محاسبة قتلة الشهيد خير الدين حمدان: النضال القضائي مستمر

أكد والد الشهيد خير الدين حمدان، أن العائلة ستستمر في نضالها حتى يحاكم كل عناصر الشرطة الضالعين في "جريمة الإعدام" التي تعرض له نجله، مشيرًا في حديثه لـ"عرب 48"، إلى أن العائلة تشعر بـ"بعض الارتياح وبفرحة منقوصة"

محاسبة قتلة الشهيد خير الدين حمدان: النضال القضائي مستمر

(تصوير "عرب 48")

أكد والد الشهيد خير الدين حمدان، أن العائلة ستستمر في نضالها حتى يحاكم كل عناصر الشرطة الضالعين في "جريمة الإعدام" التي تعرض له نجله، مشيرًا في حديثه لـ"عرب 48"، إلى أن العائلة تشعر بـ"بعض الارتياح وبفرحة منقوصة"، بعد قرار تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي الذي قتل خير الدين، بعد معركة قضائية استمرت خمس سنوات.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقد عصر اليوم، الثلاثاء، بمشاركة عائلة الشهيد خير الدين رؤوف حمدان، وطاقم المحامين في القضية، ورئيس المجلس المحلي في كفركنا، د. يوسف عواودة، أعلنوا فيه عن رضاهم الجزئي من قبول المحكمة العليا الالتماس الذي تقدمت به مؤسسة "الميزان" لحقوق الإنسان باسم عائلة الشهيد، وقرار المحكمة بإعادة فتح ملف القضية.

وطالبت العائلة وطاقم المحامين بضرورة معاقبة جميع عناصر الشرطة الضالعون في جريمة القتل. ووصف المحامي عمر خمايسي قرار المحكمة العليا بأغلبية قاضيين من أصل ثلاثة قضاة بأنه "قرار تاريخي"، قد يشكل نقطة مفصلية في تحديد العلاقة مع قسم التحقيقات مع عناصر الشرطة المسمى "ماحاش"، الذي اعتاد إغلاق الملفات ضد عناصر الشرطة وإعطائهم الضوء الأخضر لقتل العرب.

وأضاف خمايسي أن "‘ماحاش‘ لطالما شكّل الدرع الحامي للشرطة، وقضية الشهيد خير حمدان ما هي نموذجًا لقضايا مماثلة لم تؤخذ على محمل الجد".

وأكد أن "جهودا محلية ودولية كبيرة بذلت من أجل إظهار الحقيقة في هذه القضية التي وصلت إلى منظمة حقوق الإنسان الدولية في جنيف".

وأوضح أن "أهم دليل في إطار القضية هو شريط الفيديو الذي كشف أكاذيب الشرطة التي حاولت التنصل من المسؤولية بادعاء أن الشهيد كان قد هاجم أفراد الشرطة وأصاب أحد عناصرها بجروح، وهو ما ثبت زيفه من خلال شريط فيديو أظهر أحداث الجريمة".

وانتقد رئيس المجلس المحلي، عواودة، جهاز الشرطة الإسرائيلية مبينًا زيف مزاعمها بأنها تريد بناء الثقة مع المجتمع العربي، وقال إنها "تنظر إلى المواطن العربي على أنه ‘مخرب‘ ولم تتردد في قتل 64 مواطنا عربيا منذ عام 2000 حتى اليوم".

وقال إن "الشرطة تنظر إلى المواطن العربي على أنه ‘خطر أمني‘، بدلا من العمل على أن توفر له الأمان، وتلوم المواطن العربي عندما يقول إنه لا يثق بالشرطة".

واعتبر عواودة في ختام حديثه أنه "أمام الشرطة اليوم فرصة لإثبات جديتها من خلال استئصال العنف من الشارع العربي، كما نجحت من قبل في محاربة العنف والجريمة لدى المجتمع اليهودي".

من جانبه، استعرض د. احمد أمارة النضال القضائي في سياق القضية منذ بدايتها قبل 5 سنوات ونهج معالجة المؤسسات الأمنية والقضائية لهذه الجريمة بدءا من قسم "ماحاش"، التي لم تحقق مع الشرطي القاتل بجدية؛ مرورا بموقف المستشار القضائي الرافض لمحاكمة الشرطي، وصولا إلى المحكمة العليا التي وجهت انتقادات حادة للمستشار القضائي وألزمته بتقديم لائحة اتهام ضد الشرطي القاتل.

واختتم أمارة حديثه بالتشديد على أن "القضية لم تنته بعد، بل إنها بدأت اليوم، لكن الذي انتهى اليوم، هو ثقافة قتل العرب دون محاسبة أو محاكمة".

وأكدت عائلة حمدان، ممثلة بالقائم بأعمال رئيس المجلس، عزالدين حمدان، ووالد الشهيد، رؤوف حمدان، أنها منذ البداية اتخذت قرارا بمواصلة النضال حتى النهاية واستخدام جميع الأدوات الماتحة على كل الأصعدة والمستويات من أجل إظهار الحقيقة.

وعبّر ممثلو العائبة عن "شكرهم لأهالي كفركنا والى طاقم المحامين وكل من وقف إلى جانب العائلة وساندها في نضالها العادل".

وفي حديث لـ"عرب 48"، كشف والد الشهيد أنه امتع حتى اليوم عن مشاهدة شريط الفيديو الذي وثق جريمة قتل نجله برصاص الشرطة الإسرائيلية أمام منزله دون أن يشكل أي تهديد لأفراد الشرطة، في الثامن من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2014.

وبعد الجريمة سعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية للتغطية على جريمة القتل والتنصل من المسؤولية، واستمر نهجها بإغلاق ملف التحقيق ورفض استئناف العائلة ضد هذا القرار

يشار إلى أن التحقيق الذي أجراه "عرب 48" كشف أن الشهيد خير حمدان نزف نحو خمسين دقيقة منذ أن سحبه رجال الشرطة إلى داخل السيارة، وأنه كان بالإمكان إنقاذ حياته عدة مرات، لكن سيارة الشرطة وسيارة الإسعاف سلكا طرقا أطول وأبعد على الرغم من الإصابة الحرجة.

 

التعليقات