مهرجان على أرض العراقيب في الذكرى العاشرة لانطلاق معركة الصمود

يدرك العرب الفلسطينيون في النقب أن الهدف من التضييق عليهم وملاحقتهم تحت غطاء القضاء الإسرائيلي بحجة "البناء غير المرخص" هو الإجهاز على دعاوى الملكية لأراضيهم والسيطرة على الوجود العربي في النقب.

مهرجان على أرض العراقيب في الذكرى العاشرة لانطلاق معركة الصمود

مهرجان العراقيب يؤكد صمود الأهالي على أرضهم، أمس

شهدت قرية العراقيب، مسلوبة الاعتراف والمهددة بالتهجير في منطقة النقب، والتي هدمتها السلطات الإسرائيلية 176 على التوالي آخرها يوم 5 آذار/ مارس 2020، مهرجانا سياسيا خطابيا، بمشاركة قيادات سياسية ونواب عن القائمة المشتركة وناشطين سياسيين وأهالي العراقيب وعدد من بلدات النقب، مساء أمس السبت.

وأكد رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية محمد بركة، في المهرجان الذي عقد على أرض العراقيب بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاقة معركة الصمود على أراضي القرية، أن "العراقيب باتت رمزا كفاحيا، واسما يلمع في جميع أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني"، مشددا على أن "النقب بات قضيتنا المركزية الأكبر في معركة الأرض والمسكن التي نخوضها منذ 72 عاما في وطننا".

وأوضح أن "السلطات دمّرت العراقيب 176 مرّة، ولكن أهلنا بنوا العراقيب 177 مرّة، ولن يكلّوا. هم يهدمون ونحن نبني، هم يخربون ونحن نبني، هم يدمرون الحياة، ونحن نبني أفقا للحياة في العراقيب. وقد تحولت العراقيب لرمز وطني شامل لكل مجتمعنا العربي الفلسطيني، سواء في الداخل أم في الخارج. هذا الاسم أصبح لامعا في كل أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني في وطننا وفي المهجر. والرسالة التي تخرج من العراقيب، ومفادها أن النضال مجد، وأن الإصرار على الحق مجد، وأن الكسل والسكوت على الحق هو كارثة وهدية لعدونا. واليوم بات يتسع هذا النموذج من النضال، مثل المعركة الحالية في قرية خربة وطن، وبير هداج".

جانب من الحضور في المهرجان

وأكد أن "مجتمعنا يحتاج إلى رص الصفوف، ومنع تغلغل الظواهر التي تفتك به، وخاصة الجريمة والعنف المجتمعي، وما يرافقها من ظواهر إجرامية، مثل انتشار السلاح والخاوة والسوق السوداء وجرائم القتل. باتت تضرب كل مجتمعنا. وهناك غض طرف مقصود من المؤسسة الحاكمة، لضرب مجتمعنا من الداخل، ليكون أضعف في مواجهة كل سياسات التمييز العنصري، وسياسات الاقتلاع والاحتلال والاستيطان".

وختم بركة بالقول إن "قضية الأرض والمسكن مشتقة من قضيتنا الوطنية العامة، والمؤامرة الصهيو أميركية المسماة 'صفقة القرن' تحمل كل ملامح الهجوم الشامل على شعبنا الفلسطيني في كامل أماكن تواجده، فهي تشمل التلاعب بالحدود مع منطقة المثلث، لقطعها عن الحيز العام لوطنها، وتهويد القدس، والقضاء على قضية المهجرين من وطنهم، فحسب الإحصائيات عدد المهجرين من النقب وحده، ويقطنون اليوم في الأردن وصحراء سيناء، يتجاوز المليون نسمة".

وتحدث رئيس اللجنة المحلية في قرية خربة الوطن، ماجد الشنانرة، عن نضال أهالي القرى مسلوبة الاعتراف ضد سياسات الاقتلاع والتهجير، وضرورة الصمود والتمسك بالأرض.

وكان شيخ العراقيب، صياح الطوري، قد رحب بالحضور، وأكد في كلمته على نضال أهالي العراقيب، والثمن الذي يدفعونه في سبيل صمودهم.

وتخلل المهرجان عرض للخيل، وتطيير بالونات تحمل أسماء القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب.

التصدي لمخططات الاقتلاع والتهجير

ويواصل أهالي القرى العربية، مسلوبة الاعتراف، في منطقة النقب، التصدي لمخططات الاقتلاع والتهجير المفروضة عليهم بشكل يومي. ويدرك العرب الفلسطينيون في النقب أن الهدف من التضييق عليهم وملاحقتهم تحت غطاء القضاء الإسرائيلي بحجة "البناء غير المرخص" هو الإجهاز على دعاوى الملكية لأراضيهم والسيطرة على الوجود العربي في النقب.

بركة: "قضية الأرض والمسكن مشتقة من قضيتنا الوطنية العامة"

ربع مليون عربي بالنقب

يعيش نحو ربع مليون عربي فلسطيني في منطقة النقب، يعانون التمييز الصارخ في حقوقهم الأساسية في مجالات السكن والتربية والتعليم والأجور والتوظيف وغيرها.

وتشهد القرى العربية، مسلوبة الاعتراف، في النقب كارثة إنسانية بكل ما تعني الكلمة، إذ تُحرم هذه القرى العربية من أبسط مقومات الحياة بفعل سياسات وممارسات الظلم والقهر والإجحاف والتجاهل من قبل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، بحق السكان هناك، لا لشيء إلا لأنهم عرب أصروا على التمسك بأرضهم، رافضين مخططات الاقتلاع والتهجير عن أرض النقب.

ويُشكل المجتمع العربي في النقب، اليوم، أكثر من ثلث سكان المنطقة في حين أن المجتمع اليهودي في المنطقة ازداد بشكل كبير، في أعقاب تنفيذ مخططات تهويد النقب.

العراقيب.. أعاد الأهالي بناؤها بعد 176 عملية هدم

ووفقا لتقديرات مركز الإحصاء الإسرائيلي فإن 28% من العرب في النقب يسكنون في قرى مسلوبة الاعتراف إسرائيليا، لغاية الآن.

وعلى الرغم من ذلك، فإنه بين 144 بلدة قائمة في النقب، بدون المزارع الفردية (اليهودية في معظمها) توجد 18 قرية عربية، أي نسبة %15 من البلدات في النقب فقط.

ويظهر الفصل في السكن بشكل شبه تام بين المجتمع اليهودي والمجتمع العربي، إضافة للتمييز في السكن من خلال مسح أوضاع السكن في القرى العربية بكل أشكالها والبلدات والتجمعات اليهودية في النقب.

هدم المنازل العربية

وشهدت البلدات العربية في البلاد تصعيدا في هدم المنازل والمحال التجارية والورش الصناعية بذريعة عدم الترخيص كما حصل في بلدات الطيرة وعين ماهل ويافا وشفاعمرو وكفر قاسم وقلنسوة وكفر ياسيف وعرعرة ومنطقة النقب وبلدات عربية أخرى.

التعليقات