"ارفض" تدين الاعتداء على الشيخ إسعيد سيتاوي

أثار الاعتداء، أمس، السّبت، على مجموعة شبّان كانت تحتفل بعيد الفطر السّعيد داخل مقام النّبي الخضر في كفر ياسيف، غضبًا عارمًا في الأوساط الوطنيّة الفلسطينية والعربيّة عمومًا.

الشيخ إسعيد سيتاوي أمس (ناشطون)

أثار الاعتداء، أمس، السّبت، على مجموعة شبّان، من بينها الشيخ إسعيد سيتاوي، كانت تحتفل بعيد الفطر السّعيد داخل مقام النّبي الخضر في كفر ياسيف، غضبًا عارمًا في الأوساط الوطنيّة الفلسطينية والعربيّة عمومًا.

وجاء في بيانٍ صادر عن حراك "اُرفض... شعبك يحميك"، وصلت موقع "عرب 48" نسخة منه، "كنّا قد تحدّثنا عن ذلك سابقًا، فقد قامت المؤسسة الصّهيونيّة بسرقة هذا العيد ومصادرته وخطفه من دروز الجليل والكرمل لغايةٍ سياسيّةٍ صرفة، وهي سلخ الدروز عن مجتمعهم العربي الفلسطيني، كما فعلت حين فرضت التجنيد الإجباري على الشبان الدروز. وعلى هذه الحقيقة لا يختلف اثنان، فهذا تاريخ موثّق في الأرشيفات الصهيونية ولا مجال لنقاشه".

وأضاف البيان: "لكن كيف خوّل أصحاب المناصب الدينيّة لأنفسهم الحقّ بأن يسمحوا للمؤسسة بمنع الموحدين الدروز من الاحتفاء بالعيد؟ هذا سؤالٌ محيّرٌ حقًّا، ألا يخافون إمام الزمان؟ وإن حضر كيف سيجيبوه؟ أسيقولون في حضرته أردنا إرضاء سيّدنا صهيون فخالفناك وألغينا العيد؟!، ألا يعلمون أنّ إحياء شعائر العيد هي واجبٌ ديني، أسيغفرُ الإمام لمن يتخلّفون عن واجبهم أمامه؟ أصحاب المناصب الدينيّة هؤلاء أما آن أن يرتدعوا؟ أما آن أن يكفّوا عن اقحام الدين في السياسة؟".

كما ورد في البيان "ألا يعلمون أن البلطجة هي سلاح الضعيف؟ إن الاعتداء على فضيلة الشيخ اسعيد سيتاوي وضربه في حضرة النبي الخضر هو إثمٌ عظيم. ووجب التذكير والتأكيد أن من أثار الفتنة ويؤججها الآن هو من نصب كمينًا في مقام مقدس وضرب شيخًا وابنه ووالده الهرم دون أي مبرر ومن ثم حاول التعتيم بسرقة الكاميرات والهواتف معرّفًا عن نفسه بدون تردد وخجل من "جماعة الشيخ موفق". ثم يتهمنا في بيانه إننا نوقد الفتنة بينما جماعته مدنسين للزي الديني الذي يرتدوه يردّوا إنسانًا موحّدًا أتى ليزور مقام النبيّ وليؤدّي واجبه الديني المتمثّل بالاحتفاء في عيدٍ يفرضه عليه الدين، فهم عدو للدين".

