إدانة الشيخ رائد صلاح بـ"التحريض" و"دعم وتأييد منظمة محظورة"

أدانت محكمة الصلح في مدينة حيفا اليوم، الأحد، الشيخ رائد صلاح بتهمة التحريض وتأييد ودعم الحركة الإسلامية (الشمالية) والتي كان رئيسًا لها، والتي أخرجت عن القانون.

إدانة الشيخ رائد صلاح بـ

من أمام المحكمة بحيفا، صباح اليوم

أدانت محكمة الصلح في مدينة حيفا اليوم، الأحد، الشيخ رائد صلاح بتهمة التحريض وتأييد ودعم الحركة الإسلامية (الشمالية) والتي كان رئيسًا لها، والتي أخرجت عن القانون.

وشهد محيط مبنى المحاكم في حيفا تواجدا واسعا للعديد من قيادات وكوادر الأحزاب والحركات السياسية الفاعلة ولجنة المتابعة ونواب عن القائمة المشتركة. 

خمايسي: "وكأن القاضي من النيابة"

وقال المحامي عمر خمايسي، لمراسل "عرب 48"، عمر دلاشة، إنه "لم نفاجأ من قرار الإدانة، ولكن فوجئنا من المسوغات التي وضعها القاضي الذي تماهى بشكل مطلق وتام مع ادعاءات النيابة العامة، مع أننا أثبتنا خلال المحكمة زيف الأدلة والتزوير في الترجمة التي قامت بها النيابة وإثبات التأكيد أننا نتحدث عن ملف هو في الأساس يحاكم الشيخ رائد على أقواله وخطابه، فكيف من الممكن أن تدين شخصا على خطاب وأقوال؟".

وأضاف أنه "أثبتنا بشكل واضح أن الكلمات التي استعملت من قبل مترجمي الشاباك والشرطة لم تكن صحيحة وغير ملائمة للغة العربية، عبارة 'جهات عربية' ترجمت على نحو 'جهاد عربي' والفارق هائل بل مختلف جذريا، والفرق شاسع، وعليه بإمكانك القياس في هذا الملف، والأنكى من ذلك أن القاضي تغاضى عن تجاوزات النيابة من حيث الإجراءات القضائية ووضعها كأنها حقيقة قضائية مع أنها لا يمكن أن تكون حقيقة قضائية، وبالتالي فإن المحكمة تماهت تماهيا تاما مع ادعاءات النيابة وكأن القاضي كان جزءا من النيابة وكتب قراره حسبما تريد النيابة العامة".

وعن إمكانية الاستئناف على القرار، قال خمايسي، إن "هذا الملف له أبعاده السياسية والدينية والوطنية، وموضوع الاستئناف سيتم دراسته بين طاقم المحامين والقيادات في الداخل لأننا نرى في الخطوة محاولة لإدانة الخطاب الذي يحمله الداخل الفلسطيني، وفي هذه المرحلة لم نصل إلى النهاية لنقرر في الاستئناف، ولكن من الممكن أن نقدم استئنافا ويتعلق الأمر بالمدة الزمنية للعقوبة التي ستفرضها المحكمة".

وأفاد طاقم محامي الدفاع عن الشيخ صلاح أن أمن المحكمة رفض إدخال أكثر من 25 شخصا إلى قاعة المحكمة، واعترض طاقم الدفاع على القرار لدى رئيس المحكمة المركزية، وسمحت المحكمة في وقت لاحق لجميع الحضور بالدخول إلى القاعة.

وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ صلاح يحاكم منذ أكثر من عامين بمزاعم إسرائيلية بارتكابه مخالفات مختلفة بينها "التحريض على العنف والإرهاب" في خطب وتصريحات له إبان هبة باب الأسباط (البوابات الإلكترونية عام 2017) بالقدس.

واتهمت السلطات الإسرائيلية الشيخ صلاح بـ"دعم وتأييد منظمة محظورة"، هي الحركة الإسلامية (الشمالية) التي كان يرأسها والتي حظرتها إسرائيل يوم 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 بموجب ما يسمى "قانون الإرهاب".

