السبت في طرعان: عائلة تهدم منزلها بأيديها

تعتزم عائلة صفوري في قرية طرعان هدم بيتها بنفسها، وذلك في إجراء يحدث لأول مرة في القرية، بعد أن فشلت كل الجهود في الحفاظ على المبنى قائما.

السبت في طرعان: عائلة تهدم منزلها بأيديها

المنزل المهدّد بالهدم (عرب ٤٨)

تعتزم عائلة صفوري في قرية طرعان هدم بيتها بنفسها، وذلك في إجراء يحدث لأول مرة في القرية، بعد أن فشلت كل الجهود في الحفاظ على المبنى قائما.

كما سئمت العائلة ملاحقة السلطات الإسرائيليّة وأذرعها الأمنيّة لها ومطالبتها بهدم المنزل، والتهديد بالاستعانة بسلطات الهدم متمثلة بدائرة التنظيم والبناء من أجل تنفيذ هدم المنزل الذي تعيش فيه امرأة وأبناؤها الأربعة.

وكانت عائلة صفوري قد استسلمت لهذه الضغوطات والإنذارات والتحذيرات الملاحقات من قبل الشرطة الإسرائيليّة وأجهزتها وسلطة التنظيم وجرافاتها، التي، قبل أن تسعى لتطبق القانون، تستغلُ قوة القانون لضرب العرب في كل زمان ومكان للنيل من عزيمتهم وإرادتهم.

صبا صفوري، (45 عاما) صاحبة المنزل، والتي تعيش مع أبنائها الأربعة فيه منذ نحو 20 عاما قالت لموقع "عرب 48" إن المنزل مقام على أرض آبائها وأجدادها الذين هجّروا بفعل الاحتلال إلى سورية والأردن، وقد استولت الدولة على الأرض بحجة أنها أملاك للغائبين.

وأضافت صفّوري "منذ سنوات طويلة، حين تلقينا أول إنذار بالهدم ونحن نسعى إلى شراء "أرضنا" من الدولة، لكنننا كنا في كل مرة نصطدم بجدار من الرفض بادعاء أنّ القانون يقضي بهدم كل بناء قائم على الأرض قبل التفاوض على البيع والشراء".

وأوضحت أن مساحة البيت لا تتعدى الـ70 مترًا، وأنها تقيم فيه بسبب وضعها الاجتماعي الخاص. فهي امرأة مطلقة وتعيش مع أولادها الأربعة بجوار شقيقيها محمد وشوقي صفوري، وكانت قبل ذلك تعيش مع زوجها في منازل مستأجرة في كفر كنا ونتسيرت عيليت.

وتابعت تروي لموقع "عرب 48" ظلم السلطة والدموع تنهمر من عينيها قائلة "استكثروا عليّ منزلًا يأويني ويحميني أنا وأولادي، لم أعد أقوى على استجداء الناس لقد طرقت كل الأبواب ولم أنجح سوى في تأجيل هذا القدر الذي يبدو أنه محتوم في دولة كهذه".

ووجهت بعض اللوم للسلطة المحلية برئيسها الحالي، قائلة إنها علقت آمالًا كثيرة عليه بأن يستطيع أن يفعل شيئا لمنع الهدم، لكن دون جدوى؛ وتابعت أنه "في عهد الرئيس السابق، المحامي عماد دحلة، توقفت هذه الملاحقات لي بهدم المنزل بعد أن اتصل رئيس المجلس بقيادة الشرطة والتنظيم وقال لهم إن هدم المنزل يعني هدم القرية وهدم مشروعه الذي جاء فيه إلى أهالي قريته، وبعد الانتخابات جاء الرئيس الجديد، مازن عدوي، إلى البيت وسعى ووعد بأن يقوم بجهد لمنع الهدم لكن على ما يبدو فإنه لم ينجح، وعادت الملاحقات اليومية تتهددنا".

من جانبه، قال محمد صفوري (أبو معاذ)، شقيق صبا (أم حسن)، لموقع "عرب 48" إنّ هذه هي سابقة في طرعان أن يتم هدم منزل مأهول بالسكان وسط القرية، وأن مثل هذا الأمر لم يحدث من قبل رغم وجود الأبنية غير المرخصة في كل مكان".

وقال إنه يعتقد بأنه قام بخطوة عقلانية حين قرر هدم منزل شقيقته بيديه، بعد أن توصل إلى قناعة بأن لا نتيجة للتفاوض مع هذه الدولة العنصرية والمعادية للعرب، قائلا "إن السلطات أمهلته مدة معينة لتنفيذ الهدم، وإنه إن لم يفعل ذلك بنفسه، فإن جرافات سلطات التنظيم رهن الإشارة! وإنه في حال قامت سلطات الهدم بتنفيذ هذه العملية، فإنها ستطالب العائلة بدفع 280 ألف شيكل تكاليف الهدم".

وتابع صفوري يقول "إن عملية الهدم بدأت وإنه تم إخلاء البيت تماما من محتوياته، ونقوم الآن بتفكيك القرميد الذي كان يظلل ساحة المنزل كما نقوم ببناء خيمة بجانب البيت لاستقبال وفود المتضامنين غدًا، السبت، ظهرًا، حيث تطوّع أحد أبناء القرية لهدم المنزل بواسطة جرافة كبيرة (بايغر)، وقد أوصيته بأن يترك ركام المنزل في مكانه كشاهد على قمع السلطة عندما يأتي عناصرها لمعاينة الموقع".

وقد التقى موقع "عرب 48" في المكان رئيس المجلس السابق، المحامي عماد دحلة، الذي قال "إنه عندما نتحدث عن أمر هدم قديم جدا وتم تأجيله عدة مرات سواء بدوافع إنسانية أو قانونية ربما كان من الممكن تأخير الهدم أو منعه مرة أخرى".

وقال إن السلطات تتحرك بعد كل انتخابات لجس النبض قبل أن تقدم على عملية هدم، معربا عن دهشته لقيام السلطات بتجاهل 50 ألف بيتٍ بنيت بدون ترخيص وملاحقة صاحبة هذا البيت تحديدا في طرعان، وبهذه الفترة بالذات؟!!

واستنكر دحلة بشدّة عملية ملاحقة هذه العائلة أحادية الوالدين من أجل هدم بيتها، بدل أن تقوم سلطة الأراضي بمد يد العون لها ومساعدتها في ترخيص البيت أو بيع الأرض لها وهي أرض أجدادها أصلا.

وأضاف أن هذه العائلة ستجد نفسها يوم غدٍ بين السماء والطارق، ووجّه صرخة باسم العائلة وباسم أهالي طرعان، قائلا إنّ هدم البيوت في طرعان سابقة غريبة عن طبيعة القرية.

وتجدر الإشارة إلى أن عائلة صفورية وجهت دعوة للعديد لأعضاء الكنيست ورؤساء السلطات المحلية للتضامن يوم غد مع العائلة وإسماع صرخة غضب في وجه سلطات الهدم. وسيتم تنفيذ الهدم عند الساعة الواحدة ظهرا كما قال محمد صفوري.

التعليقات