الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال'.

ووجه رسالة للمجتمع العربي: 'أعزائي، زملائي، رفاقي، أهلي وناسي، لا أريد أن أودّعكم، ولا أحبّ أن أوصيكم فأنتم أهل لها، ولكن إذا كان من الكلام بدٌّ في هذا المقام فلدي رسائل ثلاث، أما الرسالة الاولى، حاربوا العنف، والجريمة التي تمزقنا من الداخل وتشتّت شملنا، وتحط من شأننا، وتدفع بالسلطة بأن تفرقنا وتسلّط علينا شرطتها اللعينة. المهمة صعبة، ولكن لا مفرّ من أن نقوم بذلك مجتمعين كشعب. أما الرسالة الثانية، لنرفع من شأن المرأة وندافع عن حقوقها ونتصدى للعنف الممارس عليها، ولندعم انخراطها في جميع مناحي الحياة، في السياسة والأحزاب والسلطات المحليّة والجمعيات، فسنبقى مجتمعًا معطوبًا لن يتطوّر ما دام يقصي النساء من الحيّز العام وما دام يرضى بمظاهر التخلّف الاجتماعي. أما الرسالة الثالثة، العصبيّة الطائفيّة والعائليّة وسائر الانتماءات الضيّقة البغيضة هي مرضٌ خطيرٌ لنتجنّبه قبل أن يتفشّى، فلن تقوم لنا قائمة ما لم نتصرّف كشعب عربي فلسطيني يحترم تعدديّته ويثريها، ويبني مؤسّساته الوطنيّة والاجتماعيّة ويقوّي من عضدها. نستحق أن تكون لنا قيادة منتخبة، وصندوق قومي، وجامعة عربية ومنهاج تعليم وطني غير مشوه'.

وختم غطاس كلمته بالقول إنه 'أخيرًا، لا تنسوا للحظةٍ أن كلّ المواضيع التي ذكرتها على أهميتها يجب ألا تمنعنا ولو للحظة بالتفكر والتدبير الدائم بأن ثمّة وراء هذه الأسوار أسرى، يجب أن يتحرّروا، وأن فلسطين ما زالت محتلّة ولا بدّ أن تتحرّر. شكرًا لكم وأودعكم على وعدٍ بلقاءٍ قريب، وبأنّي سأحمل دائمًا وأبدًا حبّكم وحبّ فلسطين في قلبي وبأّنني سأسعى لتحويل ذلك إلى عملٍ ونضالٍ متواصل، دمتم'.

يذكر أن قرية الرامة كانت قد احتضنت مساء أمس، السبت، مهرجان الإسناد الشعبي لغطاس، بمشاركة جماهيرية واسعة شملت كافة ألوان الطيف السياسي في الداخل الفلسطيني، إلى جانب لجنة المتابعة العليا ولجنة الحريات.

اقرأ/ي أيضًا | باسل غطاس: سأخرج من سجني بعزيمة أكبر للمساهمة في تحقيق المستقبل الذي نطمح إليه

التعليقات