تفاصيل لائحة الاتهام

وتطرقت لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة ضد الشيخ صلاح بالأساس إلى خطبتي الجمعة خلال أحداث هبة باب الأسباط التي حدثت في شهر تموز/ يوليو عام 2017، والاحتجاجات التي رافقت نصب البوابات الإلكترونية أمام أبواب المسجد الأقصى المبارك بالقدس، وكذلك لموعظة الجنازة التي ألقاها الشيخ صلاح أثناء تشييع جثامين الشهداء الثلاثة من مدينة أم الفحم الذين قضوا في المسجد الأقصى يوم 14 تموز/ يوليو 2017، وكذلك لدعم الحركة الإسلامية (الشمالية) المحظورة إسرائيليا.

تطرق البند الأول في لائحة الاتهام إلى نص نشر على صفحة الـ"فيسبوك” التابعة للشيخ صلاح، والتي تم من خلالها دعوة الجماهير للحضور والتواجد في قاعة المحكمة التي بحثت في قضية الوقف الإسلامي لمقبرة القسام في مدينة حيفا على إثر الدعوى التي أقامتها شركة تجارية إسرائيلية أمام المحكمة لتمكينها من الاستيلاء على المقبرة ونبش ونقل قبور الموتى منها، وكان الشيخ قد وَقّعَ على هذه الدعوة بكلمات "الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني، عنهم الشيخ رائد صلاح".

واعتبرت النيابة هذا النص بمثابة دعم منظمة محظورة (الحركة الإسلامية الشمالية).

وكذلك شمل البند الأول في لائحة الاتهام أقوال للشيخ صلاح تحدث بها في سياق حظر الحركة الإسلامية ومؤسسات أهلية في مدينة باقة الغربية، فقال: "وأختم مؤكدا كما قلته في الماضي أن الذين ظنوا متوهمين أنهم قد أعلنوا حظر الحركة الإسلامية، أؤكد لهم وأقول اليوم بدأت الحركة الإسلامية، أؤكد لهم وأقول كانت الحركة الإسلامية، وستبقى الحركة الإسلامية. إن الذين أعلنوا واهمين إعلان حظر 'حراء' نقول لهم، كل بيت في باقة الغربية هو مؤسسة حراء، كل بيت في القدس، كل بيت في أم الفحم، كل بيت في الجليل، كل بيت المثلث في النقب، في عكا، في حيفا، في يافا، في اللد، في الرملة، في القدس، في غزة العزة، في كل الضفة، كل بيت من بيوتنا هو مؤسسة حراء، وإذا كنكم قبضايات بتفتلوا عضلاتكم واهمين إن كنكم قبضايات، تعالوا أغلقوا أبوابنا حتى تغلقوا مؤسسة حراء، تفضلوا، تفضلوا، نحن ماضون نحن ماضون بثوابتنا".

كما أضاف أنه "وآخر شيء بقول للأطفال، يا أطفالنا أنتم أبطال، أنتم أبطال؛ هذا الظلم الإسرائيلي صنع منكم أبطالا وأنتم في طفولتكم، سنضحي من أجلكم، سنفرح للسجون من أجلكم، سنفرح للأذى والتهديد من أجلكم، سنفرح للشهادة من أجلكم، يا أطفالنا لأنكم أنتم فرحة حاضرنا وعنوان مستقبلنا المنتصر قريبا إن شاء الله، نحن ضحينا، نحن جيل التضحية، أما أنتم يا أطفال، فأنتم جيل القيادة والسيادة إن شاء الله، نحن قلنا الأقصى في خطر، أما أنتم يا أطفال فستقولون الأقصى في نصر إن شاء الله".

واعتبرت النيابة العامة هذه الأقوال دعما لتنظيم محظور وهو الحركة الإسلامية (الشمالية).

وكذلك اشتمل البند الأول على تهمة تتعلق بنشر مقال كتبه الشيخ صلاح بعنوان "نتنياهو وجنون العظمة"، وفي سياق المقال كتب ما يلي: "ونحن سنبقى كما نحن، والحركة الإسلامية باقية ونامية بعد حظرها، كما كانت قبل حظرها، وسيبقى رئيسها كما كان قبل حظرها، ونحن سنبقى متمسكين بكل ثوابتنا الإسلامية العربية الفلسطينية، وسنبقى منتصرين لكل هذه الثوابت وعلى رأسها انتصار القدس والمسجد الأقصى المباركين".

