هدم المنازل اليوم في الرامة ووادي عارة.. وغدا؟

الرامة تعيش في هذه الساعات في ظل شبح الهدم والمئات يستنفرون * جرافات السلطات هدمت صباح الإثنين مبنى يضم 5 وحدات سكنية ومبنى قيد الإنشاء في وادي عارة * قرار قضائي يمهد الطريق لهدم 3 منازل في قلنسوة..

هدم المنازل اليوم في الرامة ووادي عارة.. وغدا؟

(عرب 48)

تصعد السلطات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة من سياسة هدم المنازل في القرى والمدن العربية بذريعة البناء بدون ترخيص، بسبب اضطرار الأزواج الشابة للبناء بدون ترخيص بعد الوصول إلى طريق مسدود، سواء من جهة الحصول على ترخيص أو توسيع الخرائط الهيكلية في البلدات العربية، أو تخصيص مسطحات جديدة للبناء.

وبينما يحوم سيف الهدم على قرية الرامة في الجليل في ساعات مساء الإثنين، فإن جرافات الهدم قد سبق وأن نفذت جريمة هدم في ساعات الصباح في عدة قرى في وادي عارة.

وغني عن البيان الإشارة إلى جرافات الهدم أعملت أسنانها مؤخرا في عدة بلدات عربية، بينها اللد والرملة وقلنسوة والطيرة ووادي عارة والعراقيب وأبو قويدر وأم الحيران وطمرة ودير الأسد وسخنين والبعنة وطرعان ووادي النعم ورهط والكعبية وغيرها.

ومما لا شك فيه أن جرافات السلطات سوف تتحرك في الغد نحو أهداف أخرى في مواقع أخرى.

الرامة تعيش في ظل شبح الهدم

وتبين أن أنباء وصلت إلى قرية الرامة مفادها أن السلطات تنوي هدم مطعم على الطريق الموصل مع قرية بيت جن، الأمر الذي استنفر المئات من أهالي الرامة.

وبحسب التفاصيل الأولية، فإن الحديث يدور عن أمر هدم صدر ضد مطعم "العريشة" في قرية الرامة.

وتجمهر المئات من أهالي الرامة في حالة من التوتر والغضب، وذلك بهدف التصدي لجرافات الهدم.

 


وقال صاحب المطعم المهدد بالهدم، سميح عثمان، في حديث لـ"عرب 48"، إننا "تلقينا على مدار الأيام الماضية أنباء حول نية تنفيذ أمر الهدم الصادر بحق المطعم، والأنباء التي وصلتنا هذه الليلة كانت شبه مؤكدة وعلى هذا الأساس نفذ صبرنا وقمنا بتوجيه مناشدة للأهالي حتى يقفوا إلى جانبنا".

وأضاف أن "التضامن كان كبيرا جدا ويبعث الطمأنينة في نفسي، ونحن نعول على هذا الأمر من أجل التصدي لأمر الهدم، ومن هنا أتوجه بالشكر لكل من حضر ووقف إلى جانبنا وأيضًا المجلس المحلي الذي يبذل جهودا من أجل منع الهدم وكلنا أمل بأن يتم ذلك".

وأعرب عن "استغرابه واستهجانه لسياسة هدم المنازل في البلدات العربية، وأكاد لا أستوعب هذه الظاهرة".

وختم عثمان بالقول إنه "علينا أن نصل إلى وضع يمكننا من البناء على أراضينا، وعلى المؤسسة الإسرائيلية أن تحترم ذلك في ظل ما نراه من بناء تجمعات سكنية لليهود بينما لا نرى ذلك بالنسبة للعرب".

وادي عارة: تظاهرات محلية ومظاهرة ضد الهدم

في أعقاب جريمة الهدم التي نفذتها سلطات الهدم، صباح الإثنين، عقدت جلسة طارئة في مجلس عارة – عرعرة، بحضور رئيس المجلس المحلي ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية، مضر يونس، ورئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، وقيادات وممثلين عن القوى السياسية.

وأجمع المتحدثون على ضرورة الحراك الشعبي، وتصعيد النضال ضد سياسة الهدم، وتقديم الإسناد المادي والمعنوي لأصحاب المنازل المهدومة.

وتقرر في نهاية الاجتماع تنظيم مظاهرة يوم الجمعة، تقوم اللجنة الشعبية بتحديد زمانها ومكانها.

كما تقرر تنظيم وقفات محلية على مداخل قرى مجلس طلعة عارة وأم الفحم وعارة وعرعرة وكفر قرع، إضافة إلى المتابعة القضائية بكل ما يتصل بالأرض والمسكن.

الهدم في قرى وادي عارة

يشار إلى أن السلطات الإسرائيلية كانت قد هدمت، صباح الإثنين، مبنى يضم 5 وحدات سكنية ومبنى قيد الإنشاء في قرية خور صقر، بين بلدتين عرعرة وعين السهلة، إضافة إلى هدم جدار قيد الإنشاء.

وكان قد تجمع العشرات من أهالي خور صقر وعرعرة وعارة احتجاجا على جريمة الهدم، إلا أن قوات الشرطة منعتهم من الاقتراب من المكان.

وقال رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن الأرض والمسكن في وادي عارة، أحمد ملحم، "نستفيق صباح كل يوم على جريمة هدم أخرى لبيت بذات الذريعة التي تتخذها الحكومة. قضية المباني التي هدمت، اليوم، كانت تدار في أروقة المحاكم منذ فترة ولم تتوصل لحلول بسبب تعنت السلطات بالهدم. حذرنا في السابق من تضييق الخناق فيما يتعلق بالهدم وخاصة بعد سن قانون كمينتس وهذه السياسة إذا لم تتوفر بشأنها استراتيجية من قبل السلطات المحلية العربية ولجان التنظيم والبناء فيها فسوف يستمر الهدم وتتواصل معاناة الأهالي".

قلنسوة: رفض اعتراضات على الهدم يمهد الطريق لهدم 3 منازل

وعلى صلة، تجدر الإشارة إلى أن محكمة الصلح في نتانيا رفضت، الخميس الفائت، اعتراضات تقدم بها أصحاب ثلاثة منازل مهددة بالهدم في مدينة قلنسوة في المثلث.

وبالنتيجة، فإن قرار المحكمة يمهد الطريق أمام جرافات الهدم، ويوعز للسلطات بالتحرك لتنفيذ أوامر الهدم.

وجاء رفض المحكمة لاعتراضات أصحاب المنازل بادعاء عدم وجود حلول تنظيمية للمنازل في الأفق القريب.

ويعد قرار المحكمة هو الأخطر، منذ بداية المسار القضائي بعد أن تلقى أصحاب المنازل أوامر الهدم، ليعود شبح الهدم ليخيم على المنازل الثلاثة في هذه المرحلة، بعد استنفاذ العديد من الاقتراحات التي قدمت للمحكمة والتي شملت اقتراحات تنظيمية وتخطيطية وقضائية، رفضتها المحكمة فضلا عن تبنيها قرار الهدم بشكل واضح والإيعاز بتنفيذه.

التعليقات