يافا: "من وعد بلفور حتى إعلان ترامب، القضية الفلسطينية إلى أين؟"

وقدم المداخلات كل من الباحثة المتخصصة في علم الاجتماع السياسي، ومديرة مركز "مدار" الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، د. هنيدة غانم، المؤرخ والكاتب د. جوني منصور، وعضو المكتب السياسي والأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، الأستاذ عوض عبد الفتاح.

يافا:

الندوة في يافا، مساء أمس (عرب 48)

نُظم في مسرح السرايا في مدينة يافا، مساء أمس الأربعاء، ندوة حول إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل تحت عنوان، "من وعد بلفور حتى إعلان ترامب، القضية الفلسطينية إلى أين؟".

وقدم المداخلات كل من الباحثة المتخصصة في علم الاجتماع السياسي، ومديرة مركز "مدار" الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، د. هنيدة غانم، المؤرخ والكاتب د. جوني منصور، وعضو المكتب السياسي والأمين العام السابق للتجمع الوطني الديمقراطي، الأستاذ عوض عبد الفتاح.

وأدار الندوة الباحث والمؤرخ، سامي أبو شحادة، وقال إن "هذه الندوة جاءت بسبب التغييرات الديناميكية التي تجري في الساحات السياسية في فلسطين، في طرفي الخط الأخضر".

وأكد أن "هذه الندوة لم تأت فقط لأهمية قرار ترامب الأخير، إنما بسبب جميع التغييرات التي تجري، لأن قرار ترامب لم يأت سدى ومن فراغ، والأمر ليس مفاجئا".

وأشار أبو شحادة إلى أن "الندوة ليست فقط لعرض الأمور لأهميتها، إنما هي للتثقيف والتوعية السياسية لمجتمعنا ولمعرفة ما يدور في الفضاء السياسي في عالمنا العربي ولا سيما الفلسطيني".

وتحدث د. منصور عن وعد بلفور وما سبقه، وقال إن "الفكر الصهيوني قديم جدا، وهو قبل أن يقام الاحتلال الإسرائيلي، وهو مرسخ منذ فترة طويلة قبل قيام الكيان، وقرار التقسيم كان قبل ذلك بكثير".

وأضاف أنه "قبيل مؤتمر بازل المعروف كان هنالك عملية أسبقية، كانت التيارات اليهودية تنتظر هذه الحركة التي أسموها المخلصة، لتخليص اليهود من اللاسامية، والفكرة كانت سياسية ومن ثم دينية حيث منحها 'هرتسل' صبغة مُمأسسة".

وأكد المؤرخ منصور أن "بريطانيا اقترحت أوغندا كحل في البداية، لكن هرتسل رفض ذلك بسبب عدة عوامل، ومن ثم جاء مشروع العريش حتى انتهى الأمر بمنح اليهود أرض فلسطين. بريطانيا كان لها مصالح سياسية استراتيجية بأن تقام دولة لليهود، بالإضافة إلى عوامل كثيرة منها نفوذ عائلة روتشيلد في العالم، والتي دفعت هذه العربة إلى الأمام".

وعن وعد بلفور المشؤوم، قال إن "عائلة روتشيلد دعمت دولة بريطانيا ماليا، وبذلك ضغطت العائلة على بريطانيا ليخرج بلفور بهذا التصريح المعروف، ومن النقاط المهمة في مادة الوعد، حيث طلب بلفور من الحركة الصهيونية ألا تمس الطوائف الدينية في فلسطين، وردت الحركة بطلب آخر من بلفور وهو الحفاظ على حقوق اليهود السياسية خارج 'إسرائيل' المزعومة بعد إقامة دولة لليهود".

وختم د. منصور بالقول إن "المواد التي كانت في صك الانتداب البريطاني ووعد بلفور، نقلت التصريح من مجرد وعد إلى قوانين تلزم بريطانيا بتنفيذ ما ذكر على لسان بلفور".

ومن ثم استهلت د. غانم، حديثها حول أهمية معرفة ما حدث بعد وعد بلفور وتداعياته، والاستعمار البريطاني، والمشروع الصهيوني، والتغيرات التي طرأت على القومية العربية خلال مائة سنة من وعد بلفور.

وقالت الباحثة المتخصصة في علم الاجتماع السياسي، إن "ما وفره وعد بلفور للحركة الصهيونية هو تيسير السيطرة على الأرض وإقامة المؤسسات اليهودية التي تحولت إلى نواة الدولة، وهذه المركبات هي الحيوية والأساسية التي حققت إقامة مستعمرة يهودية ودولة على أرض فلسطين".

وأوضحت أن "حرب العام 67 رسخت أن إسرائيل ليست دولة مؤقتة، إنما أثبتت أنها قوة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط، لكن بشكل متناقض".

وختمت د. غانم بالقول إن "إسرائيل تريد حسم الصراع بل وسحقه من خلال السيطرة عسكريا على فلسطين، وجعل السلطة الفلسطينية إدارة مدنية فقط لا غير".

وتطرق الأستاذ عبد الفتاح إلى المراهنة على الدور الأميركي، مؤكدا أن "مشروع الدولتين انهار، لذلك نحتاج الوقوف على ما يحصل أو ما سيحصل ومن هو الذي قادر على إحداث التغيير".

وقال إن "الشعب الفلسطيني لم يكف عن المقاومة، بدأت المقاومة مدنية ومن ثم تحولت إلى كفاح مسلح. وكانت القيادات التقليدية الفلسطينية هي القائدة للثورة حيث فشلت بسبب عدة عوامل".

وأشار عضو المكتب السياسي في التجمع الوطني الديمقراطي إلى أن "الانتفاضة الأولى كانت عبارة عن تمرد على القيادات الفلسطينية أولا، لكنها فشلت لأنها لم توفق بين العمل الجماهيري في فلسطين وعدة أسباب أخرى، غير أن منظمة التحرير الفلسطينية أعادت توجيه النضال في الداخل وذلك تمثل بالتوافق بين القيادات الداخلية والخارجية، وتمكنت الانتفاضة من أن تشكل استمرارية انتفاضيه في كافة الجوانب".

وتحدث عبد الفتاح عن تجربة حركة التحرر وكيفية نجاحها ضد الاستعمار ونظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وعدّد أهم محطات النضال والنقليات النوعية التي خاضتها حركات المقاومة آنذاك، وكيفية تطورها.

وتطرق إلى "اتفاقية أوسلو" مؤكدا أنها "مزقت النضال الفلسطيني، وسبقت ياسر عرفات الكثير من التحذيرات على إبرام اتفاقية أوسلو".

وختم عبد الفتاح بالقول إن "القيادة التي لا تعر اهتماما للشعب لا يمكنها أن تنجح في أي نضال ومثال على ذلك أبو مازن، والمطروح الآن بشكل واضح التعامل مع إسرائيل بأنها قوة استعمارية، ويجب أن يبقى الخطاب في الشارع أن أرض فلسطين هي لكل فلسطيني، والبحث عن خيارات أخرى، فلا مكان للمساومة حتى لو بقينا مختلفين".

التعليقات