واعتبرت النيابة العامة كذلك هذه الأقوال تأييدا لمنظمة محظورة وهي الحركة الإسلامية (الشمالية).

البند الثاني: وفيه تم التطرق لخطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ صلاح يوم 21 تموز/ يوليو 2017 واعتبرت النيابة أقواله في هذه الخطبة تحريضا على الإرهاب، أو التماهي معه، ونسبت إليه في لائحة الاتهام الأقوال التالية: "من هنا، من هذه الصلاة الحاشدة في مدينة أم الفحم، ألف تحية إلى كل المرابطين والمرابطات الآن عند باب المجلس وعند باب الأسباط في المسجد الأقصى المبارك وفي منطقة وادي الجوز المحاذية للمسجد الأقصى المبارك وفي كل بقعة يصلي أهلنا فيها كأقرب بقعة من المسجد الأقصى المبارك. تحية للجميع منهم، تحية للرجال والنساء، تحية لهم وهم القوم وهم الرجال وهم الأحرار وهم الحرائر الذين لا يزالون منذ ثمانية أيام يرابطون على هذه الثغرة، ثغرة المسجد الأقصى المبارك نيابة عن الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب العربي والفلسطيني. منذ ثمانية أيام لا يزالون يرابطون ويرددون بالروح بالدم نفديك يا أقصى. لا يزالون يرابطون منذ ثمانية أيام في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي، في وجه بنادق الاحتلال الإسرائيلي، في وجه هراوات وعصي الاحتلال الإسرائيلي لا يخافون أذى، لا يخافون جراحا، لا يخافون اعتقالا، لا يخافون إلا الله، لا يخافون إلا الله، الله العظيم مالك السماوات والأرض ونِعمَ المولى ونعم الوكيل".

ثم قال بعد ذلك: "أقولها ولا أبالغ، لا أبالغ بل أقول بقناعة وصمود ورباط، أقول نعم حتى هذه اللحظات قام الاحتلال الإسرائيلي بجرح تسعة وسبعين من أهلنا المرابطين والمرابطات وبعض الإصابات خطيرة، أصيب من أصيب بها في رأسه أو في صدره. من خلال هذه الدماء الزكية...".

كما قال بعد ذلك: "لذلك نسأل الله تعالى أن يشفي جميع جرحى المسجد الأقصى المبارك، ونسأل الله تعالى أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى المبارك، من الشهيد الأول في التاريخ، نسأل الله تعالى أن يتقبل جميع شهداء المسجد الأقصى المبارك اليوم، الشهيد محمد والشهيد محمد والشهيد محمد، أسأل الله تعالى أن يجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين". 

وتطرق البند الثالث في لائحة الاتهام لموعظة يوم 27 تموز/ يوليو 2017 التي ألقاها الشيخ صلاح بعد جنازة الشبان الثلاثة الذين استشهدوا في اشتباك الأقصى برصاص الشرطة الإسرائيلية في مقبرة الجبارين بأم الفحم قال فيها "بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الحمد لله القائل 'ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون، في هذه اللحظات، كبيت واحد، كأسرة واحدة، نودع شهداءنا محمد ومحمد ومحمد، نقول لهم مع النبيين والصديقيّن والشهداء والصالحين، في هذه اللحظات نسأل الله تعالى أن يرفع منزلتهم في أعلى عليين، في الفردوس الأعلى في الجنة بإذن الله تعالى".

