استئناف الشاعرة طاطور يحتاجُ "إعادة النظر في بعض التعابير والمعاني"

انتهت، بعد عصر اليوم الثلاثاء، في المحكمة المركزية الإسرائيلية في الناصرة، جلسة الاستئناف التي تقدمت بها الشاعرة دارين طاطور (36 عامًا) من قرية الرينة، والتي أُدينت بتُهمتي التحريض على العنف والإرهاب، والانتماء لمنظمة معادية وحُكِم عليها بالسجن الفعلي، وذلك بسبب مدونات وكتابات

استئناف الشاعرة  طاطور يحتاجُ

دارين طاطور في قاعة المحكمة بالناصرة، اليوم (عرب 48)

انتهت، بعد عصر اليوم الثلاثاء، في المحكمة المركزية الإسرائيلية في الناصرة، جلسة الاستئناف التي تقدمت بها الشاعرة دارين طاطور (36 عامًا) من قرية الرينة، والتي أُدينت بتُهمتي التحريض على العنف والإرهاب، والانتماء لمنظمة معادية وحُكِم عليها بالسجن الفعلي، وذلك بسبب مدونات وكتابات شعرية نشرتها عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".

وقد استعرضت المحامية غابي لاسري، مقدمة الاستئناف باسم الشاعرة طاطور، قضية حرية التعبير عن الرأي على مدار سنين طويلة وتعامُل الرقابة العسكرية مع التصريحات والكتابات الشعرية، وقالت إنه لم يسبق حالة دارين طاطور التي سُجنت بسبب كتاباتها الشعرية سوى حالة واحدة أُدين فيها الشاعر شفيق حبيب من دير حنا، بتهمة التحريض من خلال قصيدة بعنوان "تلاميذ غزة" تحدث فيها عن أطفال الحجارة، إلا أن المحكمة المركزية عادت وبرأته من التهمة بعد أن أُدين في محكمة الصلح.

كما ذكرت أن الفن والشعر يمكن أن يُفهم وأن يُفَسَّر بعدة أشكال وليس من الضروري أن يقصد الشاعر بتعابيره الشعرية والحسية، نفس المعاني التي تحملها الكلمات في السياق الإعلاني أو الصحافي، وإنما هو يكتب من حالة القهر والأسى التي سبقتها أحداث مدوية منها مقتل وإحراق أبناء عائلة دوابشة والطفل محمد أبو خضير، وهي لم تُكتَب بمعزل عن هذه الأحداث.

وقد حاول القضاة الثلاثة صاب دبور وإستر هيلمان ويفعات شطريت، من جانبهم وضع خطوط أو حدود واضحة بين ما هو شرعي وما هو تجاوز للقانون مشيرين إلى أنهم لا يصدرون الأحكام من فراغ، وإنما على أسس مُعرَّفة في القانون والقضاء، وقد حاولوا تفهم الدوافع والمعاناة التي جعلت طاطور تكتب بهذا الأسلوب.

ثم طلب القضاة مشاهدة فيديو قصيدة "قاومهم يا شعبي" داخل قاعة المحكمة، وما تأثير الصورة والموسيقى على القصيدة الشعرية، وخلصوا إلى نتيجة أنه لو انحسر النقاش في كلمات القصيدة وحدها لكانت نتيجة الحكم على طاطور مختلفة، إلا أن العمل الفني بمجمله والصخب الموسيقي وصور الانتفاضة منحت العمل قوة أكثر وتأثيرا أكبر على المشاهد.

من جانبها، استعرضت ممثلة النيابة العامة، مدونات طاطور، والأسس التي استندت عليها في الإدانة باعتبار أن التحريض كان مباشرة من خلال الدعوة إلى اللحاق بقافلة الشهداء، وكتابة مدونة "أنا الشهيد القادم" وتمجيد منظمة الجهاد الإسلامي، في حين دار نقاش طويل حول كلمة "شهيد" وما إذا كانت تحمل معنى آخر غير "مركب العملية الاستشهادية"، وخلصت إلى أن كلمة شهيد قد تعني "الموت في سبيل هدف سامي".

وفي ختام الجلسة، وبعد الاستماع إلى الطرفين في جلسة استمرت لأكثر من أربع ساعات؛ لخصت القاضية يفعات شطريت بالقول إن الأمر يستحق دراسة مُعمّقة، وربما إعادة النظر في بعض التعابير والمعاني، وقالت إنها ستبلغ الطرفين لاحقا بموعد إصدار قرار في الاستئناف، الذي يهدف إلى تبرئة طاطور وإغلاق الملف الأمني ضدها والذي يسبب لها الكثير من المتاعب في حياتها اليومية ويفرض عليها قيودا في مجالات العمل وغير ذلك، فضلا عن معاناتها التي دامت ثلاث سنوات في السجون والمعتقلات.

وأعربت طاطور في ختام الجلسة، عن أملها بأن يتم إغلاق الملف ضدها وأن يُحقق الاستئناف هدفه. ولم تُخفِ رضاها عن طريقة سير الجلسة وتفهم القضاة لدوافعها في تقديم شِعرِها وإبداعاتها.

وكانت طاطور، قد قالت قبيل جلسة المحكمة، إن إدانتها تقف، اليوم، عائقا أمام تقدمها وتقبلها في المجتمع، لذا فإنها تطالب بإلغاء قرار الإدانة بتهم أمنية وتعويضها عن معاناة دامت ثلاث سنوات. 

ونالت الشاعرة حريتها من سجن الدامون صباح يوم الخميس الموافق 20.09.2018.

وعانت طاطور على مدار السنوات الثلاث الأخيرة ظلم السلطات الإسرائيلية وأجهزتها الأمنية التي لاحقتها بسبب قصيدة شعرية نشرتها على صفحتها في شبكة التواصل الاجتماعي.

وكانت قد اعتقلت في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بعد نشرها قصيدتها "قاوم يا شعبي قاوم" عبر شبكة التواصل الاجتماعي.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وجهت النيابة العامة الإسرائيلية لائحة اتهام ضدها شملت "التحريض على العنف"، و"دعم تنظيم إرهابي".

وفي الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير 2016، أحالت المحكمة المركزية في الناصرة، طاطور إلى الحبس المنزلي.

وفرضت محكمة الصلح في الناصرة، في الأول من آب/ أغسطس الماضي، السجن الفعلي لمدة 5 أشهر على طاطور.

ودخلت طاطور معتقل الجلمة، ونقلت من هناك إلى سجن الدامون الذي قضت فيه محكوميتها لمدة شهرين، بعد اختزال مدة ثلاثة أشهر من محكوميتها.

اقرأ/ي أيضًا | الشاعرة دارين طاطور تنال حريتها

التعليقات