نظمت جمعية الصمود بالتعاون مع 'شتيل'، مكتبة رهط العامة وقسم الحكم والسياسة في جامعة بئر السبع، يوم أمس الأربعاء، ندوة بعنوان 'بدو النقب: قراءات تاريخية وتحديات مستقبلية' وذلك بمناسبة صدور كتاب 'بدو النقب: مئة عام من السياسية والمقاومة' للدكتور منصور النصاصرة.
يحاكي الكتاب رواية جنوب فلسطين منذ إعادة بناء مدينة بئر السبع العثمانية في عام 1900 حتى يومنا هذا. ويسرد الكتاب التطورات التاريخية والسياسية والاقتصادية لعرب النقب وقضاء بئر السبع في الفترة العثمانية، البريطانية، فترة الحكم العسكري، وفترة ما بعد أوسلو والنضال الجماهيري ضد مخططات 'برافر'.
يعيد الباحث د. منصور النصاصرة صياغة التاريخ السياسي والنضالي لعرب النقب ويرسم تصورا جديدا لم تتطرق له غالبية الأبحاث العلمية حتى يومنا هذا، وهو أن لبدو قضاء بئر السبع تاريخ حافل بالنضال والتحدي ضد الإقصاء والهيمنة من الأنظمة السياسية المتعاقبة.
تخللت الندوة على طاولتي نقاش تناولت الأولى الكتاب وتاريخ نساء النقب المهمش، وناقش المتحدثون في طاولة النقاش الثانية الجوانب القضائية والاقتصادية والتخطيطية في النقب.
وأدار طاولة النقاش الأولى رئيس قسم الحاسوب في جامعة بئر السبع، أ. جهاد الصانع، وعقب فيها أ. مصطفى كبها مشيدا بالكتاب ومؤكدا على أهمية إجادة البحث والدراسة الأكاديمية 'هذا العمل الذي اعتمد على المصادر الأولية والتاريخ الشفوي يمثل نموذجا يحتذى به للعمل الأكاديمي المهني والمُتقن بعيدا عن التسطيح والتبسيط'.
وتحدثت الباحثة في علم الإنسان والجندر والتي أنهت للتو دراسة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد، د. صفا أبو ربيعة، عن أهمية توثيق تاريخ نساء النقب المهمش.
وشدد د. عامر الهزيل والذي أدار الجلسة الثانية من النقاش على أهمية رفد العمل المهني والحرفي بالدراسات الأكاديمية، وأشار إلى المبادرة التي يعتزم إطلاقها منتصف آب/ أغسطس المقبل لتشكيل مجلس شبابي للقرى والبلدات العربية في النقب.
وأوضحت مديرة الأرض والتخطيط في مركز عدالة، المحامية سهاد بشارة، في مداخلتها أن النظام القضائي الإسرائيلي يعيد اليوم في النقب استخدام نفس الآليات القانونية التي استخدمها في السبعينات والستينات، 'ما نشهده اليوم في النقب يذكرنا بسنوات السبعينات وعمليات المصادرة الواسعة آنذاك'.
واستعرض د. سليمان أبو بدر واقع الأوضاع الاقتصادية في النقب قائلا إنه 'على الرغم من الإحصاءات القاتمة إلا أن هناك بارقة أمل، ففي سنة التسعين تحديدا التحقت أول فتاة عربية من النقب في الجامعة واليوم لدينا المئات من الطالبات العربيات'.
وأضاف أنه 'علينا الاستثمار في الثروة البشرية والطاقات غير المستغلة'.
وتحدث أ. أرون يفتحائيل عن البحث الأكاديمي كأداة نضالية، 'البحث الأكاديمي المهني يوفر لنا الأدوات لدحض الأكاذيب وتجذير الحقائق التي شيئا فشيئا تتغلغل أكثر فأكثر'.
وفي ختام الندوة، قدم د. عامر الهزيل نيابة عن بلدية رهط درعا تكريميا للدكتور منصور النصاصرة وهو ابن مدينة رهط، تقديرا لجهوده ونشاطه. وقال الباحث والمحاضر في العلاقات الدولية، د. منصور النصاصرة، لـ'عرب 48' إن 'هذا الكتاب هو إضافة نوعية وهامة لدراسات الشرق الأوسط والكولونيالية، حيث يسرد التطورات التاريخية في مناطق عديدة مثل الاْردن، سيناء، سورية ولبنان، وأيضا مناقشة قضايا الأقليات ومنظومة القانون الدولي'. وأضاف أن 'إطلاق الكتاب من بئر السبع القديمة ومن المدرسة الأميرية هو دلالة على التاريخ التليد لجنوب فلسطين وقضاء بئر السبع وارتباطه الجغرافي والسياسي بالمدن المجاورة وأيضا 100 عام لسقوط بئر السبع في أيدي الإنجليز في الحرب العالمية الأولى. وأملي أن تكون هذه بداية لأرشفة التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي لقضاء بئر السبع'.
اقرأ/ي أيضًا | النصاصرة يستعرض 'البدو في النقب: قرن من السياسة والمقاومة'
التعليقات