وقال بعد ذلك: "أيها الأخوة... لا يسعنا في مثل هذه اللحظات إلاّ أن نسأل الله تعالى أن يغفر لكل أمواتنا وأن يغفر لكل أحيائنا، نسأل الله تعالى، في مثل هذه اللحظات أن يتقبل دعاءنا الخالص من قلوبنا، نقول يا رب، اللهم ارحمهم وعافهم واعف عنهم، اللهم أكرم نزلهم، اللهم أدخلهم الجنة دار السلام بسلام، اللهم اجمعهم مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، اللهم كما جمعتهم في آبائهم وأمهاتهم وإخوانهم وأخواتهم في الدنيا، اللهم اجمعهم بهم يوم القيامة يا رب العالمين في الجنة، في الفردوس الأعلى يا رب العالمين، يا الله، اللهم أكرمهم بشربة ماء من يدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا يظمؤون بعدها أبدا، اللهم أكرمهم بصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة والتابعين ومع تابعي التابعين ومع أتباع التابعين ومع أتباع أتباع التابعين، مع السلف الصالح، مع الخلف الصالح، مع كل الصالحين حتى قيام الساعة، يا رب العالمين. اللهم يا رب إنا نتوجه إليك بهذا الدعاء اللهم، استجب دعاءنا يا الله، اللهم استجب دعاءنا يا الله، اللهم استجب دعاءنا يا الله". ثم بعد ذلك قال: "رحم الله من وقف وقرأ سورة الفاتحة على أرواح شهدائنا".

واعتبرت النيابة هذه الأقوال بمثابة تحريض على الإرهاب والتعاطف مع الشهداء من أم الفحم. 

وتمحور البند الرابع في لائحة الاتهام حول خطبة الجمعة التي ألقاها الشيخ صلاح في استاد السلام بأم الفحم يوم 28 تموز/ يوليو 2017 وجاء فيها أنه "في هذه الأجواء، بإذن الله رب العالمين، أنقل بشرى يقينية لا تنطق عن الهوى، لماذا؟ لأنه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا، للمسجد الأقصى، للمرابطين والمرابطات في المسجد الأقصى، لكل أهلنا المرابطين، رجالا ونساء، في كل بيت المقدس".

وقال بعد ذلك "أنقل لكم هذه البشرى اليقينية التي لا يرتاب منها إلا كل منافق وكل مريض قلب. أنقل لكم هذه البشرى فاسمعوها جيدا، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم 'لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأْواءَ فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم، قال في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس' وهناك حاجة أن نفصل بإيجاز شديد معاني هذه البشرى النبوية المعصومة لأنه من عند الله تعالى في هذه البشرى يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، من هم، من هم، كل حر وحرة في العالم يقول بلا تردد هذه الطائفة الظاهرة على الحق، هم المرابطون، هن المرابطات، الذين لا يزالون منذ سنوات طويلة يرابطون على أبواب المسجد الأقصى المبارك في وجه الاحتلال الإسرائيلي يرددون بلا خوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين صارخين يسمعون كل الدنيا وهم يقولون بصوت واحد بالروح بالدم نفديك يا أقصى".

وقال أيضا: "في هذا الخطاب الإسلامي، في هذا الخطاب الإسلامي العروبي الفلسطيني الذي لا يخاف إلا الله، لا يخاف بنادق الاحتلال الإسرائيلي، لا يخاف عصي الاحتلال الإسرائيلي، لا يخاف فرق خيالة الاحتلال الإسرائيلي بل لا يخاف فرق حمير الاحتلال الإسرائيلي لا يزالون مرابطين على أبواب المسجد الأقصى، ثم ماذا يقول رسول الله عليه الصلاة والسلام، لعدوهم قاهرين، الله.. الله.. الله يا رسول الله، صلى الله عليك يا رسول الله، كأنك تعيش بيننا في عام 2017، كأني بك تتجول ما بين باب الأسباط وباب حطة وباب المجلس، كأني بك تتجول ما بين القدس القديمة وسلوان ووادي الجوز الله يا رسول الله، لعدوهم قاهرين، من الذي قهر غرور الاحتلال الإسرائيلي بالبث المباشر؟ هم المرابطون والمرابطات. من الذي مرغ غرور نتنياهو بالتراب؟ هم المرابطون والمرابطات. من الذي أخرس الأصوات النشاز القبيحة التي انطلقت من إردان ومن ليبرمان ومن غالانت ومن كاتس ومن كل هذه الجوقة المشؤومة انطلقت أصواتهم تقول مدعية أن لها سيادة في المسجد الأقصى فصاح بهم المرابطون والمرابطات، صاحوا بهم ولا يزالون يؤكدون المسجد الأقصى حق قرآني لنا، إرث حضاري تاريخي لنا، هو لنا في الماضي، هو لنا اليوم وهو لنا في المستقبل، وكل احتلال يتطاول على المسجد الأقصى هو إلى زوال، سيزول صغيرا طريدا شريدا مهزوما ذليلا مهانا بإذن الله رب العالمين".

