لجنة المهجرين تنظم جولة في البصة المهجرة

شارك العشرات في الجولة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين إلى قرية البصة المهجرة في قضاء عكا، مؤخرا.

لجنة المهجرين تنظم جولة في البصة المهجرة

جولة في البصة المهجرة

شارك العشرات في الجولة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين إلى قرية البصة المهجرة في قضاء عكا، مؤخرا.

واستقبلهم وقدم الشرح الوافي عن تاريخ القرية المهجرة، المحامي سليم واكيم، ابن قرية البصة المهجرة والمربي حبيب زريق والذي عاش في القرية وزاول مهنة التدريس فيها.

وافتتح الجولة واكيم، وتطرق إلى تاريخ البصة الذي يمتد إلى غابر العصور، وقال إن "البصة كانت هامة جدا فقد ارتبطت بالطريق العام الساحلي بين عكا وبيروت، كما تميزت بموقعها وأراضيها الخصبة التي تمتد حتى ساحل البحر الأبيض المتوسط".

وأضاف أنه "قُدّر عدد سكان البصة عام 1948 بأربعة آلاف، ويتجاوز عددهم اليوم أكثر من 40 ألف نسمة، 300 منهم تقريبا في البلاد والباقي موجودون في لبنان وكندا. كما بلغ عدد منازلها ما يزيد على 700 منزل مبنية بالحجارة. وقد بقي من معالم القرية لغاية اليوم، مسجد وكنيستان ومقام الخضر وبيت لعائلة الخوري وفندق، استولت عليها 'دائرة أراضي إسرائيل' ويمنع الدخول إليها وترميمها".

كما تحدث عن الحياة الاقتصادية في البصة والتي اشتهرت بالعديد من الزراعات مثل القمح والخضار والفاكهة التي كانت تُصدّر إلى المدن الفلسطينية وإلى لبنان. وقال إنها "اشتهرت بشكل خاص بزراعة الكوسا".

وختم واكيم بالحديث عن الإجراءات القانونية التي تقوم بها لجنة أهالي البصة، اليوم، لترميم ما تبقى من معالم في القرية وإحيائها عبر النشاطات المختلفة.

وذكر المربي حبيب زريق، البالغ من العمر 96 عاما والذي سكن قرية البصة ودرس في مدارسها، أن "البلدة امتازت بالعلاقات الاخوية بين سكانها وبنسبة المتعلمين من النساء والرجال. وكانت فيها مدرسة ثانوية وحيدة في المنطقة من بين مدارس ثانوية قليلة في فلسطين. وشهدت القرية حياة ثقافية مزدهرة، واعتاد سكانها على الجلوس في المقاهي وتبادل الأحاديث الثقافية والسياسية. واشتهر في البصة متنزه 'المشيرفة' على شاطئ البحر، والذي كان يضم العديد من المقاهي ويقصده المتنزهون من البلدات الفلسطينية واللبنانية. فكانت البصة لموقعها على الحدود مع لبنان محطة للمسافرين والقادمين".

وأشار إلى "احترام أهل البصة للضيوف الذين كانوا يسكنون القرية وبينهم المعلمون في المدارس". وتحدث أيضا عن مشاركتهم أهل القرية أفراحهم وأتراحهم. وقال إن "الحياة الاجتماعية بين المسلمين والمسيحيين امتازت بالأخوة والشراكة في جميع المناسبات ولم تعرف التفرقة أو الضغينة، فكان جميع أهل القرية يتشاركون الأفراح والأعياد والطقوس الاجتماعية المختلفة".

كما تحدث زريق عن "مكانة المرأة في البصة واحترامها، فشاركت النساء الرجال في الدبكة والمهرجانات الشعبية ولم يكن هناك أي فصل أو تفرقة".

وقالت مركزة مشروع الجولات في جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين، رنا عوايسة، إن "أهمية مشروع الجولات إلى القرى المهجرة تكمن في أنه يعرفنا في كل مرة على حقائق حول البلدات الفلسطينية، تدحض الرواية الصهيونية حول تاريخنا والمأساة التي حلت بشعبنا. قرية البصة تشكل نموذجا للقرية الفلسطينية المزدهرة بثقافتها، فكان فيها إضافة لأربع مدارس، عدة نواد ثقافية وجمعيات تُعلم الطلاب فنون الخطابة والإلقاء وتحدث اللغات الأجنبية. وقد حلت محل كلية البصة الوطنية التي قصدها طلاب العلم من البلدات الفلسطينية واللبنانية حظيرة للأبقار تابعة لمستعمرة 'شلومي' التي أقيمت على أراضي القرية والتي تعتبر بلدة فقيرة من الناحية العلمية والتطويرية. وهذا مثال بليغ لما فعلته الحركة الصهيونية بشعبنا من تدمير واقتلاع، لا ما تدعيه من أكاذيب تاريخية".

التعليقات