أم الفحم: تظاهرة فنية في يوم الرسم الكبير "سلام وتسامح"

في تظاهرة فنية رافضة للعنف والجريمة، داعية للتسامح والسلام، نُظمت فعاليات يوم الرسم الكبير "سلام وتسامح"، بمبادرة أسرة صالون ومتحف الرسام الراحل، عاصم صلاح أبو شقرة، في منتجع "الواحة" بمدينة أم الفحم أمس، السبت.

أم الفحم: تظاهرة فنية في يوم الرسم الكبير

يرسمون للسلام والتسامح بأم الفحم، أمس السبت

في تظاهرة فنية رافضة للعنف والجريمة، داعية للتسامح والسلام، نُظمت فعاليات يوم الرسم الكبير "سلام وتسامح"، بمبادرة أسرة صالون ومتحف الرسام الراحل، عاصم صلاح أبو شقرة، في منتجع "الواحة" بمدينة أم الفحم أمس، السبت.

وجاء هذا البرنامج الفني ردا على أعمال العنف والجريمة في البلدات العربية، ودعما للحراك الشعبي الذي تقوده لجنة المتابعة العليا ضد العنف والجريمة وتواطؤ الشرطة، إذ تعالج الرسومات في يوم "سلام وتسامح" العنف بطريقة فنية وتبعث رسائل إيجابية إلى أبناء المجتمع العربي بالبلاد لنبذ العنف وتغليب الحوار في العلاقات بين الناس.

وكان في استقبال ضيوف وفناني يوم الرسم الكبير، أفراد عائلة الرسام الراحل عاصم أبو شقرة وأسرة المتحف، بينهم الشيخ رائد صلاح، شقيق عاصم أبو شقرة، إذ استفاد من النافذة الزمنية المتاحة له للتواجد خارج المنزل، حيث يخضع للإقامة الجبرية بقرار من المحكمة الإسرائيلية.

وقبيل انطلاق ورشة الرسم الكبرى التي ألقيت عدة كلمات ترحيبية، تولى إدارتها فادي مصطفى، مرحبا بالحضور، وقال: "كم نحن بحاجة لمثل هذه المبادرة وهذه الكلمة 'تسامح' ولكل مشتقاتها، وجاءت هذه الفعالية لتؤكد أنه يمكن أن نزرع الحب والتسامح في وجه العنف". ثم كانت تلاوة عطرة للآيات من القرآن الكريم، تلاها رئيس لجنة الصلح في قرية عارة الشيخ نضال أبو شيخة.

وقال رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير صبحي، "أشكر القائمين على هذه المبادرة وهذا المشروع. صحيح نحن نعيش في مرحلة صعبة، ولكن نقاط الضوء كثيرة وهذه واحدة منها، مبادرة من خارج الصندوق تزرع من خلال الفن الحب والتسامح نحو الارتقاء بمجتمعنا، وكما قالت كلمات الأغنية التي كانت تبث قبيل هذه الفقرة 'سامح أنت الرابح.' أقول نعم علينا أن نحكم الحوار ونعظم قيمة التسامح فيما بيننا لأن فيها الربح الكبير فعلا".

وألقى رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، كلمة ثمن فيها هذه المبادرة التي يقوم عليها متحف الرسام العالمي عاصم أبو شقرة، وقال إنه "قبل أيام كنا في قرية مجد الكروم التي نكبت بآفة العنف مثل غيرها من البلدات، وكنا في لقاء مع مديري أقسام الرفاه في السلطات المحلية العربية، وقال رئيس مجلس مجد الكروم خلال اللقاء إن هناك نوعا من التخوف في البلدة من زيادة عدد المجرمين ووصولهم إلى نحو 70- 80 شخصا، فهل يعقل أن تنغص أقلية حياة الآلاف من أبناء مجد الكروم؟!".

وأضاف: "نعم، إن من يقوم بأعمال العنف في مجتمعنا هي أقلية سافلة لا يمكن وصف سلوكها إلا بالنذالة وقلة الأخلاق. مجتمعنا بسواده الأعظم يريد أن يعيش بسلام في مناخ معافى، وما تقومون به في هذه الفعالية هو رد حضاري على العنف والجريمة، وكلما كثرت هذه المبادرات كلما قلّ الحيز الذي يحدث فيه الفراغ في حياة الناس. نحن لا يمكن أن نقبل بأن يستمر الوضع هكذا، لذلك خرجنا في لجنة المتابعة ببرامج كفاحية متواصلة لمواجهة الجريمة".

ومن جهته، أكد رئيس مجلس عارة- عرعرة المحلي ورئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، المحامي مضر يونس، على أهمية هذه التظاهرة الفنية في الحراك ضد العنف والجريمة من خلال وسائل إبداعية حضارية.

وكانت الكلمة الأخيرة في هذه الفقرة لرئيس لجان إفشاء السلام، الشيخ عبد الكريم حجاجرة، مندوبا عن الشيخ رائد صلاح الرئيس الفعلي لهذه اللجان والذي قام في مرحلة سابقة، بإنشائها في العشرات من البلدات العربية.

وأشاد بالحضور والقائمين على المبادرة، ودور الفنان الراحل عاصم أبو شقرة، وقال "نترحم على من حمل اسمه المتحف الذي يقوم على هذا النشاط الفني، وترك لنا إرثا فنيا كبيرا، ينطلق من خلاله أبناؤنا لإرساء مفاهيم التسامح".

ودعا حجاجرة، لجنة المتابعة العليا، إلى "أخذ دور أكبر في عملية النهوض والتواصل بلجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني"، كما دعا رئيس المتابعة إلى "إقامة لقاء مع إدارة لجان إفشاء السلام في البلاد من أجل التباحث في سبل تطوير عمل هذه اللجان في مختلف البلدات العربية".

وأكد أن "تطوير عمل لجان إفشاء السلام من شأنه على المدى الطويل أن يحصد جهدا كبيرا وجبارا على صعيد مكافحة العنف".

وبعد فقرة الكلمات، انطلقت ورشة الرسم في يوم "سلام وتسامح" وشارك فيها فنانون من أنحاء البلاد إلى جانب مشاركة مواهب فنية في الرسم، من الكبار والصغار، بينهم الشيخ رائد صلاح، المعروف بحبه للرسم وله عدة إسهامات فنية في هذا الجانب.

وذكرت أسرة صالون ومتحف الرسام العالمي الراحل عاصم أبو شقرة، إنه سيقام من اللوحات المشاركة في يوم الرسم الكبير "سلام وتسامح" معرض متنقل ما بين الساحل والنقب والمثلث والجليل، كما ستقام ندوة مرافقة لكل معرض تدعو إلى نبذ العنف وإفشاء السلام والتسامح بالمجتمع العربي.

التعليقات