ثم قال بعد ذلك: "ثم ماذا، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء. لا بد من الألم، لا بد من التضحيات، لا بد من العطاء الثمين. بقدر التضحيات ترتفع منزلة المضحي، ليس من قدم قرشا كمن قدم مليون قرش، ليس من قدم حبة تمر كمن جاد بروحه، ليس من قدم كأس ماء كمن جاد بدمه، ليس من صبر على فتنة الزعامة كمن صبر على فتنة السجون".

ثم قال بعد ذلك إنه "خلال الأسبوع الماضي قدم المرابطون والمرابطات ثمانية شهداء. سبحان الله شاء الله إذا أردنا أن نتعرف عن أسمائهم أن نبقى نردد محمد ومحمد ومحمد ومحمد ومحمد، هذه إرادة الله، هذه إرادة الله، هذه إرادة الله تعالى، حتى الآن، حتى الآن، حتى الآن، بإذن الله رب العالمين ثمانية شهداء، حتى الآن 1100 جريح، حتى الآن مئات المعتقلين، البارحة فقط تم اعتقال 120 مرابطا، البارحة فقط تم إصابة 110 مرابطين...".

واعتبرت النيابة هذه الأقوال بمثابة التحريض على الإرهاب أو التعاطف معه. 

تنديد ومؤتمر صحافي

نددت قيادات المجتمع العربي بقرار محكمة الصلح في حيفا، إدانة الشيخ صلاح بكافة بنود لائحة الاتهام التي نسبتها إليه النيابة العامة الإسرائيلية، وقال طاقم الدفاع عن الشيخ صلاح إن جهاز القضاء الإسرائيلي فشل كما هو متوقع في امتحان النزاهة والموضوعية.

وعقد طاقم الدفاع مؤتمرا صحافيا، في أعقاب جلسة النطق بالحكم على الشيخ صلاح.

وقرأ المحامي خالد زبارقة، بيان طاقم الدفاع في أعقاب قرار الإدانة، جاء فيه: "بعد أكثر من سنتين من المداولات في ملف الثوابت فقد أصدرت محكمة الصلح في حيفا اليوم قرارها؛ وقد جاء في حيثيات الحكم ما يلي:

1. لمن يسأل عن الاستئناف نقول من السابق لأوانه الحديث عن ذلك وسيتم مناقشة ذلك بعد القرار النهائي في هذا الملف.

على ضوء ذلك فإننا نؤكد ما يلي:

أولاً: هذا القرار هو مؤشر خطير وتجسيد واضح للحرب الدينية التي تخوضها المؤسسة الإسرائيلية بأجهزتها الرسمية ضد الدين الإسلامي وثوابته العقائدية، وهذا بحد ذاته هو السبب الرئيسي للتوتر الحاصل في القدس والمنطقة بأسرها.

ثانيا: منذ اللحظة الأولى لاعتقال الشيخ رائد في هذا الملف، فإن فضيلة الشيخ لم يكترث بالثمن الذي يمكن أن يدفعه جراء القرارات الإسرائيلية التعسفية والظالمة، إنما ما أقلق الشيخ وما يزال هو مدى تغول المؤسسة الإسرائيلية الرسمية في حياة المجتمع العربي ومحاولات العبث بثوابته.

ثالثا: قلنا وما زلنا نقول إن الشيخ رائد اجتهد أن يقدم رسالة الانتصار للثوابت الدينية والوطنية، علما أن المعركة القضائية قد فرضت علينا ولم يكن أمامنا إلا خوضها والتصدي للائحة الاتهام السياسية التي ترتكز في جوهرها على المتردية والنضيحة وقطعا لم تشرق عليها شمس الحقيقة يوما.

رابعا: إن هذا القرار الجائر الذي أصدرته المحكمة صبيحة هذا اليوم لا يزيد الشيخ رائد صلاح والجماهير في الداخل الفلسطيني وعموم المسلمين في العالم إلا قناعة أن المسجد الأقصى المبارك هو عقيدة دينية راسخة لا تنازل عنها ولا مكان للمساومة عليها، وإن المحاولات المستميتة البائسة المتتالية للاحتلال الإسرائيلي في فرض واقع تهويدي على الأقصى ستبوء بالفشل بإذن الله.

