قلنسوة: تحركات شعبية للتصدي لهدم قريب

مع مرور كل دقيقة، تتصاعد حدة التوتر ويتعزز الشعور بالتهديد، إذ دخلت ثلاثة بيوت في قلنسوة مرحلة الخطر، بعد انتهاء فترة تجميد أوامر الهدم التي صدرت قبل أسبوع؛ واستنفاد كافة الوسائل المتاحة، من قضائية وسياسية وتنظيمية

قلنسوة: تحركات شعبية للتصدي لهدم قريب

هدم منزلين في قلنسوة، تموز / يوليو 2018 ("عرب 48")

مع مرور كل دقيقة، تتصاعد حدة التوتر ويتعزز الشعور بالتهديد، إذ دخلت ثلاثة بيوت في قلنسوة مرحلة الخطر، بعد انتهاء فترة تجميد أوامر الهدم التي صدرت قبل أسبوع؛ واستنفاد كافة الوسائل المتاحة، من قضائية وسياسية وتنظيمية؛ انطلقت التحركات الشعبية في المدينة بالتعاون مع أصحاب البيوت المهددة بالهدم، للتصدي لأي محاولة هدم قريبة.

محمد عودة

وكشف صاحب أحد المنازل المهددة، محمد عودة، في حديث لـ"عرب 48"، إن الشرطة أرسلت إلينا أوامر استدعاء للتحقيق لدى أجهزة المخابرات، وقال: "لا ندري حتى الآن ما الهدف من هذا التحقيق، ولكننا نعي أنها محاولة تهديد جديدة، لتحذيرنا ألا ‘نثير الفوضى‘ عند الهدم".

وعبر عودة عن استيائه لفقدان الحيلة بعدما استفدت العائلات المهددة منازلها جميع الوسائل القانونية المتاحة، وقال "للأسف الشديد فإننا في المرحلة الأخطر، السلطات جميعها تحاول عرقلة جهودنا لمنع الهدم، بدءا من المحكمة، إلى لجنة التخطيط وصولا إلى الشرطة".

وأوضح عودة "لا نلمس التضامن الشعبي الكافي، لا من قبل اللجنة الشعبية ولا من قبل نواب الكنيست، سوى بعض الشبان الذين يشاركوننا في النضال".

واستطرد "لا نعلم ما هو المصير الذي ينتظرنا. باستثناء بيتنا لا مكان يأوينا سوى الشارع، ألا يكفيهم مجازر الهدم التي نفذوها في قلنسوة، نريد حلولا عملية وخاصة أننا بنينا على أرض خاصة ولم نعتد على الحق العام". وطالب عودة نواب الكنيست بـ"العمل على توفير حل جذري، نحن لا نطلب سوى العيش بكرامة، منذ سنين نعيش في صراع متواصل ولا تغفو لنا عين".

عبد الرحيم عودة

من جانبه، قال الناشط في الحراك الشبابي في قلنسوة، عبد الرحيم عودة لـ"عرب 48": "منذ بداية المعركة ونحن نقول إن هذه الدولة لا تفهم إلا لغة القوة، ولغة القوة هي الشارع والنضال والتصدي، ولكن حين تكون أعددنا قليلة ولا تتعدى أصابع اليد، فلن ننجح في تحقق أي شيء".

أضاف أنه "يجب على جميع الأهالي التصدي للهدم، لأنها جريمة تمس كل المنطقة وليس فقط بيوت محمد عودة وعبد الحكيم حمودة وإسماعيل واوية". وتساءل "أين تضامن أعضاء البلدية ورئيس البلدية في هذه القضية؟ ننتظر منهم أكثر من مجرد إطلاق الشعارات".

وختم بالقول "نهيب بأهلنا في قلنسوة والمنطقة، يوجد خطورة كبيرة على هذه البيوت، نهيب بكم أن تتصدوا معنا من أجل ابن بلدكم، من يحمي بيوتنا، أليس من المفروض نحن من يقف أمام الجرافات، وأعلموها جيدا، أن الهدم اليوم عند جارك وغدا عندك".

يذكر أن عدد من أفراد الشرطة الإسرائيلية، أقدمت صباح أمس، الأربعاء، بتفقد منطقة الحي الشرقي في مدينة قلنسوة، تمهيدا لهدم ثلاثة منازل.

والمنازل الثلاثة المهددة بالهدم الفوري تعود لكل من محمد عودة، إسماعيل واوية، عبد الحكيم حمودة. ويخشى أصحابها بأن تقدم السلطات على هدمها بعدما انتهت فترة تجميد أوامر الهدم قبل نحو شهر، وبذلك لا تزال البيوت عرضة للهدم في أي لحظة.

ويهدد خطر الهدم نحو 25 منزلا في الحي الشرقي بقلنسوة، إذ أرسلت السلطات مؤخرا أوامر استعداء لأصحاب البيوت تمهيدا لإرسال أوامر هدم.

التعليقات