مؤتمر المعلمين العرب: ترسيخ الهوية والقيم للتغلب على العنف

نظمت لجنة متابعة قضايا التّعليم، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم السبت، مؤتمر المعلمين والمعلمات العرب، الذي تزامن مع يوم المعلم العالمي، وذلك في قاعة المؤتمرات في بلدية عرابة، بحضور المئات من المعلمين والمعلمات العرب.

مؤتمر المعلمين العرب: ترسيخ الهوية والقيم للتغلب على العنف

من المؤتمر (عدسة "عرب 48")

نظمت لجنة متابعة قضايا التّعليم، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، اليوم السبت، مؤتمر المعلمين والمعلمات العرب، الذي تزامن مع يوم المعلم العالمي، وذلك في قاعة المؤتمرات في بلدية عرابة، بحضور المئات من المعلمين والمعلمات العرب.

وأدار المؤتمر مدير عام لجنة متابعة قضايا التعليم، عاطف معدي، فيما ألقى الكلمة الترحيبية الأولى رئيس بلدية عرابة، عمر نصار، ثم رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، تبعه رئيس اللجنة القطرية، مضر يونس، ورئيس لجنة متابعة قضايا التعليم، د. شرف حسان، ود. ديانا دعبول.

وتمحورت الجلسة الأولى حول قضية الرأي العام الأولى هذه الأيام وهي العنف وسبل التصدي له، ودور المعلم كمساهم أول في تربية الأجيال نحو تربية على التسامح والقيم.

جانب من الحضور في المؤتمر (عدسة "عرب 48")

المناهج الهجينة تنشئ جيلا هجينا

وقال رئيس بلدية عرابة، عمر نصار في كلمته: "مررنا في الأيام الأخيرة بلحظات قاسية نتيجة الأحداث الّتي شهدناها، والّتي أسمّيها مجزرة، وليست أحداث عنف. نحن نشهد مجزرة مستمرة واسعة النطاق لا أحد يعرف الآتي منها، وهذه الظاهرة المقلقة هي نتاج عوامل كثيرة منها الوضع السياسي العام، ومنها الوضع الاقتصادي ومنها أيضًا ما يتعلق بالجانب التربوي لدى أبنائنا ونشأتهم".

وأوضح نصار أنّ "في هذا المجال ينبغي أن نقول إننا لم نفعل كلّ شيء، وما زال أمامنا الكثير لفعله في هذا المجال، إذ أن أبناءنا ينشؤون في المدارس، ويتعلمون مناهج تعليميّة هجينة، إن كان ذلك في منهاج اللغة العربية أو المدنيات والتاريخ وغيرها من المناهج".

واعتبر أنّه "لذلك لا غرابة أن ينشأ هؤلاء في ظل هذه المناهج دون ثوابت وضوابط، ولا غرابة أيضًا في ظل الظروف الاقتصاديّة، والتّناحر الفرديّ أن ينشأ أبناؤنا دون ضوابط، ولا غرابة انه في ظلّ الظروف السّياسية التي تعصف بمجتمعنا أن يحدث ما يحدث لأبنائنا وشبابنا ونسائنا ورجالنا، سواء في حوادث العمل، أو أحداث العنف".

واعتبر نصّار أنّ "السنوات الأولى في حياة الطالب هي الأكثر خطورة في صقل شخصيته وهويّته، ونريد من معلّمينا أن يقوموا بهذا الدور وينشئوا جيلًا يعتّز بتراثه وتاريخه وحاملًا هويةً واضحة المعالم، لأن المناهج الهجينة تنشئ جيلًا هجينًا، جيلًا يتنكر لهويّته ولا يعرف قواعد لغته وأصول تراثه".

رئيس لجنة المتابعة محمد بركة (عدسة "عرب 48")

مرجعية تحتمل تعدد الآراء ولا تحتمل تعدّد القرارات

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة في كلمته: "نحن نمر بمرحلة دقيقة في كل ما يتعلق بانتشار العنف والجريمة في مجتمعنا، وأريد أن أعبر عن اعتزازي بشعبنا الّذي هبّ لحماية أبنائه وتنظيف المجتمع من براثن السلاح والجريمة، والخاوة، والسوق السوداء، هذه ظواهر هدّامة يمكن أن تقتل أي مجتمع، إلى جانب سعينا لتحسين المستقبل وتعزيز الانتماء، يمكن لكل هذا أن يُهدم إذا ما استمرت هذه الظواهر بالعصف بمجتمعنا، وشعبنا أثبت في الأيام الأخيرة أنه على قدر المهمة".

وختم بركة كلمته مشيدًا بالتفاعل والعمل المشترك بين أولياء الأمور والجهاز التربوي والتعليمي ومشدّدًا على أهميّته ومفصليّته في مسيرة التربية، معتبرًا أنّه الضمان لمجتمع معافى ومتطور"، وتحدّث بركة حول أهمّية وحدة القرار وقال إنّ "في القضايا السّياسيّة نحن شعب واحد ولسنا أجزاء، والقرار يجب أن يكون واحدًا نلتزم به جميعًا، هكذا نتصرف كشعب، يمكن أن نختلف فيما بيننا، ولكن يجب أن يكون لنا مرجعية نتفق عليها، هذه المرجعية تحتمل تعدد الآراء ولا تحتمل تعدد القرارات، هكذا يكون التكامل بين مؤسسات المجتمع المدني وبين الهيئات المختلفة".

قضية مركزية يتفرّع منها العمل البلدي

وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء المجالس والبلديات، مضر يونس، في كلمته، إنّ "أمام المدرّس تحدّياتٍ كبيرةً خاصة هذه الأيام، وعلينا كمسؤولين توفير الدعم الكامل للمعلمين لدعمهم في تربية القيم والتسامح والهوية، ونحن كلجنة قطرية هذه الأيام نرى ضرورة تقديم معالجة قضايا العنف على القضايا الأخرى ومنها نتفرع في المجالات الأخرى للنهوض بالعمل البلدي".

فيما قالت رئيسةُ المجلِس التربوي العربيّ في لجنة التعليم، د. ديانا دعبول إنّ "المعلم هو الأساس في العمليّة التعليميّة، فشكره والاعتراف بمجهوده واجب علينا، كما أن استشعار المعلمّين لجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم والرسالة التي يعملون عليها، هي الّتي جمعتنا في هذا المؤتمر".

وكرّم المؤتمر المبادرات الفائزة ضمن عام اللغة العربيّة والهوية، والّذي أعلنته لجنة متابعة قضايا التعليم ردًّا على قانون القومية الدّاعي إلى إقصاء اللّغة العربيّة ومنزلتها في الأجهزة الحكوميّة، وتمّ تدريج المبادرات الفائزة من قبل لجنة مهنية ركزت على المبادرات الخلاقة التي عملت على عنصري اللغة والهوية.

التعليقات