اكتشاف رسم جداري للمسيح في خربة سبيطة في النقب

سبيطة تقع جنوب غربي بئر السبع وسكنها العرب الأنباط، واكتسبت أهميتها من موقعها على طريق البخور، على مفترق طرق القوافل القادمة من اليمن، وتربطها بالشام ومصر والبحر المتوسط، ودخلت إليها المسيحية، وتحولت إلى قرية زراعيها سكنها نحو ألفي شخص

اكتشاف رسم جداري للمسيح في خربة سبيطة في النقب

بقايا الكنيسة الجنوبية (ويكيبيديا)

اكتشف باحثون من جامعة حيفا رسما جداريا من العهد البيزنطي للسيد المسيح في صباه، وهو الأول من نوعه في البلاد، وذلك خلال حفريات أجريت من قبل الجامعة في خربة سبيطة في النقب.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في موقعها على الشبكة، فقد اكتشف الرسم في الكنيسة الشمالية في خربة سبيطة، ومن المرجح أنه يصف مشهد تعميد المسيح من قبل يوحنا المعمدان، الذي يظهر في الرسم أيضا.

وقالت د. أمه معيان بنر، من كلية تاريخ الفنون في جامعة حيفا، وعضو مشروع الحفريات العلمي في سبيطة، إنه بسبب الحماية السيئة للرسم الجداري، حيث لم يكن هناك سوى بقايا قليلة من اللون، ونظرا لكونه مرتفعا في مكان تصعب رؤيته، فقد كان يصعب الانتباه لوجوده، رغم الدراسات المختلفة التي أجريت في الموقع، مضيفة أنه تم اكتشاف الرسم بشكل مفاجئ عندما انعكست عليه أشعة الشمس.

وقد نشر خبر اكتشاف الرسم الجداري لوجه المسيح في مجلة "Antiquity".

وبحسب التقرير فإن مشروع الحفريات في سبيطة يقوده البروفيسور غاي بار عوز من جامعة حيفا، وينفذ في المنطقة منذ سنوات تم خلالها تحقيق اكتشافات جديدة بشأن الأسباب التي أدت إلى انهيار المجتمع البيزنطي في النقب في القرن السابع للميلاد.

ويعتبر اكتشاف الرسم الجداري لوجه المسيح أمرا مهما وغير عادي، حيث أنه الأول من نوعه في إطار كنيسة بيزنطية في بلادنا التي تعتبر مهد المسيحية.

وأضاف التقرير أنه بعد تصوير الرسم بجودة عالية، وفي ظروف إضاءة مختلفة، بات بالإمكان تشخيص باقي المشهد في الرسم بصورة واضحة، حيث يظهر فيه شاب صغير ذو شعر قصير مجعد، وبعينين واسعتين، وعلى يساره يظهر شخص آخر ضخم.

وقد تم تشخيص الرسم من قبل د. بنر، إضافة إلى د. رفيت لاين من جامعة حيفا أيضا.

وتقول د. لاين إن مكان الرسم، فوق حوض التعميد على شكل صليب، إضافة إلى مميزات أخرى مثل مكان بقايا رسوم الشخصيات، أتاح اكتشاف أن الحديث عن مشهد تعميد المسيح، مضيفة أنه لا بد وأن كانت هناك تفاصيل أخرى اختفت مع مر السنين.

وأضافت أن التشخيص الجديد يعتبر فريدا من نوعه لأنه الأول الذي يعثر عليه من هذه الفترة، كما أنه يسلط الضوء على تطور الفن المسيحي على مر السنين، وعلى تطور المسيحية نفسها.

من جهتها تقول د. بنر إن الصورة المتخلية المعروفة للمسيح في الفن عبر التاريخ تظهر شخصية ذات شعر طويل، وفي حالات كثيرة مع لحية سوداء، بينما يظهر في الرسم الجداري الجديد ذا شعر مجعد وملامح شرق أوسطية.

تجدر الإشارة إلى أن خربة سبيطة تقع جنوب غربي مدينة بئر السبع، وتبعد عنها نحو 40 كيلومترا. وأعلن عنها في العام 2005 كموقع تراث عالمي من قبل اليونيسكو.

سكنت القرية منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن التاسع الميلادي، وقد سكنها العرب الأنباط، واكتسبت أهميتها من موقعها على طريق البخور، حيث تقع على مفترق طرق القوافل القادمة من اليمن، وتربطها بالشام ومصر والبحر المتوسط. ومع بدء العهد البيزنطي دخلت إليها المسيحية، وتحولت إلى قرية زراعيها سكنها نحو ألفي شخص.

التعليقات