"تراجع تمثيل الأحزاب بالهيئات المحلية لا يؤشر على نتائج انتخابات الكنيست"

الحكم المحلي في إسرائيل، لا يتمتع باستقلالية كبيرة عن نظيره المركزي من الناحيتين الإدارية والتنظيمية، لافتا، بالمقابل، إلى الاهتمام الواسع الذي تحظى به الانتخابات المحلية في المشهد الإسرائيلي.

قال أمين عام حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إمطانس شحادة، ومدير عام المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية "مدى الكرمل"، مهند مصطفى، إن نتائج الانتخابات المحلية الإسرائيلية الأخيرة، فيما يتصل بالمشاركة العربية فيها وتمثيل الأحزاب، لا تمثل مؤشرا أساسيا للقياس عليه بخصوص صورة الوضع في الانتخابات المقبلة لـلكنيست، بيد أنهما أشارا إلى حدوث تراجع على صعيد تمثيل الأحزاب العربية في عضوية الهيئات المحلية. 

جاء ذلك خلال ندوة بعنوان "ما بين الانتخابات المحلية والانتخابات العامة: الخارطة السياسية في إسرائيل إلى أين؟"، ونظمها المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار" في مقره في رام الله، أمس، الثلاثاء.

 وأشارت المديرة العامة لـ"مدار"، د. هنيدة غانم، التي أدارت الندوة، إلى أهمية الفعالية، كونها تأتي في ظل إمكانية إجراء انتخابات مبكرة للكنيست، على ضوء الصراعات التي تكتنف المشهد السياسي الإسرائيلي.

ولفتت إلى دور الانتخابات المحلية الأخيرة، في توفير بعض المؤشرات حول المشهد الإسرائيلي وتحولاته.

وقدم مصطفى، شرحا حول الإطار العام للهيئات المحلية في إسرائيل، مبينا أن الانتخابات الخاصة بها تتم كل خمسة أعوام.

وبين أن الحكم المحلي في إسرائيل، لا يتمتع باستقلالية كبيرة عن نظيره المركزي من الناحيتين الإدارية والتنظيمية، لافتا، بالمقابل، إلى الاهتمام الواسع الذي تحظى به الانتخابات المحلية في المشهد الإسرائيلي.

وأوضح أن الأحزاب الإسرائيلية تقدم دعما ماليا كبيرا لقوائمها للانتخابات المحلية، بعكس الأحزاب العربية الموجوة داخل الخط الأخضر، التي أشار إلى عدم تقديمها دعما لوجستيا وتنظيميا واسعا للقوائم العربية.

وبين أن نسبة المشاركة في الانتخابات المحلية الأخيرة جاءت مرتفعة، ووصلت إلى نحو 60%، وقد شملت 197 سلطة محلية، و54 مجلسا إقليميا.

وحول أنماط المشاركة في الانتخابات المحلية، نوه إلى تنامي إقبال المواطنين الفلسطينيين في الداخل على التصويت في الانتخابات المحلية، ووصلت في أوساطهم إلى نحو 82%، رغم ضعف الخدمات المقدمة من قبل الهيئات العربية في الداخل.

وعزا مصطفى نسبة التصويت العربية العالية إلى وجود عصبية في الحكم المحلي، تدفع الناس إلى الخروج للتصويت، وخلال العام الحالي أخذت هذه العصبية طابعا عنيفا، ما يعود في أحد جوانبه إلى تراجع دور الأحزاب العربية في السياسة المحلية، ما تجلى في نسبة تمثيل الأحزاب العربية على صعيد أعضاء السلطات المحلية وكانت تبلغ نحو 25%، لتصل في الانتخابات الأخيرة إلى 10%.

وبالنسبة للأحزاب الإسرائيلية، ذكر أن قوة حزب العمل في الانتخابات المحلية، تفوق نظيرتها للانتخابات القطرية، منوها في الوقت ذاته، إلى إقبال الحريديين الكبير، على التصويت لصالح القوائم التي تمثلهم.

وذكر أن الحزب الحاكم في إسرائيل "الليكود"، شهد تراجعا في نتائجه في الانتخابات الأخيرة، وخسر معاقل مهمة، خاصة في ضوء النتائج التي حققها حزب "كولانو"، وحدوث عدة انشقاقات في الليكود.

وعزا ارتفاع نسبة التصويت في الانتخابات الأخيرة، مقارنة مع سابقتها خلال العام 2013، ووصلت حينها إلى 50%، إلى تقاربها مع انتخابات الكنيست المقبلة.

وأوضح أن الانتخابات المحلية بالنسبة للمجتمع الإسرائيلي تكتسي طابعا سياسيا، أكثر منه خدميا.

"لا تراجع بصرف النظر عن النتائج"

من جانبه، رأى شحادة، أن دور الأحزاب العربية لم يتراجع، بصرف النظر عن نتائج الانتخابات.

وأوضح أنه خلال الأعوام الـ 10-15 الأخيرة، زادت قوة وأهمية السلطات المحلية العربية، لا سيما على الصعيد السياسي، والاقتصادي والخدمي.

وذكر أن السلطات المحلية العربية هي أكبر مشغل للاقتصاد العربي في الداخل، لافتا في الآن ذاته، إلى أنها مشغل أساسي للأكاديميين الفلسطينيين أيضا.

وأشار إلى قوة التنافس بين الأحزاب العربية في الانتخابات المحلية الأخيرة، منوها بالمقابل إلى ما أبرزته نتائج الانتخابات من تراجع قوة هذه الأحزاب في المدن العربية الكبيرة، كما حصل على صعيد الناصرة، وطمرة.

واستعرض تجربة الأحزاب العربية في الانتخابات الأخيرة ونتائجها، إضافة إلى بعض المسائل المرتبطة بآليات تشكيل القوائم.

وبين أنه يصعب استخلاص عبر ودروس كثيرة على المستوى القطري، بالاستناد إلى تجربة الانتخابات المحلية الأخيرة.

وأوضح أن الأحزاب العربية حرصت على تكريس أجواء منافسة إيجابية فيما بينها، حتى لا تحدث انعكاسات سلبية تؤثر على مشاركتها في انتخابات الكنيست المقبلة، موضحا أن التصريحات تكشف إلى الآن اعتزام ثلاثة أحزاب على الأقل الذهاب إلى الانتخابات العامة في قائمة مشتركة كخيار إستراتيجي وضروري للأحزاب العربية.

وختم قائلا: السلطات المحلية مهمة، لكنها ليست مؤشرا أو ورقة نضغط بها لتشكيل القائمة المشتركة.

 

التعليقات