خامسا: تخطئ المؤسسة الإسرائيلية مرة أخرى بقرارها هذا إن ظنت أنها ممكن أن تؤثر على تمسك فلسطينيي الداخل بدينهم وثوابتهم ومقدساتهم وأقصاهم وقدسهم وتجذرهم في أرضهم.

وأخيرا، نشكر كل الذين واكبوا هذا الملف وتجشموا عناء السفر وشاركوا في جلسات المحكمة وتابعوا بنفس طويل وضحوا في سبيل ذلك، نشكرهم من أعماق قلوبنا كما نوجه التحية والتقدير لقيادات المجتمع العربي وعلى رأسهم الأستاذ محمد بركة رئيس لجنة المتابعة للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني الذين واكبوا واهتموا في هذا الملف وتابعوا مجرياته".

المتابعة: محكمة موجهة ضد أبناء شعبنا

وقال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، في المؤتمر الصحافي، إنه "من هنا، من وقفة العز والشموخ إلى جانب الحق والعدل، نحن نحيي من لا يستطيع أن ينطق في هذا الموقف، الشيخ رائد صلاح، القائد، الذي أصرّ على ثوابته وعقيدته ولم ينحن أمام التهديد للحظة واحدة، لا اليوم ولا أمس وأنا متأكد ليس غدا. مثل هذه القيادات نحن أحوج ما نكون إليها التي تحاول المؤسسة الإسرائيلية فيها تطويع شعبنا بكل الوسائل".

وأكد أن "هذه محكمة موجهة ضد أبناء شعبنا في الداخل الفلسطيني. لا أذكر أنني سمعت في حياتي قرارا مثل هذا القرار، والجملة الأساسية التي قالها القاضي إن القضاة يعيشون بين أبناء شعبهم وهذا يشكل أحد أدوات عملهم، ما معنى هذا الكلام، أنه لا توجد بنود قانونية ولا مراجع قضائية، ولا أي شيء، ما سمعناه اليوم، كان بيانا سياسا عنصريا صهيونيا يتلوه قاض في محكمة إسرائيلية".

وأضاف بركة أن "هذه الدولة التي تترك الجريمة والفساد في مجتمعنا وتحاكم أصحاب العقيدة وأصحاب الرأي والموقف والقيادة، هي تريد أن تقتلع رأسنا وتعيث الفساد في مجتمعنا، لذلك العبرة الأولى من هذه المحكمة أن نكون موحدين على انتمائنا وثوابتنا ونقتلع كل الآفات التي يمكن أن تضر بمناعتنا في مواجهة هذه المؤسسة. القرار اليوم ليس قرارا قضائيا، أنا محمد بركة رئيس لجنة المتابعة لا أعترف بهذا بمثل هذا القضاء وبمثل هذا الرأي القضائي. نحن مقبلون على مرحلة في غاية الخطورة، فيها رأسان، رأس التفتيت داخل المجتمع ورأس الملاحقة، لذلك هذا يتطلب منّا أوسع وحدة حول ثوابتنا وحول عقائدنا، ويتطلب منا أوسع معركة للتخلص واقتلاع الآفات لضرب حصانتنا كمجتمع".

وختم رئيس المتابعة بالقول: "نحن اليوم نخرج لمواجهة أخرى، ونحن على ثقة أن المتابعة بكل مكوناتها موحدة إلى جانب أخينا الشيخ رائد صلاح، ليكون عنوانا للصمود لكل أبناء شعبنا. قرار الإدانة كما هو واضح كان موجودا من أول يوم. نحيي الشيخ رائد مكانته، ستبقى عالية، كلنا معا إلى جانب كلمة الحق التي يرفعها الشيخ رائد. القدس هي مدينة عربية إسلامية مسيحية بمقدساتها وهي مدينة محتلة، والمسجد الأقصى هو للمسلمين، وفقط للمسلمين ولا مكان لأي قدم تلوث قدسيته. هذا عهدنا وهذه قناعتنا وهذا أحد عناوين مسيرتنا، بوركتم ونحن مستعدون لما هو قادم وليس فقط لما هو سابق".

التعليقات