"ليس هناك أصعب من أن ترى أم دم ابنها يسيل أمامها"

اعتبرت والدة القتيل محمد عدنان ضعيف (21 عامًا) من قرية عارة، أن غياب التربية والبعد عن القيم والأخلاق، من العوامل الرئيسية التي أدت إلى استفحال مظاهر العنف والجريمة في المجتمع العربي.

آمنة ضعيف (عرب 48)

اعتبرت والدة القتيل محمد عدنان ضعيف (21 عامًا) من قرية عارة، أن غياب التربية والبعد عن القيم والأخلاق، من العوامل الرئيسية التي أدت إلى استفحال مظاهر العنف والجريمة في المجتمع العربي.

يأتي ذلك فيما تخيم أجواء من الحزن والغضب الشديدين على منطقة وادي عارة، منذ وقوع جريمة القتل، فجر السبت.

"كان محمد يحلم بأن يسكن بيتا واسعًا، ليأخذ راحته، ولكن قدر الله أن يقطف روحه"، قالت والدته آمنة ضعيف، في حديث لـ"عرب 48".

وتابعت "ليس هناك ما هو أصعب من أن ترى أم دم ابنها يسيل أمامها، هذا المشهد لا أتمناه لأعدائه حتى، مات محمد بين يدي أبيه، وهو ينزف وسط إطلاق الرصاص، الذي كان دون توقف".

وحول تفاصيل الجريمة، أوضحت أن "المرحوم كان في البيت، سمع صوت إطلاق رصاص في الحي، باتجاه بيت عمه المجاور، خرج ليطمئن.. ثم تلقى رصاصات كانت كافية لتنهي حياته".

وأضافت "كان أحن ولدًا في البيت، كل أولادي في كفة، وهو في كفة وحده، كان مبتسما على الدوام، يحب المساعدة، يعشق عائلته، مهما تحدثت عنه لن أفيه قدره، ريما سيقولون إنني أبالغ".

وتابعت "كان يحلم محمد أن يعيش في بيت واسع، علما بأننا نسكن في بيت ضيق، دائما كان يسألني متى سننتقل إلى بيت اوسع، ها هو اليوم أدعو له، أن يعطيه الله بيتا واسعا في الجنة".

وعن آخر محادثة بينها وبين ولدها، قالت: "كان آخر ما دار بيننا من حديث قبل أن يقتل بدقائق، أراد ان يرتاح في غرفته، ثم سمعت إطلاق الرصاص وطلبت منه ألا يخرج، راودني إحساس أن شيئا ما سيحدث، قدر الله أن يكون موته على يد مجرمين".

وقالت "سأفدي دم ابني محمد على أمل أن ينتهي مسلسل القتل ونزف الدم في البلدة، وعلى أمل أن يكون هو الشاب الأخير الذي نشيعه، لقد سئمنا من هذا الحال".

وأضافت "علينا أن نرجع إلى ديننا وقيمنا، وأن نربي أولادنا من الصغر. أن نضع لهم الحدود ونبين لهم الخطوط الحمراء، كل ما يجرني بسبب ابتعادنا عن ديننا وقيمنا وعاداتنا العربية".

وختمت حديثها بالقول: "نصيحة إلى الشباب، لا تجعلوا الحسرة تحتل قلوب أمهاتكم، وإلى الأهل، ربوا أولادكم، من يقتل شخصا، كأنه قتل عائلة بأكملها".

وشهدت بلدة عارة في اليوم الأخير احتجاجات واسعة، تعبيرا عن حالة الغضب والاحتقان لدى المواطنين من تفشي الجريمة، ونظمت اليوم بالتزامن مع جنازة تشييع جثمان الشاب ضعيف، ظاهرة حاشدة تضمنت إغلاق شارع 65 (وادي عارة) الرئيسي.

وعم الإضراب صباح اليوم، في عرعرة وعارة، وذلك احتجاجا على استفحال العنف والجريمة ومقتل ضعيف. وشمل الإضراب كافة المرافق وأقسام المجلس المحلي وجهاز التربية والتعليم.

وازدادت أعمال العنف والجريمة في المجتمع العربي بوتيرة خطيرة، وارتفع عدد ضحايا جرائم القتل بمقتل محمد عدنان ضعيف من عارة إلى 74 شخصا، بينهم 11 امرأة، منذ مطلع العام الجاري 2019 ولغاية اليوم، فيما قتل 76 مواطنا عربيا في جرائم قتل مختلفة، بينهم 14 امرأة في العام الماضي 2018.

التعليقات