إضراب في باقة: خطوات تصعيدية ضد العنف والجريمة

التزم أهالي مدينة باقة الغربية بالإضراب العام والشامل الذي دعا إليه اللجنة الشعبية ولجنة الإصلاح والبلدية، حيث أغلقت المحال التجارية وفروع البنوك والبريد والمؤسسات العامة، اليوم الإثنين، أبوابها، استنكارا لجريمة القتل الذي راح ضحيتها رجل الأعمال أحمد زهدي عثامنة، الليلة الماضية.

إضراب في باقة: خطوات تصعيدية ضد العنف والجريمة

(عرب 48)

التزم أهالي مدينة باقة الغربية بالإضراب العام والشامل الذي دعت إليه اللجنة الشعبية ولجنة الصلح والبلدية، حيث أغلقت المحال التجارية وفروع البنوك والبريد والمؤسسات العامة، اليوم الإثنين، أبوابها، استنكارا لجريمة القتل الذي راح ضحيتها رجل الأعمال أحمد زهدي عثامنة، الليلة الماضية.

جاء ذلك وسط دعوات لتنظم وقفات احتجاجية تنديدا بالعنف والجريمة وانتشار السلاح وسيطرة ثقافة القوة والعربدة، و"سط غياب الشخصيات القيادية عن المشهد ما يؤدي بالضرورة إلى نتيجة حتمية قد تقود إلى موجة عنف دخيلة على البلد الآمن"، وفق ما صرّح به عدد من الأهالي لـ"عرب 48".

واجتمع في قاعة الجلسات في دار البلدية في مدينة باقة الغربية، صباح اليوم الإثنين، ممثلون عن لجنة الصلح واللجنة الشعبية وبلدية باقة الغربية، بالإضافة إلى عدد من الناشطين، في محاولة لاستدراك الوضع في ظل الأجواء الغاضبة التي عبّر عنها بعض من شباب البلدة في شوارعها الرئيسية وفي المستشفى حيث تم الإعلان عن وفاة رجل الأعمال الشاب متأثرًا بجراحه.

وبحث الاجتماع سبل التصدي لآفة العنف والجريمة، ولتفعيل آلية ضغط شعبي على جهاز الشرطة لضبط المجرمين، وسط معطيات تقديرية تفيد بأنه حيثما تواجدت الشرطة الإسرائيلية، ارتفعت نسب الجريمة وقلت نسبة المحاسبة العادلة للمجرمين وتقديمهم للقضاء.

وخلال الاجتماع اقترح العديد من الخطوات الاحتجاجية على إثر تفشي العنف والجريمة، وعلى وجه الخصوص جريمة القتل التي وقعت الليلة الماضية، والتي أصيب فيها شخص آخر (39 عاما) بجروح متوسطة، كان برقة الضحية عثامنة لحظة ارتكاب الجريمة.

وخلص الاجتماع إلى "الانطلاق في مظاهرة شعبية سلمية، تبدأ فورَ الانتهاء من الجنازة، من المقبرة الشمالية، مرورًا بالشارع الرئيسي، لتنتهي عند ديوان باقة الغربية".

وأوضحت البلدية في بيان صدر عنها أنه "ستشاركُ في المظاهرة كافة الأطر الجماهيرية الاجتماعية والسياسية، الفاعلة على الساحة المحلية، دون استثناء".

ومع انتهاء المظاهرة، ستُلْقى خطابات، من قبل: بلدية باقة الغربية؛ لجنة الصلح، اللجنة الشعبية ولجنة المتابعة العليا لشؤون الجماهير العربية في البلاد.

وقالت البلدية في بيانها إنه "ستتواصل عمليات التصدي لآفة العنف الإجرامية وآلتها القاتلة، من خلال اتخاذ عدة خطوات عملية تصعيدية ضد الإجرام وضد عناصرها المتآمرة، وضد تقاعس الأجهزة الأمنية في مجتمعنا العربي".

وأشارت البلدية إلى أنه سيتم إطلاع الأهالي "خلال القريب العاجل، عن باقي الخطوات التصعيدية التالية، ضمن خطتنا لمكافحة آفة الإجرام".

وفي حديث لـ"عرب 48" قال شقيق المرحوم، جميل عثامنة، إنه "حتى اللحظة لا نصدق هول الفاجعة، لا أصدق أن أحمد لقي حتفه بهذه الصورة البشعة، هذه فاجعة بل كارثة كبيرة لا يمكن تصورها".

وأوضح عثامنة أن "المرحوم متزوج ولديه طفلين، وهو رجل ناجح في عمله تربطه علاقة طيبة بالجميع، مساعد للكل معطاء يحب الخير للغير، ويشهد له الشارع في باقة، انظر وشاهد الحزن في عيون الأهالي، وستعلم من هو أحمد".

وأشار إلى أنه "لو كان هذا الحدث مع يهودي لكانت الشرطة تعاملت بشكل آخر، أحمد قتل في ظل تواجدهم وعليهم تقع المسؤولية الكبرى".

فيما اعتبر عضو اللجنة الشعبية، خيري اسكندر، أن "هذه الجريمة اعتداء سافر على أهالي باقة جميعا، نحن نتسنكر الجرائم بشكل عام وهذه الجريمة بشكل خاص، ونحمل الشرطة المسؤولية الأولى عن تفشي العنف والجريمة، بل وبتنا نعتقد أنها تغذي الجريمة وليست فقط متقاعسة".

وعن المرحوم قال اسكندر إنه "كنت بعلاقة وطيدة مع المرحوم أحمد زهدي، كان المرحوم معطاءً وطيبا وكل من أحاط به أحبه، لا يعتدي على أحد، ورجل ناجح في بيته وعمله ومع الناس".

وأشار اسكندر إلى أن "هذه الحريمة تشير إلى فشل الشرطة الذريع، ونطالبها بالأجوبة، المرحوم كان مهددا وسبق أن أطلق عليه النار أكثر من مرة، والعديد من الشكاوى لدى الشرطة في هذا الملف، كيف له أن يقتل هكذا تحت أنفهم".

وقال عضو لجنة الصلح، سعيد رسمي أبو حسين: "ألوم الأهالي أولا ومن ثم الشرطة، يجب على الأهالي أن يعلموا أين يذهب ابنهم ومع من يمشي وكيف يتصرف ومن أين يأتي بماله، وأن يتابعوا تصرفاتهم، التربية هي الأساس".

وتابع أن "على أهالي باقة الاتحاد يد بيد، كي نحافظ على مديتتا من هذا الوباء، (في إشارة إلى الأعمال الإجرامية)، وإذا لم نكن يدا واحدة، لن تقوم لنا قائمة في هذه المدينة، والمصاب هذا سوف يصيبنا كلنا".

وختم حديثه بالقول: "أتأمل أن تكون الخطوات هذه المرة مجدية، سنجتمع مجددا بعد التظاهرة لاتخاذ خطوات لنمنع الجريمة القادمة بإذن الله، سواء من عملنا بلجنة الصلح، أو في اللجنة الشعبية والعمل الجماهيري".

 

التعليقات