ومضى البيان بالقول "إنّ من يرفع يده ويضرب شيخًا يرتدي لفّة إمام الزمان في مقام الخضر لا يخاف النبيّ الخضر ولا شكّ أن حسابه معه عسير. كان من كان. ولم نستغرب مما حصل، إذ لهم سوابق في تهديد ناشطات وناشطين من حراكنا وغيرهم/ن والتعرض لهم/ن بأشكال مختلفة من العنف. وأخيرًا، يهددون من يشهد ويوثق؛ وقد نزلتم إلى مثل هذا الدرك، فرأينا أن نحدّثكم محذّرين ومحذرات مما لا تُحمد عقباه، أنتم والمسؤولين عنكم منبع الفتنة ووقودها!".
ووجّه الحراك نداءً للشّيخ إسعيد سيتاوي، قال فيه "يا شيخنا جازاك الله خيرًا عن طائفةٍ كاملة. جازاكَ الله خيرًا، إذ رأيت أن تحمل ثقل أداء الواجب الديني محتفيًا بعيد الفطر، جاعلًا من النبيّ الخضر قِبلةً. بلى أنت ترقدُ اليوم مثقلًا بالجراح لكن لا ريب أنّ سيدنا الخضر يبتسمُ لك. لا ريب أنّ هذه الجراح ستشهدُ أمامه وأمام إمام الزمان أنّك وقفت مدافعًا عن دينك وعن حكمتك، وعن أبناء طائفتك التي لا تنفكّ المؤسسة الصهيونيّة وأذنابها عن النهش من لحمها فلا تكرهوا شيئًا لعلّه خيرٌ لكم، إنّ البلطجة التي قمعتك لن تنتصر، إنّ كافة ممارسات المؤسسة الصهيونيّة بحقّ هذه البلاد لن تنتصر".
وأضاف "لا يحقّ للمؤسسة الصهيونيّة أن تُصادر وأن تخطف من الموحّد والموحدّة عيدهما، هذا عيدٌ عمرهُ ألف سنة، فليقولوا لنا كم عمرهم هؤلاء الغزاة".
وأردف: "ما قمت به يا أيّها الشيخ الجليل انت وأمثالك يحملُ أبعادًا تاريخيةً عظيمة وسيكون له صدًى واسعًا في دنيانا الحاضرة ولن يشمل صداها الآخرة فقط، فإنّ هذه الطائفة الكريمة ستذكرُ هذه المسيرة المحقّة التي ستفرض نفسها. أنتَ من واجهتهم بصدرك الأعزل وقلت لا، ألف لا، أنا سأقيم طقوس وشعائر العيد وسأحتفي به شاء من شاء وأبى من أبى. أمّا بعد فقد قام مكتب الشيخ موفق طريف بالتعقيب على ما جرى في المقام الشريف فاستنكر ما حدث. نقولها علنًا، إنّكم أنتم من تقحمون الدين في السياسة ونحنُ نختلفُ معكم سياسيًّا، والكثيرون والكثيرات من أبناء وبنات الطائفة العربيّة الدرزيّة يختلفون ويختلفن معكم سياسيًّا (وهذا مثبت أكاديميًا في أبحاث أجريت في جامعة حيفا)، وإننا نرى أنّكم تسقطون بهذه الطائفة إلى الهاوية".
وأضاف البيان "وإننا نظنُّ أنّه من حقّنا أن نعبر عن رأينا ومن واجبنا أن ندافع عن أبناء الطائفة العربيّة الدرزيّة من الاحتلال الفكري الذي تمارسه السلطة عليها من ما قبل النكبة وحتى يومنا هذا. لقد قامت مشيخة العقل في البلاد الشقيقة بالاحتفاء بعيد الفطر والفيديوهات واضحة للجميع على شبكة التواصل، لماذا إذا تسمحون للسلطة الصهيونيّة بمنعه عن أبناء الجليل والكرمل عنوةً عن باقي الموحدين الدروز؟ كان من الأجدر أن تقوموا في تعقيبكم بالدفاع عن حقّ الشيخ إسعيد السيتاوي في الاحتفاء بشعائر العيد وأن تخبروا الشعب أنّكم ستطالبون السلطات الإسرائيليّة بإعلان عطلة رسميّة معترف بها للدروز في يوم عيد الفطر، فهذا واجب ديني".

"لكنّكم مكان ذلك قمتم بالاستنكار وتأكيد فتح المقام في وجه الزائرين ثمّ حوّلتم الكلام لتنتقدوا من يقوم بانتقادكم على شبكات التواصل"، وفقًا للبيان، الذي أضاف "نحنُ نؤكّد على حقنا في النقد، ما دمنا نتبع في عملنا تعاليم المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، وما دمنا ننفذ وصيّة عطوفة القائد سلطان باشا الأطرش، فلن يردعنا رادع عن الدفاع عن أهلنا وناسنا وعن حقّهم وحقّنا في أرضنا. نحن نؤكد على حقنا بناء مجتمع حر وغير قامع، مجتمع متساوٍ وعادل ينصف بين جميع فئاته ويحترم التعددية والاختلاف، ولتكن مشيخة العقل حكمًا ما بين الطائفة الدرزيّة في الجليل والكرمل وبين المؤسسة الصهيونيّة. وقد آن أن نتوجّه إليها بالأسئلة لتجيب".

ومن جملة الأسئلة التي وردت في بيان الحراك: المؤسسة الصهيونية تمنع الدروز من إحياء عيد الفطر فهل يجوز للموحّد والموحّدة أن ينصاعا للمؤسسة مخالفان أمر الدين؟ المؤسسة الصهيونية تقيم شعائر احياء ذكرى الأموات وتذهب بالدروز ليزوروا المقابر كما يفعل اليهود فهل هذا جائز دينيًا؟ المؤسسة الصهيونية تدنّس مقامات الأنبياء بالشعائر العسكريّة فهل هذا جائز دينيًا؟ وكأنهم يعطون قداسة دينيّة لحربهم الاحتلاليّة؟ المؤسسة الصهيونية تعمل على تطويع الدين في خدمة مصالحها فهل هذا جائز دينيًا؟ وهنالك ألف سؤال آخر. وقد قال مكتب الشيخ إنّه على استعداد لمناقشة أي موضوع لذا نحن نأمل أن يجيب على الأسئلة أعلاه وهي غيضٌ من فيض، ونأمل عدم إقحام الدين في السياسة أكثر".

التعليقات